
الإستغلال الأمثل للموارد المتاحة هو كلمة السر .. وتميمة الإصلاح.. ومدخل عافية الوطن..وبه يكون نماء الزرع والضرع والوصول للطاقة القصوى لأزيز المصانع.. وحينها يضمخ الخير عرق الكادحين ..ويذهب إستخراج ذهب الارض لصالح شموخ الوطن .
وعبره تتم عبقرية مزج عناصر الإنتاج.. فكيف سبيل الوصول إليه بكل المواقع والمرافق.. فى ظل إنتهازية سائدة.. وقيم مهدرة.. وقرارات مليئة بثقوب الذات والانتماءات .. تمشى بسلحفائية مقيتة على وطن مهيض .. بكل العهود.. وضجيج العاطفة والإنطباع يحجب نور العقلانية الراشدة والتبصر الحصيف… لتتم العواسة النية التى يتعاطاها الشعب بكل المصالح والساحات مجبرا بتقزز وإنفعال..
وتسرى بالدوائر المحيطة بمراكز صنع القرار جرثومة الداء العضال المتمثلة فى التقارير المنمقة والادعاءات الكاذبة والحجب المستورة والأجندة الخاصة ..وربما غواصات من كل شاكلة و لون.. وتستمر الحلقة الخبيثة بالدوران على جسد الوطن المنكوب..والغريبة أننا إكتشفنا هذا الداء المقعد منذ بواكير الإستقلال وقال عنه رئيس الوزراء محمد أحمد محجوب ..كل شىء فى السودان فى غير مكانه.. المال عند بخيله والسيف عند جبانه..
ونحنا الآن على خطى تصحيح المسار للثورة الأمل.. يجب أن نراعى قبل إصدار قرارات تعين الولاة المدنيين. و بدائل الوزراء غير الموفقين ..عجم الأعواد أولا بواسطة خبراء وطنيين ثوريين حقيقيين قبل الدفع بهم لرئيس الوزراء لإعتمادهم وإصدار قرارات تعينهم.. وان يتم ذلك بعيدا عن المحاصصات القاتلة.. مع الإستفادة التامة من تجربة..ماحدث من هفوات بالخيارات السابقة لحكومة الثورة التى لم تراعى التأهيل الإستثنائى و الخبرات الكبيرة المواكبة الملمة بشأن كل دهاليز الوزارة وامتدادات قنوات عملها ..لذا ضاع الحماس الثورى لبعض الوزراء بين متاهات الشبكات الاخطبوطية للنظام البائد.. التى ظلت تطاردهم بمدن الاغتراب حتى قبل صدور قرارات التعين بثعلبية ماكرة وإدعاء خبرة لزج وتطفل مريض وللآسف وجد الكثيرين من افراد الشبكات الكيزانية ضالتهم..فى حسن نوايا بعض الوزراء البعيدين عن تخيل مدى درجة الانحطاط الأخلاقى الذى وصل اليه بعض بنى الوطن من النوع الذى يقتل القتيل ويمشى فى جنازته ..
من الذين يعرضون نرجسيتهم المرضية بسوق النخاسة السياسية قبل أن تجف أيديهم من ادران قذر الانقاذ..ومراعاة أمر الإختيار هذه المرة يتطلب المقدرة على مقاومة مثل هذه الجراثيم..من المخلفات البيئية العطنة بادران النظام البائد..والحرص على وجود المواصفات الإستثنائية التى تمكن من عبور هذه المرحلة الحرجة .. فجيش من الوعول يقوده أسد، خير من جيش من الاسود يقوده وعل كما قال القائد نابليون ..
و يقول فردريك نتشه أن البحث عن القادة يعتبر من المهام الصعبة جداً ، و لكن بالملاحظة الدقيقة يتبين أن هناك فروقاً واضحة بين من يصلح للقيادة و من لا يصلح..ومما يؤكد عليه العظماء وعلماء الإدارة على مر التاريخ وجوب أن يكون القائد قادرا على الإبتكار وتوزيع المهام مع الحرص على عدم الظلم وان يكون ذو رؤية ثاقبة ، فهو يرى ما لا يراه الآخرون..وأن يجعل خططه تنسجم مع الظروف وأن لا يتخذ القرار الا اذا إكتملت المعلومات.وأن يكون ذو مقدرة جسمانية تمكنه من بذل الطاقة والحيوية المطلوبة مع توفر الكريزما الشخصية.. ويمكن النظر لذكاء القائد بالنظر إلى الرجال المحيطين به ..وعظمة القائد تتجلى فى مقدرته على الاستعانة برجاله دون أن يستسلم لهم..و عندما يكون القائد في أزمة فإنه يتصرف بحدسه ثم يبحث لاحقا عن تفسيرات التصرف ..فالقادة يفكرون ويتحدثون عن الحلول لا المشكلات..ويحولون الرؤى الى حقيقة ويلهمون الناس الثقة بأنفسهم ..
والقيادة الفعالة تعرف بالنتائج وليس التوقعات ..والنتائج هى التى دفعت بالحكم على الاداء خلال الأشهر المنصرمة من عمر الحكومة الإنتقالية بأنه يحتاج لتصحيح مسار.. وهذا من مهام القادة المهرة القادرين على تغيير الأشياء للأفضل…ويجب ان نبعد من تجريب المجرب الذى فشل فى القيام بمهام الإختيار المطلوب من الكثير المتاح بالمرات السابقة لقلة خبرة او للاستسلام لدوافع عاطفة أو محاصصة.. حتى لانلدغ من جحر هؤلاء مرتين بهذه المرحلة الدقيقة و المفصلية من عمر السودان.. حيث يتطلب الامر هذه المرة أقصى درجات الحرص والتمحيص .. فلو عمم إستبيان بسؤال واحد على شريحة الوعى الثائرة بهذا الو طن العظيم..
حول هل جاءات هياكل حكومة الثورة الانتقالية بقدر قامة الثورة المديدة وطموح الثوار العظيم..لحصدت لا النافية النصيب الكبير.. واكبر مصائبنا بالسودان أن بعض بنى وطنى بهاشمية ليست محببة بكل الأحوال يتصدون لأمور اكبر بكثير من إلمام مداركهم.. ويصنعون النكسات.. او يحدثون الخلاف.. والذى تقتضى ضرورات المرحلة تجاوزه لأجل عيون هذا الوطن المنكوب دوما بما تصنع إنفعالات و أيدى بعض بنيه بتهور مقيت نكبات و بلا مبررات..
عادل محجوب علي
[email protected]