
عندما وقع انقلاب الاخوان المفلسين، استهلوا عهدهم المشوم بالتقتيل والتشريد واباحة الحرمات، وقضوا على جميع الاحزاب يمينها ويسارها واستولوا على دورها وشقوا صفوفها وفتتوا مكوناتها واشتروا واغروا عضويتها، وضموهم وكوزنوتهم بعد ان أغدقوا عليهم النعم الظاهرة والباطنة. وبعد أن أجبروا قادة الأحزاب ورموز المعارضة على مغادرة البلاد مكرهين، لم يبق في الساحة الداخلية ممن يقف امامهم سوى القليل من الجماعات، والتي يأتي على رأسها جماعة أنصار السنة المحمدية. فبدأت الجماعة في مناصحتهم وانكار افعالهم المنافية للشريعة والاخلاق والقيم الانسانية النبيلة.
وعندما انتبه الاخوان المفلسون لقوة الجماعة وتأثيرها على حكمهم، شرعوا في مضايقة الجماعة وتهديدهم باقتلاع مساجدهم، وسجن شيوخهم. وبالفعل بدأ الإخوان المفلسون في التنفيذ الفعلي باقتلاع مساجد الجماعة، غير أنه وبعد ان تكشف للجماعة تربص الاخوان المفلسين بهم وقفت وقفة مشهودة يسجلها التأريخ في وجه السلطان الجائر، وبدأت مساجد الجماعة تضج بالقنوت والدعاء عليهم. واذكر أنني كنت حضوراً في خطبة الجمعة لأحد شيوخ الجماعة في منطقة السجانة، والذي علم بأن البشير قد حضر خطبته في الجمعة السابقة، فحزن حزناً شديداً، وقال عبارة لا تزال يتردد صداها في أذني: (والله لو كنت أعلم بوجوده لقلت له في نفسه قولاً بليغاً).
وعندما لم يتحمل الاخوان المفلسين ذلك القنوت وذلك الدعاء، بدأت مرحلة الملاطفة التي تضمر الغيظ والدم والنار، فبدأت سلسلة الاعتداءات على مساجد الجماعة. وكان الاعتداء الشهير على مسجد الشيخ ابو زيد، والذي نفذه المدعو الخليفي المسكين، الذي أنكروا علاقتهم به لاحقاً، والاعتداء على مسجد الجماعة في مدني، حي أركويت وغيرها من المساجد.
وبعد تحولهم وانقلابهم على شيخهم وكبيرهم، لم يجد الإخوان المفلسون في الساحة من يؤمن لهم الجانب الدعوي والمحافظة على الواجهة الاسلامية لدولتهم البائدة غير جماعة أنصار السنة وبعض شيوخ المتصوفة. وحتى ذلك الالتجاء لم يكن صادقا او مقصودا لذاته. فمن عجائب كذبهم على الله وخيانتهم لميثاقه، انهم اوكلوا امر وزارة الشئون الدينية للحركة الشعبية فيما عين ممثل الجماعة وزيرا للسياحة والآثار، في تناقض اعور يوضح ان الاخوان المفلسين علاقتهم بالدين لا تعدوا عن كونهم يتخذونه مطية للوصول الى السلطة وتكميم افواه البسطاء من الشعب المسكين.
ما يجعل المرء يسوق هذا القول هو البكاء والعويل والصراخ الذي يصدر من الاخوان المفلسين على ضياع الدين وتمكين اليساريين، وذلك رغبة منا في توعية البسطاء من المتدينين، والتأكيد على ان جماعة الاخوان المفلسين لا يعنيهم الدين ولا الاخلاق التي يتشدقون بها ليلا ونهارا. وان هذه الولولة والبكاء على قيم الدين والاخلاق فقط بسبب زوال حكمهم، ولان اليساريين يتسيدون الآن المشهد. اما وان كان المشهد يتسيده اي جماعة أخرى، حتى ولو كانت اسلامية 100% فإنك ستسمع وتشاهد ذات البكاء ونفس العويل مع تبدل العبارات وتغير الشعارات لتتناسب مع الوضع الماثل.
