“مُؤتمر شراكة السّودان” ببرلين “التَعثُر من وراء الكلمة”

يؤسفنا  ما تأسف عليه  الدكتور الرواشدة السعودى ” الأجنبى” في حق صحفي سوداني توقفت كلماته إبتذالاً حول “مؤتمر شراكة السودان” ببرلين (Sudan Partnership Conference) , و رُبّما أمتدّت تلك الكلمات لجلب الإساءة على نفسه أوّلاً ,  ثمّ الوطن , وبهذه المناسبة (مناسبة المؤتمر) جاءت عبارات مختلفة  كترجمة مُخلّة بمضمون العنوان المذكور, منهم من كتب ” مؤتمر برلين لأصدقاء السودان”  و “مؤتمر شركاء السودان” و “مؤتمر المانحين” و هكذا من الألفاظ الأخرى. و قد تكون سوء الترجمة هى السبب فى الإنزلاق إلى مهاوى الإساءة.

المؤتمر لم يكن لإستقطاب المال و الهبات أو كما سماه البعض بـ “مؤتمر الشحدة” , الشراكة  المقصودة فى  العبارة المتداولة يصب مدلولها فى مجال الهدف “رقم 17” من مصفوفة أهداف التنمية المستدامة (SDGs). فى 2015 وضعت الأمم المتحدة مشروع التنمية المستدامة مشتملاً على (17 هدف),  و كان الهدف الأخير رقم (17) و هو ” الشراكة” , و هى عبارة عن ميثاق عالمي و إلتزام دولي  لتبني و تنفيذ الأهداف الستة عشر (16), السودان كان مكبلاً غير قادر على أتخاذ إجراءات من شأنها تحقيق هذه الشراكة بسبب العزلة المضروبة عليه , كان مؤتمر برلين هو بمثابة كرنفال إحتفائى بإنضمام السودان إلى كوكبة المجتمع الشامل إذا صحت الترجمة لعبارة (inclusive society) , و الخروج من ظاهرة العزلة السياسية و الإجتماعية, و للعلم أنّ أهداف التنمية المستدامة هى إمتداد لما عُرف بـ أهداف الألفية الثالثة ( الثمانية) و التى أطلقتها الأمم المتحدة للعالم أجمع بدون قيود إلاّ أن سلوكيات بعض الدول شكلت قيوداً أعاقت تبنى هذه الأهداف. بالتالى هذا المؤتمر عبارة عن تدشين لدخول السودان فى برنامج الشراكة العالمية لتحقيق أهداف التنمية لمستدامة.

عبدالرحمن صالح احمد (ابوعفيف)
[email protected]