شكر وعرفان
العملية الجراحية التي فرضها داء السكر اللعين ببتر ساقي اليمني من تحت الركبة مع القدم كنت (مدروخا) لكني فى كامل وعيي. معظم تفكيري في خيانة هذا الصديق الغدار السكري اللعين الذي بذلت لارضائه كافة الوسائل الاستطبابية من حقن ولعق ورجيم وتغذية خاصة، إلا انه عاف كل ذلك و آثر ان يتمكن من اللحم و العظم مستطعما ساقي و قدمي الايمن . احمد الله كثيرا ان وجدني صابر على غدره مؤمنا بقدره الله تعالي الذي لا مفر منه و من ابتلاءاته و لله الحمد ان هون كل ذلك و انا اتعافى الآن بكل اطمئنان.
اول ما لامس اذناي عقب خروجي من العناية المكثفة صوت مألوف و حنون حمله الأثير من اقاصى العالم الاسترالي لقريبتي و صديقتي ، نجوى بحاري ( الممسوخة ) وهي معاقة منذ طفولتها و تمشي على عكازتين بادرتني بعبارة حمدالله على السلامة يا أبو الزمل . وقتها لم استبين العبارة الا بعد ان اتصلت على صديقة (سلمى عثمان ) معاقة هي الاخرى تحمد سلامتي بنجاح العملية مرحبة بانضمامي لقبيلة المعاقين حركيا كل ذلك كان له الاثر الطيب في اضفاء شعور يدعم الرضاء و القبول و يعجل بسرعة التعافي للانضواء تحت مجتمعي الجديد بكل سرور ارجو ان اكون عضوا نافعا له اضافاته و اسهاماته و من هنا ارسل لجمعية المعاقين قبول عضويتي ونيل شرف الانضمام.
تجربة ان تفقد عضو من جسدك تستحق ان تجد تهيئة و تأهيل لأن العضو المبتور يظل مرتبطا نفسيا و عصبيا بكامل الجسد ويعطي اشارات بأنه موجود لدرجة ان تتحسسه او توكل اليه وظيفته التي (الغيت) بالبتر .ليس بالامر الهين ان يتخلى عنك احد اعضاءك مهما كانت الدواعي سيظل مرتبطا بك وجدانيا وذهنيا الامر الذي يخلق بعض الاختلال وعدم التوازن في الحركة و السكون الى حين التعود على الحالة الجديدة.
لا يمكن تجاهل دور عظيم ذو اثر نفسي هو جزء من الاستطباب مثل حالتي التي استسهلت و تيسرت بفضل وقوف الاهل و الاصدقاء متضامنين مقدمين الدعم المادي و النفسي و التشجيع لاكمال و بلوغ الصحة ولابد من وقفة تستحق الانحناءة للاصدقاء في الحصاحيصا و في الخرطوم وفى الخارج و المعارف الذين لم يكفوا عن السؤال و والاستفسار وكل الشكر و التقدير لاسرة تحرير (الجريدة) و طاقمها بقيادة الناشر استاذ عوض محمد عوض ورئيس التحرير اشرف عبدالعزيز و كونصولت الاطباء في ايرلندا د. رامي محمد علي و الجراح محمد دفع الله وللدعم المادي و المعنوى لقيادات و عضوية تحالف المزارعين و عضوية و قيادة تحالف ابناء الجزيرة و كل من فاتني ذكره و هنالك نفر لا اريد ان اقسم ظهرهم بالثناء و الشكر حتى لا افسده و اسال الله تعالى ان يبسط نعمته بوافر الصحة على الجميع.
الجريدة
الف سلامة يا أستاذ فامناضل مصاب كما تعلم.
حمدلله على سلامتك
إن شاء الله أجر و مغفرة
الف سلامة يا استاذ
ما تشوف شر
حمدلله على سلامتك
إن شاء الله أجر و مغفرة
فالمؤمنين مصاب ، كما تعلم .
الف الف سلامة ليك يارب ,,,, ربنا يعجل الشفاء يا استاذ .
لدي تجربة مشابهة لتجربتك مع والدي العزيز لكن العناية الالاهية سطرت له عافية جديدة بعد ان قرر طبيب العظام في عام 2018 في السودان بتر رجله بسبب غرغرينة في القدم ناتجة عن الاصابة بالسكري لقرابة ال20عاما والطبيب لم يفكر كثيرا لاسداء النصح لنا بالذهاب الى الخارج او نحوه ربما نجد علاج قبل البتر بل قرر مباشرة بعد دخول والدي لعيادته البتر فورا وطلب سداد مبلغ البتر مقدما واكمال اجراءات العملية حتى يتمكن من بتر الرجل قبل غروب الشمس ,,, طبعا انا في بلاد المهجر كان هذا الخبر كالصاعقة على اذني ولكن تملكت اعصابي وطلبت من اخواني في السودان التريث ريثما اجري عدد من الاستشارات مع مستشفيات في الاردن والسعودية واسبانيا وروسيا ,,,,, فبحمد الله وجدت تجاوب سريع جدا من الدكتور بلال الرواشدة في مستشفى الاسراء في الاردن نصحني ان هذه الرجل لاتحتاج الى بتر انما تحتاج رعاية طبية متوفرة في الاردن وغير متوفر في السودان ,,, فمباشرة نسقت مع اخواني ارسال ابي الى الاردن فورا وفي اليوم الثاني بحمد الله التقيته في الاردن وقابلت الطبيب فاذا به يقرر بتر الاصبع الكبير فقد مع تركيب جهاز شفط وتنظيف اتوماتيكي في القدم مع اخذ جرعة وافية من المضاد الحيوي المناسب للقضاء على هذه الجرثومة المسببة للغرغرينة .. فبحمد الله خلال اسبوعين تم نزع الجهاز والعودة للوطن واستمرار النظافة بصورة يومية لمدة 3 شهور بالتنسيق مع مستشفى الراقي في الكلية الوطنية تحت اشراف د.فيرجون والممرض د.عصام فبحمدالله تجنبنا شر بتر الرجل من اسفل الركبة … ولله الحمد الوالد بخير وعافية اليوم يمارس نشاطه المعتاد بكل اريحية ………….
من هذا الدرس تعلمت مسالة مهمة ان الاطباء في السودان ليست على استعداد للمواكبة لاخر التطورات في طب القدم السكري وعمل ضعف الاماكنيات شماعة في كل شيء ,,, انما يتبعونوا ما وجدوا عليه الاباء فلذلك الاف الضحايا في السودان تبتر اقدامهم ليس لقلة الحيلة انما لعجز الطبيب عن اسداء النصح المناسب حتى يتجنب المريض شر بتر الرجل ……. فمعظم الاطباء مفتكرين ان معظم المرضى لن يتمكنوا من دفع نفقات العلاج فلذلك يجب بتر اقدامهم ….
كما تعلم السودان من اكثر البلدان بترا للقدم السكري في افريقيا والوطن العربي اتمنى تسلط الضوء على معاناة هذه الشريحة في عمودك المقروء حتى نقلل من خطر بتر القدم السكري في السودان .
امنياتي لك بخالص الشفاء
ألف حمدا لله يا صنديد مشروع الجزيرة ..أن شاء الله أجر وعافية …