عقدة العلاج في العاصمة

وزير الصحة بولاية الخرطوم يطلب زيادة الدعم لوزارته لأن مستشفيات العاصمة تتحمل عبء المرضى القادمين من ولايات السودان.
ولا أحد ينكر هذه الحقيقة المعروفة للجميع بأن نسبة عالية من المترددين على مستشفيات العاصمة يأتون من ولايات السودان المختلفة طلباً للعلاج في الخرطوم.
وحسب إحصائية أفصح عنه الوزير نفسه قبل عدة أشهر فإن 4 ملايين مريض هو عدد المترددين من الولايات سنويا في مستشفيات العاصمة المختلفة، حينها كانت وزارة الصحة نفسها تتحدث عن خلو المستشفيات الولائية في أنحاء السودان من الأطباء والكوادر والأجهزة الطبية، هذا برغم صدور مرسوم جمهوري قبل فترة يقضي بتوفير الاختصاصيين في الولايات المختلفة.
لكن مثل هذه الأمور لا تتم بالمراسيم والقرارات بل تتم بتوفير محفزات تشجع هؤلاء الاختصاصيين على ترجيح خيار البقاء داخل السودان أولاً، ثم ترجيح خيار آخر داخلي هو الذهاب للولايات في ظل توفر فرص كبيرة لهم جميعاً لمغادرة السودان، دعك عن العمل في الخرطوم.
الحل لا يكمن في زيادة دعم وزارة الصحة بولاية الخرطوم لأن ذلك يعني زيادة تكريس مركزية العلاج في العاصمة القومية وتعميق أزمة الصحة وأزمة الخرطوم نفسها التي يشكو وزيرها من مرضى الولايات.
الحل هو زيادة دعم الصحة في الولايات الأخرى وتفكيك عقدة العلاج في الخرطوم بالكامل.. لأنه في تقديري أن سخونة أنفاس المرضى في التعامل مع الأطباء والاعتداء المتكرر عليهم مؤخراً ترتبط أيضاً بإحساس هذا المريض القادم من مناطق بعيدة بحثاً عن الطبيب المتمنع على الذهاب إليه في مكانه وتقديم العلاج له في مدينته أو قريته، هذا الإحساس أفقد الطبيب الكثير من هالة التبجيل والتقدير القديمة له ولدوره.
الطبيب المقيم في ولايات السودان كان يحظى بخصوصية احترام وتقدير تجعله في الكثير من مدن وقرى السودان يصبح رمزاً من رموز المدينة يحترمه الجميع ويقدرون وجوده وعمله في المستشفى لخدمتهم، لكن الطبيب حين اضطر للامتناع عن الذهاب للولايات البعيدة حدث سوء الفهم العام لموقفه مما أنقص من إحساس التقدير له.
فهل الطبيب هو المسؤول عن هذا الإحساس السلبي تجاهه أم هي مسؤولية الدولة ومسؤولية وزارة الصحة التي فشلت في التخطيط والعمل على تطوير الخدمات الصحية في ولايات السودان الأخرى وتشجيع الأطباء للعمل في تلك الولايات بمنحهم أجورا كافية مع تهيئة البيئة المناسبة لهم لتقديم الخدمة العلاجية للمواطنين؟.
أمام رئيس الوزراء تحديات كثيرة في إصلاح الخدمة المدنية بشكل عام، لكن ملف الصحة في السودان هو أكبر تحد أمام الرجل الذي عليه أن يخطط ويعمل على تطوير الخدمات الصحية في مدن وولايات السودان الأخرى ولتكن مرحلة البداية بتطوير مراكز بديلة في عواصم الولايات الأخرى مساندة للعاصمة القومية لتقديم خدمات اختصاصية تشخيصية وعلاجية لا تقل عن مستوى الخدمة التي يمكن أن يحصل عليها مريض في الخرطوم.. وهذا من شأنه تخفيف الضغط العام على العاصمة ثم التخفيف على المرضى من عبء حضورهم من أقاصي البلاد إلى الخرطوم..
ما يريده مأمون حميدة من دعم مالي وفني لمستشفيات الخرطوم، قسموه على مستشفيات الجزيرة وبورتسودان والفاشر والأبيض ومروي طالما أن وزير الخرطوم يتحدث عن نسبة 80 % من المترددين على مستشفى الشعب بالخرطوم من مرضى ولايات السودان الأخرى.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. إقتباس [ ما يريده مأمون حميدة من دعم مالي وفني لمستشفيات الخرطوم، قسموه على مستشفيات الجزيرة وبورتسودان والفاشر والأبيض ومروي]
    كانت جدتي تروي لنا نادرة طريفة مفداها أن رجل أعطي لمريض وصفة علاج فقال – خذ درهمين من شعاع الشمس و مثلهما من مسحوق الهواء ثم إخلطهما جيداُ في هون لا قعر له وتناول منهما صباح ومساء و سيتم لك الشفاء ! فضرط المريض و قال خذ هذا عربوناً و إن شفينا لنذيدكم .
    يا جمال علي حسن هل يوجد دعم مالي أساساً لذيادته ؟؟ إذا كان مأمون حميدة يخدع المواطنيين بهذا الحديث فتصدقه أنت وتوزعه علي الولايات !!!
    أعتقد أنك تستحق العربون أعلاه .

