مقالات سياسية

خليكم من أكرم وأسألوا الحكومة

كمال الهِدي

تأمُلات

. الدكتور أكرم أحد أكثر وزراء الحكومة الإنتقالية تعرضاً للنقد بالرغم من بداياته المُبشرة.

. كم تمنينا وتطلعنا ليوم نكف فيه عن تقديس الأفراد ونحاسب كل مسئول وفقاً لما يقوم به من عمل لا ما يقوله.

. لكن المؤسف أن البعض بنقدهم المتكرر للدكتور أكرم يصرون على الطعن في ضل الفيل.

. عندما يتعلق الأمر برئيس الحكومة فالشكر واجب.

. أما مع ذكر أكرم فلابد من توجيه أقسى عبارات اللوم والعتاب.

. وهذا وضع لا يستقيم بالنظر للظروف الإستثنائية لجائحة الكورونا.

. فهذا الوباء أكبر من عشرين أكرم.

. وهي قضية كل الدولة لا وزارة الصحة أو الوزير وحده.

. ولو كان هناك إتفاق وقرارات حكومية لمواجهة هذا الوباء فلابد أن يلتزم بها أكرم أو غيره من الوزراء.

. ظهور وزير الصحة في الشارع يوم الثلاثين من يونيو كان حدثاً مستغرباً لذلك واجهه الكثيرون بنقد لاذع ومطالبات بإستقالته.

. شخصياً إشتبهت فيما رأيته لذلك إنتظرت توضيحاً من وزارة الصحة.

. لم تصدر الوزارة بياناً كما كان متوقعاً، لكن قدم الوزير بنفسه توضيحاً عبر مقطع فيديو قصير.

. التوضيح وضعنا أمام أمر جديد هو ضعف التنسيق وإنعدام النظام في عمل هذه الحكومة.

. فعندما يقول الوزير أنه كان بصدد التوجه لحفل إفتتاح مركز في الثلاثين من يوليو فلابد أن نسأل: لماذا تصادف الإفتتاح مع يوم معروف مسبقاً أنه لن يكون يوماً عادياً!

. كما أن حديث الدكتور أكرم عن الدعوة المتأخرة وعدم القدرة على الإعتذار لضيق الوقت يضيف الكثير للفوضى وضعف التنسيق.

. لا أتفق مع من قالوا أن أكرم وزير حزب وليس وزيراً لكل السودانيين.

. فالرجل ليس معنياً بالمال أو التجارة أو الإستثمار حتى يخدم حزبه، بل هو (متورط) في قطاع خدمي يعاني من معوقات لا تحصى ولا تعد.

. وهو لم يتقاعس عن حسم كيزان وزارته أو يسكت عن تخريبهم كما يفعل وزراء آخرون في هذه الحكومة.

. ربما يكون لإعتماده علي مجموعة محددة مبرراً هو الحرب التي يخوضها ضده الكثير من أصحاب المصلحة.

. لهذا أقول الخطأ خطأ حكومة حمدوك بأكملها وليس شخصياً كما يفترض بعضنا.

. الأمور تحتاج لحسم وجدية أكثر.

. لكن المؤسف أن الحكومة تكتفي بمعسول الكلام والوعود في الكثير من المناسبات.

. وإلا فما معنى قولهم بعد الثلاثين من يونيو بإن الرسالة وصلت!!

. الرسالة التي عناها وزير الإعلام هي بعض أهم شعارات الثورة التي أتت بحكومتهم، فليس منطقياً أن يحدثوننا بعد عام كامل بأنها وصلت.

. طيب لما كنتم تترددون على القيادة أيام الإعتصام يا فيصل عن ماذا كنتم تبحثون!!

. يبدو أنكم لم تتعلموا من الدرس الذي قدمه الثوار في الثلاثين من يونيو، طالما أنكم تصرون على كسب الوقت وطمأنة الناس.

. المتوقع بعد الثلاثين من يونيو هو القرارات الفورية والجادة، لا المزيد من الوعود والمصفوفات.

