أخبار السودان

أهالي نيرتتي .. إليكم مطالبنا

الخرطوم – اليوم التالي

“قررنا نحن مواطني محلية نيرتتي الاعتصام امام المحلية إلى حين تحقيق مطالبنا المتمثلة في الآتي (إقالة المدير التنفيذي ومعه مدير الشرطة وقائد المنطقة العسكرية ومسؤول الاستخبارات العسكرية، قائد قوات الدعم السريع المذكور بالاسم (أحمد عندلة)، إيقاف الدراجات النارية وجمع الأسلحة غير المقننة، إكمال ترتيبات حماية الموسم الزراعي الذي على وشك الانطلاق ونزع أسلحة المليشيات، استرداد كل المواشي التي تم نهبها بواسطتها خلال الشهرين الفائتين.. القبض على الجناة الذين تم فتح بلاغات في مواجهتهم وتقديمهم للعدالة من أجل تحقيق القصاص العادل للضحايا لا فتح المسارات والسواني من أجل تجاوز النزاعات بين المزارعين والرعاة في بداية موسم الزراعة) يمكن أن تختصر كل مطالب أهالي المنطقة في عبارة واحدة: نحن نستحق الحياة في أرضنا.

لليوم السابع توالياً يعتصم مواطنو البلدة الواقعة في وسط دارفور وغرب الجبل على مقربة من المحلية وهم يتقدمون بمطالبهم الموضوعية وبثقة كاملة في العبور وتحقيقها. يقول ياسر محمد سليمان أحمد عضو لجان المقاومة بالمحلية ل: (اليوم التالي) من قلب الاعتصام: هناك حرية سلام عدالة والثورة خيار الشعب حيث يؤكد على أن وصولهم إلى الاعتصام كان الدافع الأساسي له الإحساس بالظلم وأنه لم يعد بالإمكان احتمال نزيف الدم الذي لا يتوقف حيث لا يكاد يمر يوم دون أن يكون هناك ضحية للعصابات المتفلتة لدرجة أن من يخرج لعمله قد لا يعود وهو الأمر الذي يشير إلى أن الواقع الأمني يمضي نحو السوء بخطوات متسارعة عليه وهو السبب الرئيس في الاعتصام. مع ياسر بإمكانك أيضاً الاستماع لصوت إحدى المعتصمات من نساء المنطقة وهي تشير إلى أن تعدد حوادث الاغتصاب حرمهن الخروج من بيوتهن ودفع بهن إلى الاعتصام وأن إيقاف مثل هذه التجاوزات يظل أحد المطالب المرفوعة..

بالنسبة لياسر ورفاقه المعتصمين فإن خيار الاعتصام تم الوصول إليه بعد أن أغلقت أمامهم كل الدروب وبعد أن اتصلوا بكل الأجهزة الرسمية في المحلية وفي الولاية.. يضيف بما يشبه الحسرة: (الثورة لم تصل الى هنا بعد، النظام لم يسقط حتى الآن ومن كانوا يوجهون أسلحتهم نحو قلوبنا في وقت سابق ما زالوا يفعلون ذات فعلهم القديم).. ياسر والآخرون يعلنونها (نحن خرجنا لنوصل صوتنا لحكومة الثورة في المركز ولمجلسي السيادة والوزراء لزيارة الاعتصام والمساهمة في تحقيق مطالب الشعب هناك طالما أننا في عهد جديد وحقبة مغايرة عهد صنعته دماء الشهداء في الثورة الممتدة لثلاثين عاماً ويجب ان نقطعها هذا يكفي.

لا تنتهي المطالب فقط في توفير الأمن خصوصاً لأناس قدر لهم أن يدفعوا فاتورة الموت حتى نجاح الثورة. فجأة يخرج صوت آخر يطالب بالحق في توفير التعليم، الحق في الصحة، الحق في أن تلد النساء هناك بسلامة كما تقول إحداهن، الحق في الطرق، الحق في الأمان، وهي المطالب التي سرعان ما تنتهي بسؤال استنكاري: ألا يستحق الناس هنا تلك الحقوق؟

في أول ردة فعل رسمية على ما يحدث هناك أعلنت الحكومة عبر تصريحات للمتحدث الرسمي ووزير الإعلام فيصل محمد صالح عن تضامنها مع المطالب التي يطرحها المعتصمون وأعلن أيضاً عن زيارة وفد رسمي إلى ساحة الاعتصام من أجل الاستماع للمطالب الخاصة بالأهالي والمساهمة في طرح الحلول والمعالجات لها وهي خطوة رغم أنها أتت بعد ستة أيام من بدء الاعتصام إلا أنه من الممكن البناء عليها.

لا يبدو امر اعتصام أهالي نيرتتي مرتبطا بردة فعل الحكومة عليه وتحقيق ما يريده المواطنون بقدر ما يرتبط بالمطالب نفسها وطريقة التعبير عنها التي تأتي في سياق البحث عن الطريق نحو(ح نبنيهو) فبعد ما يزيد من العام على سقوط البشير وبعد 64 سنة على الاستقلال يخرج مواطنون ليطالبوا حكومتهم فقط بتوفير الأمن وحمايتهم من الموت أو لم يقل ياسر انها مطالب أبسط مما يمكنكم تصورها؟ اليوم التالي

تعليق واحد

  1. للأسف ما زال مثلث الشر (كيزان + جنجويد باسم الدلع دعم سريع + حركات مسلحة (باستثناء عبد الواحد محمد نور) يعبثون بحياة وكرامة وإنسانية اهالي دارفور يا حمدوك المطالب عادلة جدا وسهلة التنفيذ وفورا وبلاش تسويف ومماطلة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..