مقالات سياسية

علي كوشيب و الخمسين سفّاحاً

محمد الربيع

علي كوشيب و الخمسين سفّاحاً
آخر الدواء لاهاي ….أبتاه ماذا قد يخطُ بناني-  والحبل والجلادُ ينتظراني
هـذا الكتابُ إليك من زنزانةٍ- مقرورة صخرية الجدرانِ
لم تبقَ إلّا ليلةً أحيا بهـا- وأحسُّ أنّ ظلامهـا أكفاني
هـاشم الرفاعي

☀️ علي محمد علي عبدالرحمن المعروف ب “علي كوشيب” المولود قبل حوالي ثلاثة وستين عاماً بمنطقة “رهيد البردي” جنوب غرب نيالا ” حاضرة ولاية جنوب دارفور” لأبٍ من التعايشة وأم من جنوب السودان !  إسمْ قادم من المجهـول لكنه فرض نفسه في الساحة الإعلامية السودانية المليئة بالمفاجئات وغرائب اللا معقول في العقدين الأخيرين وكُتِب إسمه في تاريخه بأحرفٍ من “زفت” جراء ما إرتكبه من جرائم بحقّ المدنيين العُزّل في دارفور  وما إقترفته يداه من وحشية وقسوة جعلتهـا في صدارة أسوأ جرائم الحرب والتطهير العرقي وجرائم ضد الأنسانية في التاريخ الإنساني عامة والتاريخ الحديث خاصة إذ راح ضحيتها اكثر من نصف مليون شهيد وملايين من اللاجئين والنازحين وخلّف عشرات الآلاف من اليتامَي والأرامل والثكالي إضافة إلي الممتلكات المنهـوبة والمدمرة والارض المحروقة.

✍️ لقد كان خبر تسليم المجرم السفّاح ورجل البوليس السابق علي كوشيب ثم مثوله لاحقاً أمام محكمة الجنايات الدولية في لاهـاي هو ( خبر الشهـر ) بإمتياز ! أذ أحدث زلزالاً سياسياً وقانونياً وأعلامياً في الساحة السياسية السودانية ولا يزال لأنّ له ما بعده وسوف تتبعه زلازل وبراكين أخري سوف تسقط الكثير من الرؤوس و تتهـاوي معه جنرالات الحرب الكبار و تقود الكثيرين من الذين ظنّوا بأنهم في ركنٍ حصين من الملاحقة الجنائية أو كان بمقدورهم الإفلات من العدالة ،، وفي الوقت نفسه فقد لاقي الخبر صديً طيباً وراحة نفسية في نفوس الضحايا و ذويهم الذين ظلّوا يدعون الله آناء الليل وأطراف النهـار ويذرفون الدمع والدموع منذ حوالي العقدين من الظلم والعذاب وهم يرون الجناة السفّاحون أحراراً طلقاء يمشون الهـويني في دروب السودان بكل تبختر و جبروت ،،،
وإحتمال الأذي ورؤيةُ جانيهُ – غذاءٌ تضوَي به الأجسامُ

🔥لقد كانت جريمة العصر التي أرتُكبت بحق المدنيين في دارفور وحرّك الضمير العالمي ، تعتبر واحدة من أسوأ جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية والتطهـير العرقي التي كان دافعهـا هي العنصرية البغيضة والإستعلاء العرقي الزائف من “بعض” النخب المركزية الحاكمة المنتحلون للعروبة  المتشدقون بأكذوبة المشروع الإسلامي المغشوش والتوجه الحضاري الزائف الذي أخفي في داخله القتل والدمار لكل ما هو إسلاميٌ او حضاريٌ !! فأنتج مسخاً مشوهاً لا هو إسلامياً ولا حضارياً بل مجرد شعاراتٍ كاذبة جوفاء ظاهرها فيها الرحمة وباطنهـا من قبلهـا العذاب لأنهم أراقوا كل الدماء وقتلوا الإنسان و أفنوا الحيوان و شوهوا سماحة الإسلام  و حولوا رحمته إلي عذاب وجماله إلي قُبح وسعته إلي ضيق وحبه إلي بغض وشحناء وأحالوا أمنه إلي رعبٍ وإرهاب طال حتي دول الجوار واصبح من مهـددات السلم والأمن الدوليين.

✍️ بغض النظر عن الفظائع والوحشية التي مارسها المدعو “علي كوشيب” لكن يظل محله من الإعراب في قناعتنا هو “أداة الجريمة” ينفذ خطط وأوامر سيده ” العنصري المغرور” الذي يقبع خلف جدران القصر الرئاسي وحوله رهطه الأشرار وبجواره حاضنته الإجتماعية التي إما علت أصواتهم بالتبرير الآثم أو لاذوا بالصمت الخبيث دليلاً علي الرضي والقبول، إلّا ما رحم ربي!!
إذا قلتَ المحال رفعتُ صوتي  – وإن قلتَ اليقين أطلتُ صمتي.

