مقالات سياسية

هل ما زال عبد الواحد كلامو واحد

أسماء محمد جمعة

واحدة من هتافات اتباع حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد محمد نور هي ( عبد الواحد كلامو واحد )، والهتاف طبعا  لم ينبع من فراغ وإنما من مواقف عبد الواحد المتشددة مع النظام المخلوع والتي بدأت لهم وكأنها إصرار على المبادئ وعدم مساومة بالحقوق، وفي الحقيقية هي ليست كذلك وإنما الأمر يعود إلى شخصية عبد الواحد العنيدة ، فهو لا يري رأي صواب غير رأيه،  ولا يرى  أحد يريد بدارفور خير غيره ،بل الأسوأ من كل هذا لا يرى هناك أحد احق بالحديث عن دارفور غيره ، وهذا امر  يقدح في مقدراته السياسية فالسياسي الشاطر يجب أن يتمتع بالمرونة التي تجعله يمتلك عدة وسائل للوصول لنفس الهدف.

عبد الواحد محمد نور عندما أسس حركته كان مدفوعا بتهور وشجاعة الشباب و لم يتجاوز تفكيره حينها حدود  دارفور ، لدرجة انه اطلق على الحركة اسم (جبهة تحرير دارفور)  اظنه كان يحلم بدارفور دولة مستقلة هو رئيسها  ،ولكنه لاحقا غير الاسم إلى حركة تحرير السودان، لا أدري أن كان حلمه قد كبر أو أراد الخروج من ورطة السؤال ممن يريد تحرير دارفور ؟ فالحركة في بدايتها وصفت بأنها عنصرية .واعتقد يعود السبب  لتجربة عبد الواحد السياسية القصيرة فهو لم يكتسب الحنكة التي تقيه شر الانكفاء الذي جعله يقف في مربع واحد.

حركة تحرير السودان منذ تشأتها  عانت من الصراعات والانشقاقات ولم يتمكن  عبد الواحد  من وقف ذلك أبدا ،و خرج  منها عدد من الأجنحة التي أثرت على مسيرتها ، عمر الحركة اليوم  18 سنة تقريبا فشل فيها عبد الواحد ليس من تحرير السودان بل و من تحرير نفسه من نفسه.

المؤلم حقا ان تلك الصراعات مازالت مستمرة حتى هذه اللحظة ، وليس أدل على ذلك أكثر من الأحداث الأخيرة والانتهاكات الجسيمة  التي تعرضت لها بعض مناطق وسط دارفور من قبل فصائل حركة عبد الواحد، وقد إدانتها الأمم المتحدة بقوة وعلقت تعليق يعتبر ضربة لعبد الواحد وكل حركات دارفور ،فقد قالت( أن الذين حملوا السلاح دفاعا عن مظالم آهل دارفور، أصبحوا الآن سببا في معاناتهم)وهذا   الأمر  لن يمر  مرور الكرام على ما تبقى للحركة  من أعضاء  ،والآن  هناك مواجهات ساخنة تدور بين عبد الواحد وأعضاء الحركة في باريس قد تنتهي بإنشقاق آخر أو زوال الحركة.

تلك الأحداث واحداث أخرى كثير هي التي أدت إلى اعتصام أهالي نيرتتي لمطالبة الدولة بحمايتهم، الدولة التي لم تعد تلك الدولة التي دفعت عبد الواحد لحمل السلاح ،أنها دولة جديدة قدمت كل التنازلات الممكنة من أجل السلام الذي قالت أن لا سقف لاستحقاقاته، والأهم أصبح للشعب كلمة ورغابة عليها.

عموما لم يستفيد عبد الواحد من الكثير من المواقف والاحداث التي تستدعي منه المواكبة وتبني مواقف جديدة أكثر مرونة وانفتاح ، ولم يستفيد حتى من ثورة ديسمبر التي غيرت  مواقف أهل منطقته الذين وقفوا معه وشجعوه وخذلهم وهاهم الآن يتجاوزونه،فالوضع بعد اعتصام نيرتتي سيكون مختلف ،ليس بالنسبة لعبد الواحد فحسب بل ولكل قادة الحركات فلم يعد هناك حاجة لهم، فقد أثبتت الأيام أن السلاح لا يرد الحقوق وان فعل فسيكون بعد خسارة أكبر بكثير من تلك الحقوق.

اسماء محمد جمعة
[email protected]

‫3 تعليقات

  1. عن اي تغيير تتحدثين و من قتلوا أهل دارفور هم من يمسكون بالسلطة الان و هم معروفون للجميع علي رأسهم عبدالفتاح البرهان و حميدتي و هل يختلف اثنان في دورهم في جرايم دارفور و دعم نظام البشير عن اي تغيير تتحدثين هل علي عبدالواحد بكل بساطة ان يلقي وراءه كل ما ناضل من اجله و يهرول للخرطوم قبل ان تتضح الصورة و التوجه الجديد
    عبدالواحد فقط يقول بصوت عالي المسكوت عنه في هذا السودان و يبحث حلول لأصل المشكلة و الابتعاد عن الطبطبة والحلول الانية التي لم يكن ضحاياها الا أهله و الكفه في النار ليس كمن كفه في الموية و كفي

  2. و المقيم في باريس عاصمة الضباب ليس كالمقيم في المخيمات ..عبد الواحد لا يمثل إلا نفسه و لا يمثل أهل دارفور ..أهالي نيرتتي يطلبون الحماية من صراع الأفيال في حركة عبد الواحد الذين يسرقون و يقتلون و يغتصبون ..لعنة الله علي كل قادة الحركات المسلحة الذين هم من أسباب انعدام الأمن و النزوح الذي يعاني من إنسان دارفور و النيل الأزرق

  3. لو انت متابع بعد اعتصام نيرتتي في دارفور هناك اعتصام في فتا برنو بجوار كتم و اخر في كبكابية غرب الفاشر و تتوالي الاعتصامات ابدري لماذا؟ لان الوضع في دارفور لم يتغير مع التغيير الذي اشرت اليه في مقالك و حكومة الثورة التي تشير اليها لم تسع الي تغيير اي شيئ في اي بقعة من دارفور. المعسكرات هي هي بمن فيها من لاجئين و نازحين منذ 18 سنه. القتل و الاغتصاب و النهب و الاذلال لا يزال مستمر حتي الان منذ بداية الحرب. مقولة لا سلام بدون امن مقولة فعلا تمثل الحقيقة و الان اجراءات توقبع السلام مستمر في جوبا و اتخيل الناس يقتلون و يهانون فاي سلام هذا؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..