مقالات سياسية

إعتصام نيرتتي سحب البساط من تحت اقدام الكثيرين !

طه جعفر الخليفة

مدينة نيرتتي في محلية غرب الجبل ( جبل مرّة) التابعة لولاية وسط دارفور و هي من أكبر مدن المنطقة الموصوفة  و يعني الإسم المنطقة المغسولة و النظيفة ( بلغة الفور )   تبعد نيرتاتيي حوالي 60 كلم شرقي زالنجي . يبلغ عدد سكانها حوالي 120 الف نسمة. يعتمد السكان علي موارد الزراعة و البستنة لفواكه البرتقال و العنبب و غيرهما  و السياحة  تتم الزراعة علي ضفاف الوديان و علي المدرجات الجبلية و بمدينة نيرتاتيي أكبر إستراح للسياح في دارفور ربما حيث يقصد السياح الشلالات و المساقط المائية مثل مرتجلو و قلول. ( موسوعة ويكيبيديا)

مطالب المعتصمين منذ 27 يونيو2020 محددة و هي
إبدال و إحلال بعض التنفيذيين.
نزع سلاح المليشيات.
تأمين الموسم الزراعي.
القبض علي مرتكبي الفظائع منذ 2003م و تقديمهم لمحاكمات عادلة.

في ظل الظروف السياسية الحالية حيث تدور مفاوضات السلام بين حكومة الثورة و الجبهة الثورية من جهة و سيتم توقيع اتفاق منفرد بين الجبهة الثورية و حكومة الثورة بمعزل عن  حكاية التفاوض مع حركتي النضال المسلح بقيادة عبد الواحد محمد نور و القائد عبد العزير الحلو .

تابع الشعب السوداني هذه المفاوضات بنوع من الضيق لتطاول أمدها و طفحت تقاير كثيرة تفيد بأن التفاوض قد وقف أمام عقبة النسب و طبيعة التمثيل  في برلمان الثورة حيث تطالب الجبهة الثورية بنسبة تضمن لها الأغلبية في البرلمان لتمنع النكوص عن الإتفاق.

السؤال هنا من هي الجبهة الثورية و ماذا تمثل من القوي التي نشطت في إتمام مهام إسقاط النظام. الجبهة الثورية من القوي الممثلة في قحت و هي واحدة من تيارات الهبوط الناعم الذين هندسوا الوثيقة الدستورية التي تحكم علاقات المؤسسات الحاكمة الآن. تابعنا جميعا خروج منّي اركو مناوي عن الجبهة الثورية و نعرف الكثير عن انقسام الحركة الشعبية قطاع الشمال  و معظمنا لا يفهم مالذي تريده حركة القائد عبد الواحد محمد نور.

إعتصام نيرتتي سحب البساط من تحت اقدام الكثيرين و طرح مبادرة جماهيرية حكيمة لمعالجة آثار حروب الإبادة في دارفور و جنوب النيل الأزرق و جبال النوبا إنه صوت الجماهير الواعية البعيدة عن تجاذبات المحاور الإقليمية التي يعرف الجميع مدي خطرها علي عملية التحول الديمقراطي في السودان.

يعلم الجميع أنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح يجب أن يعود جيش السودان للوطن و يبتعد عن السياسة بالكامل و ليس لنا أي علاقة بحرب آل سعود و آل نهيان مع مواطني اليمن الشرفاء فقضايا اليمن يعالجها اليمنيون و ليس الجنود المرتزقة  العابرون للبحار فهذه مغامرات تليق بعمر البشير و بطانته الفاسدة و المجرمة.

طه جعفر الخليفة
[email protected]