ومما يؤكد ان جماعة الاخوان المفلسين لا دين لهم، الحادثة التي رواها شيخنا ابو زيد (رحمه الله) وكيف انهم قبضوا عليه دون ذنب ارتكبه أو تهمة واضحة وسجنوه، ادخلوا عليه في زنزانته عاهر مخمورة متكشفة وهو شيخ تجاوز الثمانين من عمره، في تصرف لا يمكن أن يصدر الا عن الاخوان المفلسين. أما افتضاح أمرهم في قضية الأستاذ/ محمد خير، وما ثبت أن جهاز أمنهم يضم شعبة تعنى بالاغتصاب، فلا يحتاج الأمر منا الى تعليق، سوى حسبنا الله ونعم الوكيل.
واذكر مما عايشت أنه في العام 1985م، في عهد الديمقراطية الثانية، ان ترشح مستقلا بدعم من جماعة أنصار السنة المحمدية في دائرة السجانة والديم أخ جنوبي اسمه يوناس بول دي منيال، وكان مرشحهم آنذاك اللواء/ الفاتح عابدون، حينها لم يتورع الاخوان المفلسون من اتهام الجماعة بانها قد دعمت مسيحيا للجمعية التأسيسية.
وان علمت ان هؤلاء القوم قد خرجوا على شيخهم واودعوه السجن وهموا بتسميمه وكفاية شره، فستعلم حينها ان شعاراتهم بانها لله ولا للسلطة او الجاه، انما هو شعار لا يتجاوز حلاقيمهم.
صفوة القول، انه وعلى الرغم من عدم انصلاح الأحوال في ظل حكومة الثورة، والمظاهر العديدة المنافية للقيم التي قامت الثورة من أجلها، نقول لا تسمعوا لهؤلاء، ولا تصدقوهم في دين حدثوكم عنه، او ادعوا النهوض دفاعا عنه. انهم كذبة، انهم قتله، انهم سفاكون، لصوص مرتشون، فاسدون مفسدون. هؤلاء يتباكون على سلطة ضائعة وفرص مفقودة ودور مسلوبة وجاه ضاع بسبب بعدهم عن الله، الذي يدعون القيام دفاعا عن شرعه.
د. عبد الحفيظ محمد عثمان
[email protected]
٠ بيدي لا بيد عمر ٠ فيما عين ممثل الجماعة وزيرا للسياحة والآثار ٠ عليه وجب علي ،،جماعتك كما اسلفت يا مولانه ،، جماعة انصار السنه ان تتقدم لنا باعتذار واضح وصريح عن مشاركتها في الانقاذ قبل ما انت تبرأ ساحتها وقبل ما هي تركب الموجه ٠ علشان تاني ما تجي تطلع العالِ وتنزل الدقداق وأنت سياقنا بدرب الخلاء يا مولانه آسف أعني يا ديك تور ٠ و اي واحد يجي يتلولو هنا طوالي ياخد بالجنبه الفيها الحديده٠
يحكي استاذنا الجميل، مولانا/ طارق محمد عثمان، من الطرف التي تحدث امام المحاكم، أن ظهر محاميا برفقة موكله، واراد ذلك المحامي ان يستعرض مهاراته ليثبت لموكله براعته في الدفاع عنه، واصبح يلقي في عبارات استعراضية بعيدة عن موضوع القضية (irrelevant) .. وقد كان القاضي ينبه المحامي في كل مرة بعبارة (irrelevant) يا استاذ … وعندما كثر تدخل القاضي في ما يقدمه المحامي من دفوع لا علاقة بالقضية المنظورة، قام المحامي بالاقتراب من القاضي، وهمس في أذنه قائلاً: (يا مولانا أخذ ال (relevant) وخلي ال (irrelevant) للجماعة ديل، واشار الى موكله.
والاشارة واضحة …