في فقه التكريم

مع كامل الاحترام والتقدير للزملاء الأعزاء رؤساء التحرير والناشرين الذين بادروا ونظموا تكريم وزير الكهرباء اسامة عبد الله، فإنني لم أفهم المغزى من التكريم، ولا سبب الاختيار لوزارة الكهرباء ووزيرها أسامة عبد الله، ولا المناسبة ولا التوقيت.
ولست اعتقد أن دور الصحافة والإعلام إقامة حفلات التكريم للوزراء والمسؤولين، هذه بادئا ذي بدء، وإن رأى الصحفي، رئيس تحرير كان أو ناشرا أو صحفيا محررا، أن هناك إنجازات تستحق التنويه في مجال معين، فله أن يكتب عنها مثلما يكتب عن السلبيات، ولا ضير في ذلك، بل هو جزء من واجبه المهني. أما إقامة الاحتفالات والكرنفالات لتكريم الحكومة ووزرائها، ففي ذلك تزيد، ومجاراة لموضة الاحتفالات والكرنفالات التي صارت طابع الأداء الحكومي في الفترة الحالية.
ثم دعونا ننتقل لوزارة الكهرباء لنرى حجم الإنجازات العبقرية التي حققتها، نتلفت فلا نرى شيئا يذكر، وإن كانت قد قامت بواجبها في حدود المعقول، فليست هذه مناسبة للاحتفال بها، لكن على العكس من ذلك فإن هناك الكثير من أوجه القصور. تعاني كثير من المناطق من عدم وصول الكهرباء إليها، أو من القطوعات المتواصلة، وما تم وعدنا به عند تأسيس سد مروي لم يتحقق. قد تكون هناك ظروف كثيرة تسببت في هذه المشاكل، بما يجعل وزارة الكهرباء ليست وحدها في موقع اللوم والمساءلة، لكن وفي نفس الوقت فإن هذا لا يجعلها في موقع التكريم.
ثم دعونا نعود لمربع المستهلك، وهذا هو الطرف الذي يجب أن تهتم به الصحافة، ورؤساء التحرير المحتفلين، أين موقعه وما هو رأيه، وهل استطلعه السادة رؤساء التحرير قبل إقامة التكريم؟. هذا المواطن المغلوب الذي انكوى بجمر عدادات الدفع المقدم حتى أسماها “الجمرة الخبيثة”، ماذا عنه وعن شعوره ومعاناته، وهو يجبر بقوة السلطة على ربط فاتورة الكهرباء بالمياه، من يسأله ومن يتحدث عن معاناته، بل ومن يكرمه على هذا الصبر الجميل.
وإن كان التكريم لشخص السيد أسامة عبد الله، فليقف السادة رؤساء التحرير ويرفعوا وجوههم في وجه ضحايا الصراع حول بدائل التهجير من المناصير وغيرهم ، قتلى وجرحي ومصابين بعاهات، ومشردين منتشرين في بقاع كثيرة، يحملون وعودا من أعلى المستويات، ثم يصطدم كل ذلك بأن السيد أسامة عبد الله قال لا، وقرر أن يلقن كل من يعصي له أمرا درسا، بأن لا قرار فوق قراره، ولا لجنة تعلو على كلمته.
أخطر ما في الموضوع وجدته متناثرا في الميديا الاجتماعية، وأثار دهشتي، وهو أن التكريم صرفت عليه وزارة الكهرباء نفسها، ولم يصرف عليه رؤساء التحرير من جيوبهم أو من جيوب صحفهم، وفي هذا عيب مضاعف.
ليتهم “عملوا كشف” من جيوبهم وصرفوا على حفل التكريم، حينها سينحصر النقاش حول المغزى والمسعى. لكنه في النهاية تكريم من لا يملك لمن لا يستحق. قوموا إلى صحفكم، يرحمكم الله.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. تم التكريم ولا زالت التيار موقوفه..
    عثمان ميرغني دردق ابو العزائم وهو اكبر كسار تلج..
    غايتو يا عثمان اديهم اسبوع اكان ما رجعوها اتوكل وكرم نافع..اديهو اسبوع اكان ما رجععوها اقول ليك اتوكل وكرم وداد…..رئيسة ومالكة سند الخيرية وينالك ثواب وتعود التيار الي مجاريها باعلانات ما تديك الدرب..
    وكلو بثوابه وما لدنيا قد عملنا نحن معشر الكيزان..كلو لله..

