سَدُّ كارُوما اليُوغندي: قَبلَ أنْ تُدَقَّ طُبُولُ الحربِ «3-3»

د. سلمان محمد أحمد سلمان

«1»
ذكرنا في المقالين السابقين أن الرئيس اليوغندي يوري موسيفيني قام في يوم الإثنين 12 أغسطس عام 2013م بقص الشريط التقليدي إيذاناً ببدء العمل في سدِّ كارُوما على النيل الأبيض. ويُتوقّع أن يولِّد السد عند اكتماله بعد أربعة أعوام، أي في نهاية عام 2017م، حوالى 600 ميقاواط من الكهرباء، بتكلفةٍ قدرها 1.4 مليار دولار. وقد وافق بنك التجارة الخارجية الصيني على تمويل مكوّن النقد الأجنبي للمشروع البالغ حوالى نصف التكلفة الإجمالية، بقرضٍ ميسّر. وتقوم الشركة الصينية «ساينو للطاقة الكهربائية» ببناء السد وتركيب وتشغيل الأعمال الهندسية. وعليه فإن جمهورية الصين الشعبية ستقوم بعمليتي التمويل والبناء.
ورأينا قبل أن يقوم بعض الفنيين والسياسيين في القاهرة والخرطوم بدقِّ طبول الحرب ضد يوغندا وسد كارُوما، وتخويفنا بأن السد سوف يحيل مئات الآلاف من الأفدنة المروية في مصر والسودان إلى صحراء ويُقلّل توليد الكهرباء من سدود البلدين، أن نوضّح أن هذا السدّ لن تكون له أية تأثيراتٍ سلبية على السودان أو مصر، بل إنه لن تكون هناك بحيرة وراء السد تحتاج يوغندا أن تملأها مما قد يقلّل انسياب النيل الأبيض لهذه الدول الثلاث خلال فترة ملئها. وعليه فليست هناك أية أسبابٍ للتخوّف أو التحفّظ على هذا السد، كما سنوضّح في هذا المقال.
«2»
وبدأنا النقاش في المقال السابق في برنامج يوغندا لتوليد الكهرباء من الطاقة المتاحة من النيل الأبيض والبالغة حوالى 8.000 ميقاوط. وقد ذكرنا أن أول تلك المشروعات كان سدّ شلالات أوين لتوليد الطاقة الكهربائية الواقع على مدينة جينجا عند مخرج النيل الأبيض من بحيرة فكتوريا. وقد تعرّضنا للاتفاقيات التي وقّعتها الحكومة البريطانبة مع مصر كي تسمح مصر بقيام المشروع. وأوضحنا أن تلك الاتفاقيات ووجود المهندسين المصريين في يوغندا صارا مصدر غبنٍ ورفضٍ بين أوساط المتعلمين والسياسيين اليوغنديين، وأنهما قد أصبحا السبب الرئيس الذي دفع يوغندا للتوقيع على اتفاقية عنتبي لحوض النيل في 20 مايو عام 2010م، ويُتوقّع أن تكون يوغندا الدولة الثانية التي ستصادق على الاتفاقية بعد إثيوبيا التي صادقت عليها في 13 من شهر يونيو عام 2013م.
وقد أوصحنا أيضاً تدهور الوضع فى السد ومحطّة توليد الكهرباء إبان فترة حكم الرئيس عيدى أمين وفترة الحروبات الداخلية، ولكن تمّت إعادة تأهيل السد والمحطّة فى ثمانينيات القرن الماضى، وارتفع معدل الطاقة الكهربائية المُولّدة إلى 180 ميقاواط بعد التأهيل الثانى، وتمّت إعادة تسمية المشروع بـ «محطّة نالوبالى للطاقة الكهربائية».
«3»
وازدادت احتياجات يوغندا من الطاقة الكهربائية بازدياد السكان والهجرة إلى المدن وبقيام بعض الصناعات الخفيفة. وقامت يوغندا ببناء مشروع طاقة كهربائي ثانٍ في عام 1993م هو امتدادٌ للمشروع الأول. وقد تضمّن هذا المشروع الذى يقع على بعد كيلومترٍ واحد من المشروع الأول شقّ قناة من بحيرة فكتوريا إلى موقع محطة الكهرباء الجديدة على نيل فكتوريا. وأكّدت يوغندا التزامها بالمعادلة المتّفق عليها مع مصر فى المشروع الأول لانسياب المياه من بحيرة فكتوريا إلى نيل فكتوريا. وقد اكتمل المشروع عام 1999 وبدأ فى توليد 80 ميقاواط من الطاقة الكهربائية عام 2000.م، وارتفع توليد الطاقة بعد تأهيل المشروع إلى 120 ميقاواط عام 2003م، وقد سُمّى هذا المشروع بـ «محطّة كيرا للطاقة الكهربائية».
وفى أثناء العمل فى مشروع كيرا بدأ العمل في مشروع الطاقة الثالث في يوغندا الذى يتكّون من إعادة تأهيل لسد المشروع الأول وتحديث ماكينات توليد الطاقة به، وتحديث وتوسيع شبكة توزيع الكهرباء. غير أن الجفاف الذى واجهته يوغندا فى بداية هذا القرن ومشكلات تراكم ياقوتية الماء المتوالدة بكثرة فى بحيرة فكتوريا بدأت فى التأثير على شبكات توليد الطاقة فى مشروعي نالوبالى وكيرا.
