مقالات سياسية

قومية والي القضارف المدني القادم

جعفر خضر

إن والي القضارف القادم هو والي الولاية كلها، وليس والي حزب أو منظمة أو شلة أو محلية أو قبيلة. وعلينا جميعا مساعدته لإصلاح الخراب الكبير الذي طال قرى الولاية وحضرها.

وكلنا يعلم أن القضارف قد ابتليت في عهد الإنقاذ بأسوأ الولاة، آخرهم الوالي الحالي الذي سام المواطنين الظلم وسوء العذاب. وإن تعيين الوالي المدني هو فاصل بين حقبتين، حقبة عجفاء كالحة، وحقبة مبشرة واعدة.

والناس الآن في حاجة لوال وحكومة تحقق العدل، وتعمل بجدية لحلحلة مشاكلهم، لا يعشم الناس في حل مشاكلهم بين ليلة وضحاها، لكنهم يأملون أن يروا مشوار ميل الإصلاح قد بدأ بخطوة، تعقبها خطوات.

لقد كانت تجربة القضارف في اختيار واليها هي الصورة الأفضل مقارنة مع الولايات الأخرى، إذ اتسعت دائرة المشاركة بإسهام المواطنين في صياغة المعايير والترشيح، وتمت بالشفافية الأعلى مقارنة مع الآخرين، حتى انتهت بإرسال قائمة قصيرة من ثلاثة مرشحين. لا نقول أن العملية خلت من الأخطاء ولكنها كانت الأفضل. ونتوقع أن تخلق هذه العملية حالة أعلى من الرضا، تفضي إلى التفاف أكبر حول الوالي، مما يؤكد قوميته، التي ترسخها سياسات عملية رشيدة، تجمع ولا تفرق.

ولقد أشرفت على عملية الاختيار قوى إعلان الحرية والتغيبر برمتها، وليس هنالك فضل لحزب واحد أو جسم بعينه للوصول إلى هذه النتيجة. لذلك فإن الاختيار الذي سيتم لأحد المرشحين، هو اختيار لمرشح كان الباب مفتوحا لكل مواطني القضارف للمشاركة في اختياره.

ولنعمل جميعا لإنجاح الوالي والحكومة القادمة، أولا بمساعدته لأن يكون قوميا، وأذكر بحادثتين في القضارف تشير أننا قد نسهم في تخريب حكومتنا بأنفسنا، وهي نتاج ثقافة سياسية سيئة، لا تليق بحقبة ما بعد الثورة.

أولى الحادثتين: خاطب قيادي بحزب الأمة الجماهير بميدان الحرية، وقال أن فلان الفلاني هو مرشح الحرية والتغيير ومرشح حزب الأمة لموقع والي ولاية القضارف. إن نسبة المرشح لحزب الأمة غير صحيحة، وتضر بقومية الوالي، إن استقر عليه الاختيار، مما يحدث شروخا تؤثر سلبا على أدائه.

الحادثة الثانية : عند زيارة أمين عام ديوان الزكاة للقضارف، أقام له التجمع الاتحادي مأدبة عشاء في داره. فإذا كانت هنالك أهمية لمثل هذا الفعل فكان الأولى أن تقوم به الحرية والتغيبر، إذ أنها هي الحاضنة السياسية للحكومة، ولا يصح أن يكون لكل وزير حاضنته الخاصة(حزبه).

لذلك أقترح أن يجمد الوالي القادم عضويته في حزبه، وأن يتسامى على كل الانتماءات الأخرى، حتى يسهل لنفسه أن يكون قوميا، ويسد المنافذ لأي تشويش من هنا أو هناك.

ونتوقع أن نعمل جميعا ويعمل الوالي بجد لرتق النسيج الاجتماعي لهذا السودان المصغر.

سيتحلق حول باب الوالي الكثيرون، من المظلومين والناصحين والانتهازيين. فليفتح الوالي بابه للأوائل وليغلقه في وجه الانتهازيين، إنهم السوس الذي ينخر في عظم الوطن.

ليس الموقع (=المنصب) ما يعطي الشخص قيمة، وإنما ما يفعله الشخص في الموقع هو الذي يعطيه القيمة. وليس أجمل من وال قومي عادل، يجمع الولاية كلها في قلبه ويمشي بها نحو الإنتاج.

جعفر خضر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..