  2. لماذا الاستغراب أخي الكريم وثد أصبح المهندس عثمان ميرغني والخال الرئاسي وعادل الباز وأمثالهم رؤساء للتحريروقادة للرأي
    لك الله يا شعبي الصابر

  3. يا اخ فيصل.. اراك تطلب – فى نهاية كلماتك الصادقات – من اخوانك الكرماء اللى كرّموا وزير الكهربا ان يقوموا الى صحفهم وكمان يرحمهم الله ..رحمته تعالى ما عندنا فيها كلام.. لكن اى صحف يقومون اليها .. هل ترى انهم بعد اللى اقحموا فيه انفسهم دون وعى عندهم كلام تانى يستحق الناس يعاينو ليه ناهيك عن انهم يقروه!! محن والله محن !! اسامه يشيل قروش المساكين اللى بدفعو حق الكهربا مقدم وبتنقطع منهم دون ان يكونوا طرف فى اسباب انقطاعا ,, يقوم يعمل بيها احتفال يكرّم بيهو نفسو وباسم ناس آخرين .. هل دا سمعتو بيه يا جماعه.. يعنى الضحك على عقول البشر بيكون كيف .. الراجل دا اما اتهبش فى عقلو ..او بيستهتر بالصحفيين وما بيحترم عقولم زعقول العبطا اللى بيدفعو مقدما حق الكهربا والعدّادات اللى بتحسب عليهم مستحقات تكريم اسامه ومعاها حق المويه كمان.ز وألأتنين ينقطعن كل حين وضاحك عليهم كووولهم باقامة هذه الهرجله … لكن حقيقة المخبولين تماما هم ناس الجرائد اللى ادّرعوا الهباله والخباله والجنون ظنا منهم انهم يحسنون صنعا ..
    عصمان ميرعنى واضح انو عندو اهداف لا تخفى على كل ذى بصيره .. ود ابو العزايم وارث خفة دم ابوهو وعمو وسخريتهم من الدنيا وعلى الدنيا وما فيها (الله يرحمهما فى اعلى عليين) ويبدو انو الود مصطفى ساخر من فكرة التكريم ومن الكهربا زاتا وقال لنفسو: هو احنا خسرانين ايه العندو قروش وما تعبان فيها ومهووس يعمل بيها اللى عايزو ..زى ما ود الوالى احتفل برقبتو ..اسامه ليه ما يحتفل كمان ..ود الوالى احسن من اسامه فى شنو !!! هو ألأقرب من الرئيس .. ليه ما يزداد قربا بشعبيسه احسن اهم من شعبية الكوره اللى بتنتهى بانتهاء صفارة الحكم (سودانى او مغربى).. يعنى كمال شداد لقا شنو؟ ود الوالى دفع من جيبو لأولاد بمبه 200 الف دولآر عشان يلعبو ماتش كوره ..و الهرجله حضرتها الحكومه ورئيس لجنة اقامتها وزير مركزى .. اسامه قروش تكريمو ما طالعه من جيبو طبعا ليه ما يكرم نفسو كمان .. بس هل ادوهو وسام ولآ كان اخدو زمان
    على كووولو حال يا فيصل عليهو العوض ومنّو العوض على السودان ان ديل وامثالم صحفيينو ووزراهو..

