مقالات سياسية

الحركات المسلحة .. من يريد السلام يخلق الحلول!

نجيب عبدالرحيم أبو أحمد

إن فوكس

الشعب السوداني صبيحة يوم الثلاثاء يترقب التوقيع بالأحرف الأولى على ملف السلام وطي ملف البارود والرقص على أنغام السلام وكل الجيوش الإعلامية جهزت أدواتها وتوجهت صوب فندق السلام روتانا لتغطية الحدث التاريخي ولكن تفاجأ الجميع بعضو لجنة الوساطة ضيو مطوك من دولة جنوب السودان يعلن تأجيل توقيع اتفاق السلام إلى يوم الأربعاء وتحويه إلى جوبا بدلاً من الخرطوم  (قلنا بكرة قريبة يا قريبي) جاء يوم بكرة الأربعاء وإذ بلجنة الوساطة  تعلن تأجيل التوقيع كلاكيت ثاني إلى أجل غير مسمى وسيكون ثالث وطول يا ليل في اليوتيرن. UTUR

في تقديري أن الحركات المسلحة يضيعون فرصة تلو أخرى للتوصل إلى حل سياسي ولا يريدون السلام فالمجتمع الدولي لن يصنع السلام والتأجيل والتبرير والتهويل الإعلامي لا ينهي الحروب وإنما يزيد من عمق الأزمات التي عاشتها البلاد ثلاثة عقود  وسيظل أفق السلام  بعيداً لوجود أطراف مستفيدة من إطالة الصراع متجاهلة معاناة الشعب السوداني ونسوا دم الشهداء  الذين ضحوا بحياتهم من أجل من أجل قيام دولة الحرية والعدالة والسلام وفي الحكومة الإنتقالية أيضاً أطراف عسكرية ومدنية تساعد إلى استمرار الأزمة لتحقيق أكبر المنافع لها ولكوادرها  والمقربين وليس لديها رغبة حقيقية  تحقيق السلام  يحاول كل طرف أن يستثمر استمرار الأزمة لتحقيق أجندة ومصالح خاصة ولذا سيسعون إلى عدم تحقيق نتائج في المفاوضات  لكونها تفقدهم مصالحهم الخاصة.

رحلة السلام بين الحكومة الإنتقالية والحركات المسلحة بدأت من إثيوبيا مروراً بأرض الكنانة وأخيراً  محطة جوبا والنتيجة تقدم إلى الخلف ولكن  لكل بداية نهاية سترفع هذه الغمة عن البلاد والثورة محروسة بشبابها والنخب الوطنية وإذا إستمر الحال كما هو عليه سينقلب المجتمع الدولي في تعاملهم معهم لأنه ينتهج ازدواجية المعايير والبلف حاتقفل والحساب ولد لا محاصصات ولا  قضايا قومية محورية ولا هامشية ولا ترتيبات أمنية وغيرها من المطالب التعجيزية وأنتم تعلمون ما دمرته سيئة الذكر حكومة الإنقاذ طيلة ثلاثين عاماً والبلد أصبحت مثل (الراكوبة في الخريف) والآن بعد ما ما لقيتوها  باردة تريدون  المناصب بلوي الذراع على حساب دماء الشهداء الذين فجروا الثورة  وقدموا أرواحهم قرباناً من أجل الحرية والسلام والعدالة.
من يريد السلام  والعدالة لن يسقط من حساباته بقية أقاليم السودان وليس إقليم دارفور والنيل الأزرق  فقط  فالسواد الأعظم  في كل اقاليم السودان مهمش من ثلاثة عقود ولذا يجب على الحركات المسلحة   أن تكون مطالبهم قومية وتشمل كل الأقاليم ومن يريد السلام  يخلق الحلول وغير ذلك تذكروا  أن الشوارع لا تخون والثورة يقودها ديسمبريون بأدوات سلمية  ونفس طويل وعزيمة لا تعرف الانكسار ولا الاستسلام.

إنتهى
المجد والخلود للشهداء
نجيب عبدالرحيم أبو أحمد
[email protected]

تعليق واحد

  1. الا تستحي مما تقول لقيتوها باردة باي منطق تتحدث و من كان له القدح المعلي في مهر هذا التغيير كم عدد القتلي و المشردين و الذين مازالوا في الملاجىء و المعسكرات بل ما زالوا يواجهون الموت الممنهج حتي هذه الساعة
    لقيتوها باردة الا تستحي كم عدد الأطفال الذين قتلوا حرقا و مزقوا إربا بسلاح الجنجويد و قصف طائرات الجيش المغيب
    الا تستحي من قولك لقيتوها باردة من دفع هذا المهر من دم نساءه و اطفاله لياتي امثالك ليقولوا لقيتوها
    اين كان قلمك الصديء من كل هذه الانتهاكات لتقول الان لقيتوها باردة حقا رمتني بدأتها و انسلت طبيب يداوي الناس و هو عليل و أضيف بل هو العلة نفسها

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..