
كنت استمع منذ فترة لبرنامج في قناة الخرطوم الفضائية وكان ضيف الحلقة هو الأستاذ الباشمهندس عثمان ميرغني … سمعته يجيب علي سؤال من مضيفه عن الوضع السياسي الراهن بعد الثورة فكان رده مصادفا لما كنت أعتقده …. سمعت الأستاذ عثمان يقول أنه لم يعد يري شكلا من اشكال الثورات يحدث في السودان … وقبل أن يطلب منه مقدم البرتانج أن يوضح أكثر أردف قائلا أن ما يراه اليوم ما هو إلا تعديلا وزاريا أعقب حكومتي معتز موسي وطاهر ايلا …. وأن ما يتم حاليا ليس سوي ترقيع لنفس السياسات التي انتهجها النظام الذي سميناه زورا وبهتانا نظاما بائـــدا وهو ما يزال يمسك بتلابيب شعبنا الصابر…. وبالطبع تساءل الأستاذ عثمان عن اسباب البطء الذي يكتنف كل مطلوب من مطلوبات الثورة … وأين هي الشرعية الثورية.
حديث الأستاذ عثمان أعاد الي ذاكرتي تعليقا قديما (منذ عشرين سنة أو أكثر) لأحد الأصدقاء من الجنسية الأمريكية عندما قال لي بالحرف الواحد ” السودان حسب علمي من أغني الدول الإفريقية ومشكلته .. اي السودان … سوء الإدارة”. وبالطبع قال المزيد الذي لا أراه مناسبا في هذا المجال….هذا الحديث وما يشبهه درجنا علي سماعه عن السودان بصورة متكررة من أناس عاديين في منطقة الخليج.
رجوعا الي حديث الأستاذ عثمان ميرغتي … فنحن نتساءل …. أين تكمن العلة … ولماذا هكذا الأمور تدار في السودان … اذا نظرنا الي الأمر من ناحية التعليم والكفاءة والقدرات فنحن الرواد لا شك مطلقا في ذلك … لكنه يبدو أعقد من هكذا توصيف … نحن شعب يمتلك ناصية العلم والثقافة لكنه عجز عن ترجمة قدراته الي عمل واضح المعالم …. أذن واقولها بكامل الإحباط نحن شعب غير مبدع … ولمست هذه الحقيقة المرة وأنا في الخليج … الكل يلهث ويركض وراء الزول السوداني لأمانته وطيبته ولم أكن أعلم أن طيبته في قاموسهم تعني العوارة باللهجة السودانية المحضة…..المطلوب من الزول السوداني في الخليج المحافظة علي ممتلكات كفيله … وعندما يريد الكفيل تطويرا في لأدائه ولأعماله فهو يبحث عن المصري واللبناني.
لا أود أن أطيل … فالمسألة أضحت واضحة وضوح الشمس …. السودان في أمس الحاجة الي الإبداع والمبدعين … يحتاج الي وزير في كل المجالات بقدرات ابداعية لا أقل من قدرات المصري واللبناني الإبداعية … السودان سادتي يحتاج الي مبدعين يطرحون حلولا لمشاكلنا من خارج الصندوق … لم يعد الصندوق مؤهلا لللإيفاء بمتطلبات محمد أحمد.
لك الحب دوما يا سودان الثورة
د. عبدالحليم السلاوي
[email protected]
15.7.2020
النظرة التقليدية المتحجرة للمغترب …
الشباب كلهم بقو شغالين فى الشركات وانت لسع من زمن الكفيل
عيب عليك يا دكتور ، مشكلتنا فى النخب السياسية من أمثالك وليس فى الإبداع , أنت دكتور وهذه هى نظرتك !!!!
من أين سيأتى الإبداع…
كفيله قال!!!!