تعليق واحد

  1. إن أهم رسائل بثتها مدينة نيرتتى بإعتصامها السلمى مفادها أن السلاح لا ولن يعود مجديا في نيل المطالب مما يعنى أن الحركات المسلحة فى دارفور قد فقدت كل صلاحيتها حيث لم تعد هى المعبرة عن تطلعات ومطالب الجماهير ولعله من المفارقات الجميلة أن نيرتتى كانت نقطة إنطلاق العمل العسكرى ضد الحكومة حيث اجتمع منى اركو مناوى وعبد الواحد نور خريف 2002م فى منطقة كوتروم والتى لا تبعد عن نيرتتى سوى خمسة عشرة كيلومترا شرقا. وبعد ما يقارب من عقدين من الزمان خرج مواطنو نيرتتى يدعون بالسلمية نابذين العنف ايا كان مصدره. ورسالة أخرى للسيد الفريق أول حميدتى وهو الممسك بملف الأمن والمحادثات في جوبا وهى أن يعيد النظر فى ممارسات بعض المكونات القبلية التى سلحها نظام الإنقاذ البائد حيث لا محيص عن جمع السلاح واستتباب الأمن في هذه المنطقة الحساسة جدا من دارفور وهذا مقياس خطير فالذى يعجز عن تأمين منطقته سيعجز قطعا عن تأمين كل السودان وكل أدوات القوة والسيطرة تحت يديه.. فجبل مرة يتوسط إقليم دارفور حيث التداعيات السالبة ستنعكس على مجمل الإقليم بل أن السودان بأجمعه لن يكون فى مأمن ..رسالة ثالثة للمركز بالخرطوم حيث يدين هذا الأعتصام سلوك المركز ودأبه على تعميق التخلف في الأطراف البعيدة لأن منطقة مثل نيرتتى تحمل في طياتها كل موارد النماء والإستقرار ولكن المركز ظل ديدنه إغماض العين عن مطالب الناس ولا أستخدم عبارة الهامش فالسودان كله فاعل اليوم ويحرك الأحداث من اية نقطة فيه. ضمن هذه الرسائل أحداها مصوبة إلى القوات النظامية وتحديدا الجيش والشرطة فسلوكها لا يعجب ولا يشير للإطمئنان فما ذكره المواطنون هو أن الجيش والشرطة سيما القادة والضباط مهمومون بجمع المال ونقل الخشب بل والتواطؤ أحيانا مع المجرمين وهذه إساءة بالغة لحقت بالمؤسستين لا أدرى كيف تحملها القادة ورسل الحكومة المركزية ولم يسارعوا بطلب التحقيق والمساءلة الفورية لمعرفة المتورطين منهم ومحاسبتهم فورا ليكون ذلك مدونا للتاريخ ضمن محاضر اللقاءات التى حدثت بشأن الإعتصام في نيرتتى رسالة أخرى للسيد حمدوك رئيس وزراء حكومة الثورة مفادها أن يا حمدوك أجب اى مواطن سودانى وقف مع الثورة بوقع أخف واسرع فالذى معك اليوم لن يظل دائما عند الباب أنت ومن معك من قوى الحرية فالخطى وئيدة ومتثاقلة لا تسابق زمن إيقاع الأحداث المتلاحقة..أما الرسالة البليغة الأخرى أن نظام الإنقاذ قد ولى رغم زعمه خدمة القران والإسلام فهذه المنطقة يقطنها أكبر عدد من حفظة القران في السودان وربما في إفريقيا ولكنها أدارت ظهرها للإسلام السياسى اليوم ومضت في طريق الثورة السلمية.. وقد تجد صورة هذه الرسالة طريقها أيضا إلى حزب الأمة برئاسة صادق المهدى فمنطقة جبل مرة ظلت تدفع بنواب هذا الحزب إلى مقاعد البرلمان طيلة سنين الديموقراطية ولم ينافسه أى حزب أخر لكن الأحداث اليوم تؤكد وستؤكدها لا حقا أن حزب الأمة قد أغرقته مياه خيران جبل مرة فى نيرتتى ولم يعد يملك ناصية أمر المنطقة فالذى تحدث أمام الإعلام كان أحد نواب حزب الأمة في أخر برلمان منتخب في دائرة إنتخابية لا تبعد كثيرا عن نيرتتى لكنه اثر الإنضمام إلى الإعتصام وياله من تحول. له ما بعده. بيد أن هذا الإعتصام يمكن أن يحمل في طياته قنابل موقوتة لا نستبعد إنفجارها في حالة عدم الإستجابة له فقد تخرج الأمور عن السيطرة ويستغلها مناوؤو الثورة الشعبية لينزلقوا بها إلى مستنقع خطير لا سمح الله.. فهناك المتدثرون بالإسلام ومعهم حزب الأمة الذى لا ولن يعجبه إستقرار جبل مرة لأنه فقد عناصر وجوده فيه ويفكر ساعتئذ بعقلية شمسون والمعبد. لا حظت أن المعتصمين من النساء والرجال يبدون في صحة جيدة مما يعنى جودة الغذاء والهواء ولم أر هياكل عظمية مثلما حملته صور مناطق أخرى من السودان.. حفظ الله السودان من كل سوء خاصة سوءة الكيزان أمين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..