لم نشهد منذ الاستقلال حكومة صادقة تعمل بضمير تجاه الوطن وشعبه لحد اليوم ، وبالتالي نقول لا يمكن لوطن بحجم السودان ان يصبح باب لتدخل الامارات والسعودية في شئونه الداخلية وفاقد للسيادة ، وساحة لتصفية حسابات حزبية.
كل الاحزاب السياسية في السودان وجدت الفرصة المواتية لاحداث تغييرات واصلاحات حقيقية ولكنها فشلت ، المشهد السياسي الذي يتكرر لكل حكومة هو تجاهل مطالب موضوعية بالتغيير والاصلاح ، ثم الانكار ان هناك اصلا ما يحتاج الى ذلك ، ثم محاولة التغيير وينتهي الامر باعتراف متاخر واستجابة خجولة ولكن بعد فوات الاوان.
ما يهمنا هو ان مستوى تفكير ساستنا بات ملخصا بمهمات صغيرة تعويضا عن العجز عن مواجهة المهمات الكبرى بجراة واقدام، فسواء بقيت الحكومة الانتقالية ام لا فليس هنا مربط الفرس، لاننا عايشنا حكومات منذ الاستقلال كانت ترفع شعارات بناء الوطن وحقوق المواطنة المتساوية ولكن في نهاية المطاف لم يجد شعبنا نفسه في وطن يسع الجميع، بل وجد نفسه امام أحزاب فاشلة هي السبب في كل الحاصل، وطن مدمر واقتصاد هش.
ما ينبغي قوله بكل وضوح اننا لسنا امام ازمة مالية ولا حتى اقتصادية بل امام ازمة حكومة انتقالية فاشلة قامة على المحاصصة والولاء لا تختلف عن الحكومة السابقة، وايضا امام مازق سياسي بكل امتياز، وما هذا الانهيار المالي والاقتصادي الذي تعانيه الدولة السودانية الا مجرد مظهر ونتيجة تعكس الاخفاق السياسي السلطوي في اوضح صوره، وبالتالي اعتقد ان الازمة الخانقة التي يمر بها السودان لن تعالج امراضها المزمنة بسهولة، لان العلاج لا يوجد لا في بنك السودان المركزي المتحكم فيه المليشيات ولا في جيوب المواطنين الخاوية ، ومن الواضح ان الحكومة الانتقالية في السودان قد فقد البوصلة نهائيا وصارة تتخبط.
أعتقد ليس هناك اي مخرج لما يمر به السودان من ضائقة مالية واقتصادية في الوقت الراهن ومن يدفع الثمن هو الشعب اما المتسلقين علي دماء الشهداء يعلمون جيدا ان كل ادوات التزييف والكذب التي استخدموها قد انتهت وكشفت. كل معالم الحياة في السودان شبه متوقفة، لا يوجد تخطيط لا سياسي عاقل يوضح الرؤيا المستقبلية لايجاد حلول واضحة لما يعانيه السودان، و لا يوجد حتى اليوم الحد الادنى من القوانين والعدالة الاجتماعية واستمرار حالة الفوضى والفساد في جميع مؤسسات الدولة ينذر بعواقب وخيمة في ظل استمرار الحياة بنفس الاسلوب والنمط القديم وشعور الشعب بعدم وجود اي تغيير او اصلاح.
لا نعلم الى متى يستمر هذا الفشل ، هل لبضع سنوات اخرى حتى ياتي جيل جديد من السياسيين الواعين الوطنيين المخلصين الذين يتمكنوا من تغيير الاوضاع من الاسواء الى الاحسن ام سوف تبق الاوضاع في السودان الى ما عليه الآن؟
انا اعتقد ان الراي الثاني هو الامثل لانه لا امل في التغيير والاصلاح بوجود هؤلاء الساسة الانتهازيين الغير مبالين لا بالوطن ولا بالشعب، ولا يهمهم سوى التمسك بالمصالح الشخصية ومغريات الحياة ، لان الحيتان الكبيرة ما زالت تلتهم ما تريد، والثعالب ترقص طول الليل من دون ان ينتبه احد لهم.
انتبهوا يا سياسيين شعبنا قبل ان يحترق الوطن ، نحن نحب الوطن ونريد له كل الخير، الشعب يريد تطبيق دولة الحق والقانون، دولة العدالة الاجتماعية لك حقوق وعليك واجبات، لا احد فوق القانون، يا سياسييو شعبنا طبقوا القانون.
المطلوب اليوم من الحكومة والسياسيين الكف عن هذا العبث والانطلاق نحو التعامل الجدي مع قضايا الوطن والشعب، لا التلهي بالمحاصصات الحزبية وتصفية الحسابات الشخصية.
🖊الطيب محمد جاده
[email protected]
مقال غير موفق فيه تخليط واتهامات مجانية فهذه يا اخينا حكومة انتقالية تحاول إصلاح الدمار الشامل الذي طال كل القطاعات والتنفس ٣٠ سنة .. ومحاسبة الفاسدين واسترداد المنهوبات واحلال السلام وغيرها من المهام والتي أهمها انها تنتهي بعقد انتخابات حرة ونزيهة فعلاما التلاميذ والنواح .. تجربة ديمقراطية طريقة تغيير الحكومة بها معروفة .. إذن فلانقغرنة بينها. بين حكومة الطغمة المبادة لعن الله كافة من ينتمي اليها..
والله من احسن المقالات وشخص ازمة السودان بكل بساطة والتي هي فعلا ازمة ضمير كل الشعب سماسرة عطالى لا عمل لهم بالذات في المدن الكبيرة إذا لم تتم بصورة رسمية محاربة السماسرة وتفعيل التعاونيات والبيع من المنتج المستهلك فيظل الغلاء سيد الموقف وسحق وطحن الفقراء وتتمدد كروش المافيا من الدقيق حتى الجرجير