فعندما تجد شخصاً نصفه دينكاوي ” أفريقي قح” بلسانٍ اعجمي وأخذ كل قسمات وملامح أخواله ويقول للآخر ( عب ) فهو بالتاكيد لا يعاني أعراض الفصام الخامل ولا يتحدث بلسانه، بل بلسان سيده المستعرب الذي يوجهه ويصدر عليه الأوامر من مكانٍ مَكِين و ركنٍ حصين بعد أن خدعه بإسم العروبة ويا لهـا من أضحوكة !

أيّ عروبةٍ وأيّ ذلٍ وأيُّ عار !!
أيُّ تلفيقٍ وأيُّ إنتحالٍ وأيُّ إستهـبال !!
هـناك مسئولون كبار وضباط ذوي رتبٍ عليا في الأجهـزة النظامية غالبيتهم من النخبة المركزية قد صُعِقوا بنبأ تسليم علي كوشيب إلي محكمة الجنايات الدولية بينما كانوا يخططون لتصفيته شأن كل رجال العصابات ومحترفو الجريمة الذين يتخلصون من “الأداة” فور إنتهـاء المهمة حتي لا يقودهم إلي العدالة وما فيها من ( مقاصل ) لكنه قرر الإفطار بهم قبل عشاءهم به!!

✍️ أنّ ظهـور ” أداة الجريمة” علي كوشيب في محكمة الجنايات الدولية لم يترك أي فرصة للمناورة بعدم مثول كبار السفاحين “الخمسين” وربما هناك آخرون لا نعلمهم! وذهابهم إلي حيث ذهب “أداتهم” المطيع ولم يعد يجدي أكذوبة السيادة الوطنية التي ترفعها (ثعالب) المركز بكل خبث وسوء نية لأن الأداة سوف يكشف بصماتهم ويفضحهم والتحقيق سوف يجلبهم ولو تعلقوا بأستار الكعبة لأن السيف قد سبق العزل كما أن يقيننا الثابت بأن دعوة المظلوم ليس بينهـا وبين الله حجاب وسهام الليل لا تخطيء والديّان لا يموت وأرواح الضحايا الأبرياء سوف تظل تطارد القتلة في الصحو وفي المنام حتي ينهـار أحدهم ويقول انا المريبُ خذوني! لذلك نقول لكل من تربطه علاقة بالمجرمين أن يكف عن إستفزاز ذوي الضحايا ومحاولة التهرب من العدالة بإختلاق أكذوبة السيادة الوطنية التي ضاعت بذهاب الجنوب وحلايب وشلاتين والفشقة ومعظم أرض “السودان الفضل” التي منحت إلي الخليجيين والصينيين والأتراك ..

هذه السيادة المزعومة قد أُهدِرت وضاعت تحت بصر وعيون ما يسمي ب “القوات المسلحة” التي تدعي زوراً  وبهـتاناً بأنها “قوات الشعب والوطن” و في حقيقة امرها إن هـي ألا “مليشيا” جهـوية عنصرية مؤدلجة ظلت منذ الإستقلال تقتل وتبيد الشعوب السودانية في مناطق معينة وتحمي السفاحين في القصور الرئاسية وهم من مناطق معينة وإثنيات محددة توارثوا السلطة والثروة لأكثر من ستة عقود.

📌ختام القول نؤمن بأنّ ميزان العدالة في السودان مائلٌ وفي عهـد الإنقاذ المشئوم صار أكثر ميلاً بعدما تم تدجينه وأدلجته بسياسة التمكين وصعود أرباب الهـوي والضمائر الغائبة في الأجهـزة الثلاثة ” الشرطة والنيابة والقضاة” لذلك فنحن لا نري إلا علاجاً واحداً وهو آخر الدواء لاهـاي.

✍️ محمد الربيع
[email protected]

‫2 تعليقات

  1. لا شك سيحفظ التاريخ اسمك يا علي كوشيب في قائمة اسواء السفاحين والقتلة والمجرمين في تاريخ البشرية ….. اقترح ان يجمع تاريخ هؤلاء السفاحين وجرائمهم التي ارتكبوها في كتاب ويدرس في كل المراحل التعليمية …. حتي تعرف الاجيال التي سوف تاتي من بعدنا ماذا فعل هؤلاء بالشعب السوداني …. ففي زمن هؤلاء اما مقتول او ميت يمشي بين الاحياء قابل للقتل في اي لحظة …. فنحن ننتظر عدالة السماء في هؤلاء …. لا مهرب من الله الا الي الله …. الجبار …. المنتقم …. ذو البطش الشديد …. اللهم ارينا فيهم عجائب قدرتك ……..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..