  2. حميدة الذي أقفل مستشفى الخرطوم ،بدل التحديث في الخرطوم اخد ليك زيارة في أطراف العاصمة أولا ،ثم عرج على اسطبلات الولايات المسماة مستشفيات،وبعدين تعال لطق الحنك،حريقة فيك

  3. إقتباس [ ما يريده مأمون حميدة من دعم مالي وفني لمستشفيات الخرطوم، قسموه على مستشفيات الجزيرة وبورتسودان والفاشر والأبيض ومروي]
    كانت جدتي تروي لنا نادرة طريفة مفداها أن رجل أعطي لمريض وصفة علاج فقال – خذ درهمين من شعاع الشمس و مثلهما من مسحوق الهواء ثم إخلطهما جيداُ في هون لا قعر له وتناول منهما صباح ومساء و سيتم لك الشفاء ! فضرط المريض و قال خذ هذا عربوناً و إن شفينا لنذيدكم .
    يا جمال علي حسن هل يوجد دعم مالي أساساً لذيادته ؟؟ إذا كان مأمون حميدة يخدع المواطنيين بهذا الحديث فتصدقه أنت وتوزعه علي الولايات !!!
    أعتقد أنك تستحق العربون أعلاه .

  4. حميدة الذي أقفل مستشفى الخرطوم ،بدل التحديث في الخرطوم اخد ليك زيارة في أطراف العاصمة أولا ،ثم عرج على اسطبلات الولايات المسماة مستشفيات،وبعدين تعال لطق الحنك،حريقة فيك

  5. ليست عقدة ولا حاجة لكن طناش عن القيام بالواجب من قبل حكومة الولاية ، فكل ولاية بها حكومة متكاملة ومجلس تشريعي وداخل المجلس رئيس لجنة الصحة ونائب رئيس لجنة الصحة وفي مجلس وزراء الولاية وزير صحة ووكيل ومدير وفي المجلس الوطني في الخرطوم نواب يمثلون دوائر الولاية المختلفة وهناك أيضاً لجنة الصحة ورئيس لجنة الصحة ونائب رئيس لجنة الصحة ونائب نائبه وصاحب صاحبه ومدراء لكل قسم من أقسام المرض من المغص إلى السرطان مروراً بالإسهالات المائية والهوائية ، وهناك أيضاً مجلس الولايات وبه ممثل لكل ولاية !! ثم نأتي بعد ذلك لمجلس الوزراء الإتحادي ووزارة الصحة ووزير الصحة الإتحادي الذي أصلاً لا يهش ولا ينش لا في ولاية الخرطوم ولا في الولايات الأخرى ثم أكثر من وزير دولة ووزيرة دولة ثم أكثر من وكيل وزارة وأكثر من مدير وزارة لكل نوع من أنواع المرض حار بارد خريف فيضان لنصح المواطن بأخذ الحيطة والحذر ! فهؤلاء مشغولون ومهمومون بمناصبهم ومكاسبهم ورواتبهم وإمتيازاتهم ومخصصاتهم وعلاواتهم وبدلاتهم وسياراتهم ومأمورياتهم وإجازاتهم وسفرياتهم وعمراتهم وسياحاتهم وجميع منافعهم ما ظهر منها وما بطن . تم عرض حال بعض المستشفيات في القضارف وربك وعطبرة والبرقيق وحتى داخل العاصمة ، مناظر يندى لها الجبين كأن حكامنا يحكمون كتل أسمنتية أو طينية ، ومن يتجرأ ويمرض يتم معاقبته بإدخاله إلى تلك الأماكن المرعبة ليتأدب أو يغادر إلى الأبد حتى لا يتجرأ على إزعاج السلطات مرة أخرى . قبل أيام بدأ نفير لإعادة تأهيل مستشفى أم درمان التعليمي يقوده كوكبة نيرة من خيرة أبناء البلد الأوفياء صفوة من خلصاء المهنة الذين قدموا خدمات جليلة لسنوات ممتدة في هذا الصرح جزاهم الله خير الجزاء . وتقوم بعض الجهات الخيرية والطوعية ونفر من المغتربين من أبناء كل منطقة بتزويد المستشفيات والمراكز الصحية ببعض المستلزمات مثل أجهزة غسيل الكلي وأجهزة الفحص في ظل غياب جيوش وزارة الصحة المتمترسة خلف المصالح الشخصية . وكانت الدولة قد خصصت مليارات لتوطين العلاج وإستوردت أجهزة باهظة بعضها إنتهت صلاحيتها في مستودعات وزارة الصحة كما قامت شركات قيلت أنها وهمية بالإستيلاء بالطرق النظامية والرسمية من البنك المركزي على ملايين الدولارات المخصصة لإستيراد الأدوية مما خلق نقصاً حاداً في الأدوية المنقذة للحياة . صدقني حضور بعض المرضى للعاصمة يضاعف معاناتهم وينشف جيوبهم ـ مكره أخاك لا بطل .