  4. بئس الرجل عثمان ميرغني. كنا قايلين القبة تحتها فكي
    والله حينما اثار قضية شركة الأقطان ووعد بحملة يقوم فيها بكشف الفساد والمفسدين استبشرنا خيرا وقلنا هذا هو دور الصحافة وحمدنا له شجاعته والبسناه دور المنقذ والصحفي الحر الشريف واذا به ينكسر عند اول ضغطة خفيفة عندما اوقفت جريدته ويتحول الي النقيض تماماً من محاربة وكشف المفسدين الي تكريم المفسدين

  5. الذين كرموا اسامه عبدالله هم نفس الوجوه التى تستضاف بالتلفزيون كمحللين صحفيين وسياسيين وحقيقة الأمر أنه لم يكن لهم ذكر قبل عهد الانقاذ الغابر هذا
    فهى خدمات متبادلة
    ومن اين لعثمان ميرغنى والطيب مصطفى مؤهلات الهندسة؟!
    وكيف لمن صحيفته موقوفة عن الصدور أن يمثل دور رئيس التحرير المكرم؟
    وهل من يؤدى الواجب يكرم؟ اذن لماذا لا يكرم الآباء والأمهات وهم من يصرفون ولايعطيهم الآخرون شيئا يعينهم على ضروب الحياة برغم وجود الدواوين الكثيرة من حكومية وخيرية علمانية ومتأسلمة وليسوا كوزارة الكهرباء ووحدة السدود التى تتبع رئيس الجمهورية مباشرة لكى يحمى جباتها وهباريها؟
    سؤال لرؤساء التحرير ( المكرمين ) هى دى شغلتكم؟

  6. الاستاذ الفاضل فيصل

    لك التحية والتجلة وبعد

    تعليقا على مقالك الممتع والمحزن في فقه التكريم ارجو ان اضيف بعض النقاط التي قد تبين بعضا من اوجه فقه التكريم سئ الذكر هذا. من ما لا شك فيه دأب الحكومة على خلط العام بالخاص والمنافع الشخصية بالمطالب الجماعية، والسنن الحياتية بمسوح ديني باهت لا يسمن ولا يغني من جوع.
    وفي هذه البيئة ولد وترعرع فقه التكريم ففقه التكريم، سيدي فيصل هو سنة استنتها حكومة الانقاذ وقد جرت بها العادة ان يكرم كل من قصر تقيصرا مقبولا ان لم يكن فاحشا، وتقال الكلمات وتتلا الايات وقد يكون ذلك التكريم ذو الايات والاحاديث في تكريم رئيس ناد كرة قدم. وفقه التكريم يعيش به جماعة ويدين به جماعة اخرى وهم للاسف واهمون من يظنون ان تكريم مثل ذلك قد يرفع من شأن صاحبه بل هو لعمري دليل ادانة بالتقصير.
    دمت فيصل

  7. شكرا استاذ فيصل فقد قلت كل الحقيقة ..
    البطري قال ان الفكرة جاءت اثناء زيارتهم لمنشآت الكهرباء وانبهارهم بها، طرحها عثمان ميرغني بعفوية وتبناها رؤساء التحرير مباشرة..
    قال عفوية قال!
    عثمان ميرغني داير يكسر تلج عشان امورو تمشي بعد ضربات جناح نافع!.
    وليه نسيتو مواضيع السدود الااتصرفت عليها مليارات الدولارات ياارزقية الصحف، وزارة الكهرباء الان هي الوزارة الثانية بعد وزارة الدفاع من حيث الحجم والميزانيات، وهذا بالارقام المعلنه.
    نسيتو موضوع السدود ليه ياارزقية البتصرف عليها مليارات الدولارات؟ الكهرباء بتجي من السدود ولامن محل تاني؟
    بعدين كان تخلوها ظريفه وتدفعوا قروش التكريم من جيوبكم او تستلموها من اسامة عبدالله بليل.
    قبحكم الله، في جهنم انشاء الله وفي الدنيا تغشاكم لعنات المظلومين ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..