
الضرتان هما الوظيفة العامة والمصلحة الخاصة ، المنع صريح في أنظمة الخدمة المدنية حين صاغها الانجليز بكعبها العالي ومنصتها المهيبة ، ودون الانجليز مجلدات تحكمها وتضبط العمل في السودان، أصبحت مثالا للخدمة العامة المتميزة والشركة الحصرية التي تنظرها بعين الصقر وترعاها حكومة صاحبة الجلالة – رعاها الله- من (تن داونج استريت) و(الهوايت هول)، تشير الخبرات العالمية علي الدول الوليدة بالاستعانة بتجارب السودان . طار الي نيجريا الدكتور عبد الله الطيب وانشأ جامعة فخر نيجريا ، ثم عرج علي المغرب فكان حضورا في منتديات ملكها ، تأسيس الدكتور عبد الله الطيب كان من بخت الرضا ، معهد وليد الانجليز تغني له طلبته بفخر واعتزاز. في دولة الامارات الناشئة آنذاك صاغ كمال حمزة خدمتها العامة ، وأنارت دبي بإشراق و بهاء.
التجرد في الخدمة العامة وتجويد الاداء في الخدمة المدنية في السودان ، دافعه ومحرك قوته هو هالة الاحترام التي تسربل بها ، قوانين وأنظمة تمنع الجمع بين الوظيفة في الخدمة العامة والعمل الخاص ، للامانه هو سلوك ما يزال متبعا في انجلترا ، يمنع الجمع بين الوظيفة العامة والعمل الخاص ، حتي قانون الشركات الخاصة فيه مبدأ الافصاح والشفافية الذي يفرض علي عضو مجلس الادارة اعلان مصلحته الخاصة التي ربما تتعارض مع مصالح الشركة.
قاتل الله التمكين في عهد (الاخوان)، تحولت الوظائف التنفيذية في الخدمة العامة السودانية الي بقالات ودكاكين ، يطفف فيها الكيل ممارسة تستند الي مذهب صوفي جاء به الترابي وربعه من مصر ، الطرق الصوفية المجذوبة بأخلاق القران ومتخلقة بخلقه كانت ترد وتأتي الي السودان من المغرب العربي ، ضلت صوفية مذهب (الاخوان) طريقها ونبذها عبد الناصر وحرم عليها ديارها ، فحط طائر شؤمها في جنوب الوادي ، يئس القادم وأفعاله . التمكين تشربه عوض الجاز ولبس جبة البترول يسرح ويمرح في أموال النفط تمكينا لذاته الفانية ورعاية لمصالح ربعه الاخوان وتنظيمهم الشيطان ، جبة البترول تمكينا لم يخلعها وهو في وزارة أخري لا علاقة لها ثم هو راع لعلاقات السودان الخارجية مع أكثر من نصف الدول التي للسودان تمثيل دبلوماسي معها ، أيضا لم يفارق حراسة خزئن أموال البترول، عوض الجاز في لحظة من تأريخ السودان تقدم أسمه علي الدولة ، حيث الحسابات البنكية باسمه. في نعله سار المتعافي فكان سكر مشكور هو المتعافي ، ان حل في وزارة أو غادرها ففي (بقجته) دائما سكر مشكور، قالها للصحافي الاستاذ / عثمان ميرغني ، ما معناه أنا سكر مشكور وبدوني فلا مشكور ولا سكره أو كما قال.
ظاهرة تحويل الوظائف في الخدمة العامة الي منصات للكسب الخاص ، ممارسة قبيحه لوجه التمكين الكئيب ، الوزير لا يجد غضاضة في طلب عمولة أو رشوة ، يبررها ب(حقي) ، يلحق حسين خوجلي أيضا حقه ويحصل علي مبلغ الاف الدولارات نظير التسهيل لشركة أجنبية للعمل في السودان ومدخله شيخه الترابي . لثلاثين من عجاف سنين (الاخوان) في الحكم ، انتشرت وتوسعت بقالات ودكاكين تم ايلاج شاغليها بفقه التمكين ، هم فحول في تجنيب المال العام وتخير الميادين العامة والساحات الرياضية للاستيلاء علي أراضيها لصالح المتنفذين ، حيازات الاراضي بملايين الافدنة والمزارع تتسابق فيها الخيول الاصيلة. الاراضي الزراعية علي جانبي النيل بحجم دول أوربية يتملكها عبد الباسط حمزة ويمنح حق الانتفاع لمخابرات دولة جارة لتطعم جندها من خيرات السودان.
يطول المقال ونحن نتذاكر دكاكين وبقالات توسطت الخدمة العامة في السودان ، كانت في عهدها الذهبي وظائف عامة يشغلها موظفون أعدتهم الدولة السودانية وصرفت علي اعاشتهم في داخليات ثم بعثات دراسية نعموا فيها بمشاهدة كيف تدارالخدمة العامة في تلك البلاد . أحالت الدكاكين والبقالات مفهوم الخدمة العامة في السودان ، تربي جيل في وظائف التمكين لا يدري الفاصل بين مدار الجدي في الخدمة العامة ومدار سرطان العمل الخاص الذي يعتاش منه فيروس(التمكين) الذي زرعته دولة الكيزان. ما يزال فيروس التمكين بين ثنايا وجيوب الخدمة العامة ، موظفة تضرب بيدها الطاولة لتمنع استثمار عام ، الطاولة مال عام له حقوق والضرب عليه يهدر الحقوق العامه ولا يقع في حسن الادب ، ثم أخري تعوزها خبرة جذب الاستثمارات في عهد ثورة ديسمبر، حيث أن علومها في جذب الاستثمارات كما هي عند طبيب الاسنان مصطفي عثمان وربما شفعت له علاقاته بشيخه الترابي ليتمكن من بوابة الاستثمار ، لكن لا شفاعة في سودان الثورة لمن لا يملك أدوات وخبرات العمل في الوظيفة ألعامة الذكر والأنثى هنا علي قدم التساوي.
وتقبلوا أطيب تحياتي— مخلصكم / أسامة ضي النعيم محمد
[email protected]