هل اصبح الجميع تحت جناحي طائر الرُخ القمي

هل اصبح الجميع تحت جناحي طائر الرُخ القمي الذي يهبط بنعومه ولا يطير عالياً .
هذه الاسطر اكتبها صادقاً قلقاً .. اكتبها لكم للتفكر والتحرك .. حراك حقيقي شعبي كالسيل في كل الشوارع والمدن …فلقد اجمع القوم كلمتهم لقتل الثوره ويتفرق دمها بين قبائل الساسه المصلحجيه .. قتلها او اختطافها علي احسن الفروض… سؤال لكل ثائر وثائره تظاهر او اعتصم او دعم ثورة ديسمبر .. سؤال لكم انتم المعذبون في ارض السودان وفي الشتات وفي مخيمات اللجوء …انتم المُحبطون من الواقع والماضي حد القرف .. لماذا ثُرتم ؟ لماذا صنعنا ثورة متفرده يتحدث عنها القاصي والداني ؟ الاجابه سهله ومعروفه.. صنعنا الثوره من اجل وطن ” جديد” “قوي” ” مختلف” … وطن مختلف ليس عن الثلاثين عاماً السابقه فحسب ولكن مختلف عن المائتي عاماً الماضيه غمرونا فيها بزبالة الحكم والسياسه من قِبل ” استعمار” و “ساده” صنعهم الاستعمار لخدمته و”عساكر” و”احزاب” …
كان الامل والعشم ان نكتب واقع جديد في كتاب جديد صفحاته بيضاء.. ولكن جاء اهل الحكم والسياسة الحاليين بكتبهم القديمه وما تحويه من زبالة وترهات لينقلوها ويكتبوها كما هي كلمة كلمه ، سطراً سطر بشولاتها الملتويه وضماتها المؤلمه وكسراتها المتكرره في كتابنا الجديد وصفحاتنا البيضاء … لا تغرنكم صراعاتهم الوهميه فهي ظاهرها الخلاف وباطنها اتفاق .. اتفاق ان ينال كل منهم نصيبه ومصلحته … فطائر الرُخ القمي القبيح الذي يجيد الطيران المنخفض ويحسن الهبوط الناعم قد احتوي الجميع تحت جناحيه إلا لجان المقاومه والمحاولات جاريه …
تفحصوا هذه الاسماء ” السَلطه” ( بفتح السين) من عساكر السيادي ومكتب رئيس الوزراء وقوي الحريه والتغيير وتجمع المهنيين وحزب الامه والشيوعي والمؤتمر السوداني والجبهه الثوريه ورجال الاعمال : كبار مستشاري حمدوك او ما يمكن تسميته” القائمون مقام ” رئيس الوزراء بقيادة الشيخ خضر والشفيع خضر .. رئيس الوزراء الذي لم يري في السودان كله مستشارين غير الاصدقاء والرفاق القدامي ، حميدتي ، البرهان ، كباشي ، ياسر العطا ، عمر منيس ، عمر قمر الدين ، الصادق مهدي وابنته مريم ، محمد حسن فول ، امجد فريد ، احمد عباس ، عربي ، محمد الاصم ، خالد سلك ، الدقير ، ابراهيم الشيخ ، انيس حجار ، داؤود عبد اللطيف ، اسامه داؤود ، جبريل ابراهيم ، مناوي ، ياسر عرمان ، عقار، التوم هجو ..وغيرهم .
انها المصالح ايها الساده والسيدات .. المصالح التي تتصالح .. لا احد يهتم بك ايها السوداني .. لا احد يهتم بك ايتها السودانيه .. لا احد يهتم بك ايها السودان .. ما هي تلك المصالح اذن ؟ لكل مصالحه .. وهم الان يسعون للتوافق و ” التوالي” بعضهم لبعض ظهيرا .. البرهان وحميدتي والكباشي وياسر العطا يريدون السلطه والمال والحمايه والحصانه في ما ارتكبوه من جرائم او ما سيرتكبوه في سبيل حماية مصالحهم وشركاتهم … الاحزاب ” الساده” والمؤتمر السوداني والشيوعي يريدون نصيبهم من السُلطه الان ليزيدوا نفوذهم في مناطق السودان المختلفه واقرب مثال تعيينات الولاه في كردفان ودارفور غالبيتها من حزب الامه وفي مناطق نفوذه القديمه ..واعتراض الامام اقرب للمزاح منه للجد …ويريدون كذلك ..ان يكونوا في موقع سُلطه عندما تقترب فترة الانتخابات ليدعموا مواقفهم الانتخابيه كل حسب موقعه وكلو بالقانون … وهناك من لا يأمل في الفوز في الانتخابات ولكن لا بأس من السيطره وبسط النفوذ علي النقابات المهنيه والعماليه والوزارات …وصدمتي الكبري من هولاء كانت في المؤتمر السوداني الذي توقعت له ان يكون ” البريمو” ولكنه كالدبور زن علي خراب عشو وخاض مع الخائضين…
مصلحة الجبهه الثوريه انهم يريدون المراكز والمناصب الان ومستقبلاً .. لنفس الشخصيات التي لن تتغير .. نصبوا انفسهم ممثلين لمناطقهم ولكنهم مجرد ” ممثلين” في مسرحية سمجه .. لن أنسى مقابلة جبريل ابراهيم ومناوي لحميدتي في تشاد في يونيو ٢٠١٩ قبل ان تجف الدماء في شوارع الخرطوم حول القياده والجثث مازالت في قاع النيل .. هو نفسه حميدتي الذي قتل جنجنويده اهلهم واهلنا في دارفور … ولا انسى المتسلق التوم هجو وهو يتملق ويتدردق تحت اقدام العسكر ايام المفاوضات المشؤومه .. وياسر عرمان الساعي لرئاسة المجلس التشريعي.
اما الشباب حول حمدوك وحول العساكر من الفئات المختلفه فهم يتوهمون انهم صنعوا الثوره ويصور لهم افقهم المحدود انه آن اوان المناصب والنفوذ والشهره … اما رجال الاعمال فهذا حالهم يدعمون اي حاكم علي راس السُلطه حماية لراس مالهم الجبان .. واتذكر ايضاً ايام الثوره كم من الدعوات ارسلتها لرجال الاعمال ليعلنوا وقوفهم صراحة مع الثوره ويدعموها فصمتوا وسكنت انفاسهم كأنهم اموات .
الى الثوار .. الاحرار .. الوطنيين .. المخلصين .. الذين لا يرون إلا هموم السودان والسودانيين .. لا تشجبوا .. لا تلعنوا .. لا تنتقدوا .. تحركوا .. حراك ثوري حقيقي .. فعلاً لا قول ..حراك من اجل المحافظه علي هذه الفرصه التاريخيه للتغيير التي قد لا تتكرر قريباً .. انه حقنا في الحياه .. حقنا الذي لن نتنازل عنه وسننتزعه حتي من فك الاسد . فلنقتلع حقنا اقتلاعاً او نعود لحياة البؤس والذل والفقر وللابد .. نعود لحضن الاحباط الذي عشنا فيه وعاش فيه اباؤنا واجدادنا . واختم بمقولة قالها لي احد حراس التروس في ايام الاعتصام الخالده عندما راني متجهماً بعد ان لمحت تاتشرات الجنجويد قال لي : ابتسم انت معتصم .
هلا هلا علي الجد والجد شنو ؟
عمار الخليفة – فيسبوك