  6. ليست عقدة ولا حاجة لكن طناش عن القيام بالواجب من قبل حكومة الولاية ، فكل ولاية بها حكومة متكاملة ومجلس تشريعي وداخل المجلس رئيس لجنة الصحة ونائب رئيس لجنة الصحة وفي مجلس وزراء الولاية وزير صحة ووكيل ومدير وفي المجلس الوطني في الخرطوم نواب يمثلون دوائر الولاية المختلفة وهناك أيضاً لجنة الصحة ورئيس لجنة الصحة ونائب رئيس لجنة الصحة ونائب نائبه وصاحب صاحبه ومدراء لكل قسم من أقسام المرض من المغص إلى السرطان مروراً بالإسهالات المائية والهوائية ، وهناك أيضاً مجلس الولايات وبه ممثل لكل ولاية !! ثم نأتي بعد ذلك لمجلس الوزراء الإتحادي ووزارة الصحة ووزير الصحة الإتحادي الذي أصلاً لا يهش ولا ينش لا في ولاية الخرطوم ولا في الولايات الأخرى ثم أكثر من وزير دولة ووزيرة دولة ثم أكثر من وكيل وزارة وأكثر من مدير وزارة لكل نوع من أنواع المرض حار بارد خريف فيضان لنصح المواطن بأخذ الحيطة والحذر ! فهؤلاء مشغولون ومهمومون بمناصبهم ومكاسبهم ورواتبهم وإمتيازاتهم ومخصصاتهم وعلاواتهم وبدلاتهم وسياراتهم ومأمورياتهم وإجازاتهم وسفرياتهم وعمراتهم وسياحاتهم وجميع منافعهم ما ظهر منها وما بطن . تم عرض حال بعض المستشفيات في القضارف وربك وعطبرة والبرقيق وحتى داخل العاصمة ، مناظر يندى لها الجبين كأن حكامنا يحكمون كتل أسمنتية أو طينية ، ومن يتجرأ ويمرض يتم معاقبته بإدخاله إلى تلك الأماكن المرعبة ليتأدب أو يغادر إلى الأبد حتى لا يتجرأ على إزعاج السلطات مرة أخرى . قبل أيام بدأ نفير لإعادة تأهيل مستشفى أم درمان التعليمي يقوده كوكبة نيرة من خيرة أبناء البلد الأوفياء صفوة من خلصاء المهنة الذين قدموا خدمات جليلة لسنوات ممتدة في هذا الصرح جزاهم الله خير الجزاء . وتقوم بعض الجهات الخيرية والطوعية ونفر من المغتربين من أبناء كل منطقة بتزويد المستشفيات والمراكز الصحية ببعض المستلزمات مثل أجهزة غسيل الكلي وأجهزة الفحص في ظل غياب جيوش وزارة الصحة المتمترسة خلف المصالح الشخصية . وكانت الدولة قد خصصت مليارات لتوطين العلاج وإستوردت أجهزة باهظة بعضها إنتهت صلاحيتها في مستودعات وزارة الصحة كما قامت شركات قيلت أنها وهمية بالإستيلاء بالطرق النظامية والرسمية من البنك المركزي على ملايين الدولارات المخصصة لإستيراد الأدوية مما خلق نقصاً حاداً في الأدوية المنقذة للحياة . صدقني حضور بعض المرضى للعاصمة يضاعف معاناتهم وينشف جيوبهم ـ مكره أخاك لا بطل .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..