مقالات سياسية

مليونية الثلاثين من يونيو .. لإرساء الجمهورية المستدامة.

أسامة ضي النعيم محمد

استدامة حكم الانجليز في السودان خلال الفترة (1899الي 1955م) يعود الي المرجعية القوية في الحكم المستندة علي ارث التاج البريطاني وحكومة صاحبة الجلالة الملكة اليزابيث – أعزها الله- . وبقوة دفع القوانين التي ورثناها من الحكم الانجليزي، تمكن السودان خلال الفترة من 1956 الي 16نوفمبر1958م من مواصلة السير بخطي حثيثة لوضع لبنة الجمهورية السودانية المستدامة التي ترتكز علي القوانين والمؤسسات كركن شديد يحمي الجمهورية الوليدة، أنظمة الخدمة المدنية هي من الافضل في أفريقيا بل من بين المستعمرات البريطانية ، كانت مصدر فخر لبناتها من الانجليز يوصون رؤساء الدول الناشئة بحذو نهج الخدمة المدنية السودانية .

الامارات العربية المتحدة يعلو صوتها بنصيحة الخبراء الانجليزفي الاستعانة برجالات الخدمة المدنية في السودان ، وقد كان، وحصل العالم علي دبي ويكفي فخرا لخبراء الادارة السودانية ، وفي التعليم يرسي راحلنا المقيم الدكتور عبد الله الطيب – عليه رحمة الله- أساس التعليم في جامعات نيجريا والمغرب العربي ، ترفده تجربة بخت الرضا السودانية. المجال يطول في الحديث عن أثر منارات العلم والمعرفة التي تركها الانجليز لنستنير بها ثم نشعل شموع المعرفة في بلدان اخريات حولنا.

ثم تتوالي النكبات علي الارث الجميل الذي أهدتنا له بريطانيا العظمي، يلد الانقلاب العسكري انقلابا اخر ومن خلال حكم عسكري تتناسل انقلابات فاشلة أيضا تغذي روح الانتقام والتشفي في المؤسسة العسكرية ، مسميات للفوضي لتبرير تحويل البندقية من صدر الاعداء الي صدور أبناء الوطن ، وكما زحفت علينا حركة الضباط الاحرار من مصر لحقتها حركة الاخوان مستندة علي صوفية ترفع سيفين علي شعارها، تحمل معني الموت لمن يخالف مذهب حسن البناء. لسوء الطالع ، نجح تحالف الاخوان في زواجه المسيار مع حركة الضباط الاحرار وكان السفاح دولة الانقاذ في 30يونيو1989م، حكم عضود جثم علي صدر السودان لثلاثين من عجاف السودان.

لم يترك حكم الانقاذ ارثا جميلا، مسخ من التمكين هنا وهناك، الاراضي التي كانت توزع عند حكم الانجليز بلا تطفيف كيل، أصبحت عند الاخوان (مراحات) يحصل عليها المتنفذ الفرد أعدادا يخطأ فيها العاد لحصرها، بنك السودان المركزي تركه حكم الاخوان صرافة خاصة يرأس مجلس توزيع النقد فيها فعليا البشير، بعضا من عملات البنك الاجنبية هو خازنها وصارفها بلا تدوين أو تسجيل ، ربما تذكر الشخص الذي سلمه مبلغا من حافظته ولكن ينسي كم وعدد العملات والنقود. البنوك التجارية ليست أحسن حالا، تدار كما الصرافات الخاصة وعبرها تحرز حصائل الصادر في الخارج، الفوضي تضرب أطنابها يمنة ويسرة. هو الحال الذي ترك فيه البشير حكم السودان، دولة بلا أنظمة أو قوانين مرعية تكتب برمال علي الشواطئ، يسحبها مد وجزر التحلل متي ما شاء المتنفذ.

مليونية الثلاثين من يونية ، وما أدراك ما هي، عنوان لشباب الثورة لطي الماضي البغيض من تحالف الضباط الاحرار وحركات الاحزاب الوافدة تارة باسم حسن البنا وأخري تهتدي بعبد الناصر وميشيل عفلق له جعل منها، خليط من هوس ديني وتنطع بعثي ناصري شيوعي ، كلها أفكار وقبعات أجنبية علي رؤوس سودانية  بدلا عن الطواقي، حان الوقت لإنزال تلك الشرائط والعلامات من رأس السوداني ووضع العمامة السودانية ولبس الجلباب الابيض عنوان ملبس أهل السودان ، والمطلب جمهورية سودانية مستدامة تستند لفكر سوداني خالص يسبقه عصف ذهني بين أبناء السودان ثم طلاق بائن للافكاروالحركات الاجنبية بكل مسمياتها.

المجد للسودان حرا مستقلا.

وتقبلوا أطيب تحياتي.

/ أسامة ضي النعيم محمد

[email protected]

تعليق واحد

  1. مليونية الثلاثين من يونية ، وما أدراك ما هي، عنوان لشباب الثورة لطي الماضي البغيض من تحالف الضباط الاحرار وحركات الاحزاب الوافدة تارة باسم حسن البنا وأخري تهتدي بعبد الناصر وميشيل عفلق له جعل منها، خليط من هوس ديني وتنطع بعثي ناصري شيوعي ، كلها أفكار وقبعات أجنبية علي رؤوس سودانية بدلا عن الطواقي، حان الوقت لإنزال تلك الشرائط والعلامات من رأس السوداني ووضع العمامة السودانية ولبس الجلباب الابيض عنوان ملبس أهل السودان

    تعليق: كفيت وأوفيت وصدقت، حقاً كلها أفكار أجنبية مستوردة إعتنقها المثقفاتية من السودانين وأنبهروا بها فأوردت السودان الهلاك إلى يومنا هذا، أفكار لا تعرف التسامح والتعامل برصانة مع الآخر المختلف، كل يتربص بالآخر للقضاء عليه وهذا مستمد من ثقافة الثأر عند العرب في الماضي وحتى الآن، جميع الحروب في العالم الآن بين الدول العربية بعضها ضد بعض، وما تقول لي تدخل الدول الغربية إليس لنا عقول، أم تركنا أمرنا للآخرين يفعلون بنا الأفاعيل من أجل مصالح خاصة لبعض منا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..