الجمعيات التعاونية – قطار التنمية السريع

بسم الله الرحمن الرحيم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ملخص ما جاء به الشيخ (قوقل) عن الحركة التعاونية في السودان ، علي قلته ، إلا أنه فهم متقدم لوظائف الحركة التعاونية وما يجب أن تقوم به. تكونت جمعيات التسليف الزراعي بدلتا طوكر وبتشجيع من الحكومة البريطانية لحماية المزارعين من استغلال التجار والمرابين الذين يقدمون سلفيات مجحفة لزراعة القطن. في عام 1937م تكونت أول جمعية تعاونية بمبادرة شعبية وتوالت بعدها التعاونيات في المديرية الشمالية. في عام 1944م ظهرت أول جمعية تعاونية لمشروع الجزيرة بقرية ود سلفاب لطحن الغلال واستجلاب الجرارات والمحاريث. في عام 1948م اتخذت الجمعيات التعاونية شكلها القانوني اثر المذكرة التي قدمها المستر كامل للإدارة البريطانية.

الجمعيات التعاونية في بداية ظهورها سعت الي توفير التمويل ، زراعة القطن في دلتا طوكر تحتاج الي اعداد مبكر والتجار والمرابون  يستغلون المزارع ، لم تتغير الممارسة في عهد الانقاذ ، اهمل تنظيم الاخوان الجمعيات التعاونية لتستفرد البنوك بالمزارع وتفرض شروط مجحفة علي المزارعين من خارج  تنظيم (الاخوان) ، التمكين منح أفراد الجماعة اليد الطولي في الحصول علي السلفيات لإنشاء المزارع الضخمة وربما تحولت تلك القروض أو جزء منها الي ديون معدومة بحسب قوة (الاخو) المقترض ودرجة تصنيفه في سجل الجماعة . المزارع من غير الاخوان تفصل له المعاذير والعثرات ليزج به في السجن الي حين السداد وتصادر مزرعته. الجمعيات التعاونية في عهد الثورة المجيدة ضرورة ملحة لحماية المزارع  والراعي والمنتج عموما من تغول البنوك ورفع الاجحاف عند وضع البنوك لشروط التسليف  والاقتراض ، الضامن ليس الشخص المنتج بل يجب أن يكون الجمعية التعاونية.

التفاوض مع البنوك تقوم به مجالس ادارة الجمعيات التعاونية ، السلفيات من البنوك تتنوع في شكل تأمين اليات زراعية  للقيام بكافة عمليات الزراعة والحصاد ، هو ذات الفهم الذي قامت من أجله جمعية ود سلفاب في مشروع الجزيرة. الدخول مع البنوك لإقامة محالج للقطن ومصانع للألبان والاجبان بضمانات تتفاوض  الجمعيات التعاونية فيها مع البنك دون تعريض المزارع الفرد لاستغلال البنوك. الاقتراض عبر الجمعيات التعاونية يصل الي اقامة مستشفيات خاصة تديرها جمعيات الاطباء والصيادلة والمهن الصحية. جمعيات الاطباء البياطرة  تذهب الي تفعيل دورها وإقامة محاجر ومسالخ بشروط عالمية لإغراض  صادرالذبيح من الانعام.

التمكين الذي أتي به نظام (الاخوان) ، قصد الي افقار الشعب السوداني في جميع وسائل كسب العيش ، المزارع  والراعي  وعامة المنتجين ومشروع الجزيرة والسكة حديد هم الضحايا حيث استبدلت الانقاذ الجمعيات التعاونية بالنفاوض المباشر بين طالب التمويل والبنك الذي يأتمر من داخله بتوجيهات التنظيم ، يجد المزارع  نفسه وحيدا في غياهب السجون بسبب الاعسار لفشل الموسم الزراعي .

تصبح الجمعيات التعاونية في سودان الثورة ، من التوجهات التي يجب الاهتمام بتشجيعها ، حماية المنتج الفرد في مجال الزراعة والرعي يتم عبر قيام ادارات الجمعيات التعاونية بالتفاوض ليس مع البنوك بل أيضا مع المستثمر الاجنبي والمحلي. انشاء المزارع الضخمة للإنتاج الزراعي والحيواني بديل للمزارع الصغيرة التي تكاد لا تكفي حاجة أسرة الراعي والمزارع. الجمعيات التعاونية تصبح ركنا شديدا يستند اليه الراعي والمزارع لدرء خطر الاجحاف والاستغلال .

الجمعيات التعاونية في الاحياء والمدن لها دور . اقامة مخابز حديثة بطاقات انتاجية عالية ، تشجيع الصناعات والأشغال اليدوية النسوية  في  الاحياء. التفاوض مع البنوك لاعداد قائمة الضمانات التي يطلبها البنك عند الاقتراض وتكون الجمعية التعاونية هي الحجاب بين البنك والمستثمر الفرد اذا كان لا بد.

 عموما الجمعيات التعاونية تحتاج الي بعث جديد لتعود سيرتها الاولي كما بدأت في طوكر والشمالية وود سلفاب. توفير التمويل وحماية صغار المزارعين والرعاة من تسلط البنوك والمرابين ، توفير اليات الزراعة والمصانع التي تتناسب لرفع القيمة المضافة. في غياب أو تواضع مدخرات الافراد في الدول الاقل نموا ، تصبح ادارة العمل والقوة العاملة البشرية وحسن تنظيمها في جمعيات تعاونية ، بديلا عقلانيا لسد فجوة ندرة رأس المال . في الاحياء والقري تواصل الجمعيات التعاونية أهدافها لتصبح قاطرة سريعة لقيادة التنمية في السودان. 

وتقبلوا أطيب تحياتي.—- مخلصكم / أسامة ضي النعيم محمد
[email protected]