. مرت ثلاثة أيام ولم تتم إقالة مدير عام الشرطة مثلاً، فما جدوى وصول الرسالة!!

. نسمع حديثاً عن عزم والي الخرطوم على طرح خبز تجاري، فما علاقة مثل هذه القرارات برسالة الثوار التي وصلت!!

. لو أراد الثوار خبز تجاري وكلام رفاهية في غير محله لأبقوا على المخلوع وطلبوا منه إعادة عبد الرحيم حمدي للوزارة.

. أقولها بصراحة أنني لم أشعر بالراحة منذ اليوم الذي رشح فيه إسم دكتور البدوي كوزير محتمل للمالية، بالنظر لسنوات عمله الطويلة بالبنك الدولي.

. وقد طمأنني حينها خبير إقتصادي بأن ذلك لا يعني بالضرورة أن يتبنى البدوي سياسات البنك الدولي.

. وخوفي أن ننجر رويداً رويدا إلى ما لا تُحمد عقباه.

. يعيد ويكرر الكثيرون أن التعويل الكامل على الخارج لن يحل مشاكلنا، بل سيعقدها أكثر.

. ودونكم ما يجري في لبنان حالياً.

. فقد عانى هذا البلد من إنهيار كامل.

. وبالرغم من تدخلات إيران فيه عبر حزب الله لتقديم بعض الحلول الإقتصادية، إلا أن المجتمع الدولي (المُعادي) لإيران ما زال يتفرج على اللبنانيين.

. ورأيي أننا لو تعاملنا مع (الكل) وتأملنا حال حكومتنا كوحدة متكاملة لكان ذلك أفضل من التركيز على أخطاء دكتور أكرم.

. هو ليس ملاكاً ولا مقدساً، لكن بعد أن توفر له حكومته اللازم وتوقف المافيا عند حدها يحق لنا أن نحاسبه حساباً عسيراً.

. أما أن يتقاعس وزراء وزارات أهم ويتوانى دكتور حمدوك في أمور كثيرة لنصب نحن جام غضبنا على أكرم فهذا ظلم.

. بدلاً من إهدار وقتنا في التندر على (قفص) أنس عمر يتوجب أن نسأل حكومتنا: لماذا ظل هذا المجرم طليقاً حتى هذا اليوم!!

. فيديو واحد مما سُجل له كان كافياً للإلقاء به وراء القضبان، فما الذي منع ذلك!!

. وبعد أن (وصلت الرسالة) ووجدت حكومة حمدوك دعماً خارجياً وداخلياً غير مسبوق، ما الذي يمنع من محاكمة من يقبعون بكوبر منذ أشهر طويلة!!

. وما الذي يعيق تطهير الكثير من المؤسسات الحيوية مثل الطيران المدني!!

. العساكر!!

. طيب قول يا حمدوك عشان الشعب ده يتصرف.

. يكفي زخم الثلاثين من يونيو (الأصل) الذي أضاعه بعض قادة الحراك سدىً.

. ولا أعتقد أن لدي شعبنا أي إستعداد لإضاعة ما حققته مسيرات الثلاثين من يونيو الأخيرة.

كمال الهِدي
[email protected]

‫3 تعليقات

  1. كلام عجيب
    تعيب على الناس انتقاد الوزير اكرم
    ثم تعطي نفسك الحق في انتقاد وزراء اخرين والقاء اللوم عليهم

    بالمناسبة وزيرك اكرم ده تسبب في موت الكثير من السودانيين بسياساته الرعناء غير المدروسة وكثير من الاطباء يريدون ترك العمل بسببه
    اكرم ده اسوأ وزير في حكومة حمدوك

  2. الايدو في النار ما زي الايدو في الموية. .ان تكون رئيس وزراء في السودان في هذا الوقت العصيب يتطلب الكثير من الحنكة و الصبر ووزن الأمور بدقة حتي لا تنفلت الأمور..الرجل يعمل بجهد ..علينا أن نعاونه و نشد من ازره. .كان الله في عونه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..