مقالات سياسية

دار الضو حجوج لرعاية المسنين في قلب حي الديوم العريق والعتيق

من معالم بحرى التاريخية

من الممكن ان نكون قد تجولنا او مررنا بشارع الملجأ فى ديوم بحرى العريقة و راينا تلك اليافطة التى تطل على الشارع الذى تحفه اشجار النيم الظليلة اعلى الجدار الاسمنتى وهى تلفت انتباهك بان هذا المبنى هو ” دار الضو حجوج لرعاية المسنين” او كما نطلق عليه جميعا فقط كلمة” الملجأ” وقد نكون قد مررنا به و لا نعيره الاهتمام الكافى والذى يستحقه هذا الصرح التاريخى و الانسانى الهام ولا نسأل انفسنا عن من هم سكانه الذين يتوارون خلف الاسوار ولا نراهم الا للحظات وجيزة خاطفة وكيف يعيشون ويقضون اوقاتهم وهم فى اغلبهم فى ارزل العمر واقرب الى الانتقال من دار الفناء الى دار البقاء.

فالملجأ كما نطلق عليه يعتبر واحد من اعرق مؤسسات رعاية المسنين فى السودان اذ تم انشائه فى العام 1928 فى عهدحكم الاستعمار الانجليزى , ولو تلاحظون فان الحكم الانجليزى شئنا ام ابينا كان به الكثير من الانجازات التى قدمها الى الشعب السودانى و اللافت للنظر ان السودانيين الذين عاصروا فترة حكم الانجليز دائما ما كانوا يثنون و يمدحون تلك الفترة . وهنا تستحضرنى نكتة شهيرة تقول بان خواجة جاء لزيارة السودان و كان معه مرافق سودانى يتجولون بسيارة فى ارجاء الخرطوم وكان هذا الخواجة كلما مر بمعلم من معالم البلد مثل كوبرى النيل الازرق و جامعة الخرطوم و المطار و السكة حديد و النقل النهرى و مطار الخرطوم يقوم بسؤال السودانى: من الذى قام بعذا العمل ؟ وفى كل مرة كان السودانى يجيبه: انهم الانجليز من قام بهذا العمل وهنا التفت الخواجة الى السودانى وسأله: حسنا اذا كانت كل هذه الاشياء قد فعلها الانجليز , فما الذى فعلتوه انتم ايها السودانيون ؟ ؟ فرد السودانى بدون تردد: طردنا الانجليز !!

ويقع الدار العريق فى قلب حى الديوم احد اقدم احياء بحرى و السودان قاطبة فهذا الحى تاسس منذ العشرينيات من القرن الماضى وكان اسمه حى اركويت وبعدها اعيدت تسميته بحى عقرب تيمنا بزيارة فريق عقرب الانجليزى لكرة القدم و الذى زار السودان ولعب مباراة مع فريق الشباب السودانى فى العام 1921 كما سبق و ان ذكرنا ذلك فى حديثنا عن ميدان عقرب , اوبعدها تمت اعادة تسمية الحى ب ابو تمانية نسبة لان سعر متر الارض فيه كانت بتمانية قروش كما ذكر المعاصرون لتلك الفترة و بعدها اعيدت تسميته مرة اخرى بحى الديوم هذه التسمية التى استمرت كثيرا و اشتهر بها الحى العريق , وعند حكم الكيزان حاولوا ان يغيروا الاسم من الديوم الى حى الانقاذ ولكن كل محاولاتهم قد باءت بالفشل فالحى العتيق كان و مازال اسمه حى الديوم ذلك الحى العزيز و الغالى لدى نفوس ابناء و مواطنى جمهورية بحرى , وهذه دعوة لاتخاذ كافة الاجراءات الكفيلة باعادة الاسماء القديمة التى قام الكيزان يتغييرها مثل حى الانقاذ و عمر المختار و مدرسة معتصم عبدالرحيم و بقية التسميات التى اتى بها الكيزان ولا نعرف لها اصلا او مسوغاً.

والملجأ او دار الضو حجوج ليست بعيدة عن ميدان عقرب ذلك المعلم التاريخى الاشهر فى بحرى و الذى تم انشائه فى العام 1921 كما ذكرنا ويقع الدار على بعد بضعة  امتار فقط الى الجنوب من الميدان ,  وفى تلك المنطقة ايضا يوجد نادى عقرب الرياضى الاجتماعى والذى تقول السجلات بانه قد تاسس فى العام 1928 كواحد من اقدم الاندية على مستوى السودان و لكنه للاسف فهو منعدم النشاط ولا يكاد يسمع له صوتا او ترى له حركة !! ومن هذا المنبر ندعو المخلصين من ابناء بحرى و المنطقة للاتفات لانتشال هذا النادى العريق من نومه الطويل و العميق.

والملجأ كما سبق وذكرنا قد تأسس فى العام 1928 أبان فترة الحكم الانجليزى وكان يسمي الملجأ وكان مختلطا رجال و نساء وفي عقد الثمانينات قام رجل البر والإحسان المرحوم الضو حجوج بإعادة تاهيل الدار فسميت بأسمه تكريماً له، وفي 2003م خصصت الدار للرجال بعد تحويل النساء إلي دار المسنات بالسجانة.

وادارة الدار تتبع لوزارة التنمية لاجتماعية بولاية الخرطوم و التى وضعت شروط القبول على موقعها الالكترونى الشروط الاتية على حسب موقعهم الالكتروني.

وفى هذه السانحة ندعو للمرحوم رجل البر و الاحسان الضو حجوج ونسال الله يرحمه ويغفرله ويدخله الجنة ويجعل هذا العمل فى ميزان حسناته.
والى اللقاء

امير شاهين
[email protected]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..