وقد ساهم البنك الدولى فى تمويل مشروعي الطاقة الثاني والثالت فى يوغندا، وقرر بناءً على طلب يوغندا تمويل مشروع الطاقة الرابع في عام 2002م والذى شمل تمويل وحدات توليد كهرباء إضافية للمشروعين الأول والثانى، وإعادة تأهيل وتحديث وتوسيع البنية التحتية لهذين المشروعين. وقد اكتمل العمل بهذا المشروع فى بداية عام 2008م، وساهم فى رفع الطاقة الكهربائية لمشروعي نالوبالى وكيرا إلى حوالى 350 ميقاواط.
وانتقلت يوغندا بعد ذلك للعمل في مشروع بوجاغالى للطاقة الكهربائية. ويتكوّن هذا المشروع من سدٍ ارتفاعه حوالى ثلاثين متراً على نيل فكتوريا ومحطة لتوليد الطاقة. ويقع المشروع على بعد حوالى 15 كيلومتراً من محطتى نالوبالى وكيرا. وعلى الرغم من أن التخطيط لبناء المشروع كان قد بدأ عام 2003م، إلاّ أن الكثير من المانحين تردّدوا فى تمويل المشروع بسبب التخوّف من التأثيرات البيئية خصوصاً إغراق المشروع لآثار ومواقع تاريخية وثقافية مهمة. وفى عام 2007م نجحت يوغندا فى الحصول على التمويل اللازم بعد دراسة مكثّفة للتأثيرات البيئية ووضع خطّة متكاملة لدرء التأثيرات البيئية السلبية الناجمة عن المشروع. وقد ساهمت مجموعة البنك الدولي بتمويلٍ قدره 360 مليون دولار من جملة التكلفة الكليّة للمشروع البالغة حوالى 800 مليون دولار. وقد بدأ العمل فى المشروع عام 2008م واكتمل العمل فى شهر أكتوبر عام 2012م، ويُولّد المشروع حوالى 250 ميقاواط من الكهرباء.
وقامت يوغندا بناءً على طلب البنك الدولى بإخطار كل دول حوض النيل التسع الأخرى بمشروع بوجاغالى ومدّها بالمعلومات اللازمة عن المشروع تطبيقاً لسياسة البنك الدولي الخاصة بالمشروعات المقامة على مجاري مائية دولية. وقد تمّت مناقشة المشروع فى اجتماعٍ لوزراء مياه دول حوض النيل تحت مظلة مبادرة حوض النيل. وقد أوضحت وثائق المشروع التى أمدّت بها يوغندا دول حوض النيل التسع الأخرى، أن المشروع سوف يستعمل نفس المياه التى يستعملها مشروعا نالوبالى وكيرا، وأنه لن يستعمل أية مياه إضافية لتوليد الطاقة الكهربائية، ولن يقوم بتخزينٍ دائمٍ المياه. ولم تُبدِ أىٌ من دول حوض النيل اعتراضاً أو تحفّظاً على المشروع. وقد أدّى هذا بدوره إلى تسهيل التمويل للمشروع خصوصاً من مجموعة البنك الدولي.
«4»
وتُجري يوغندا حالياً مجموعة من الدراسات لمشروعات جديدة لتوليد الطاقة الكهربائية من مياه النيل. وقد اكتملت الدراسة الخاصة بمشروع كارُوما للطاقة الكهربائية عام 2012م، وكما ذكرنا في مقدمة المقال الأول وهذا المقال، فهذا مشروعٌ كبير يقع على نيل فكتوريا شمال بحيرة كيوغا في منتصف الطريق بين بحيرة كيوغا وبحيرة البرت. وتبلغ تكلفة المشروع حوالى 1.4 مليار دولار، ويُتوقّع أن يُولّد المشروع حوالى 200 ميقاواط من الكهرباء فى المرحلة الأولى، وتصل الطاقة للمشروع فى مراحله النهائية في ظرف أربع إلى خمس سنوات إلى 600 ميقاواط. ويُتوقّع أن تبيع يوغندا بعض هذه الطاقة إلى كينيا «التي لها احتياجات كبيرة للطاقة لا تستطيع مقابلتها محلياً» لتسديد ديونها من المشروع إلى بنك التجارية الخارجية الصيني. كما أن اكتشاف كمياتٍ من النفط في يوغندا قد فتح شهيّة جمهورية الصين الشعبية لدخول سوق السدود اليوغندية والمساهمة في تمويلها.
وتقوم يوغندا حالياً بدراسة الجدوى لمشروع إيسيمبا للطاقة الكهربائية. ويقع المشروع على نيل فكتوريا شمال مشروع بوجاغالى. ويُتوقّع أن يولّد المشروع فى مرحلته الأولى حوالى 100 ميقاواط من الطاقة الكهربائية بتكلفةٍ مقدارها حوالى 400 مليون دولار.
هناك أيضا دراسة مشروع كالاغالا للطاقة الكهربائية شمال مشروع إيسيمبا المقترح، ولكن الحكومة اليوغندية تنفي أنها تنوي بناء هذا المشروع لأسباب تتعلق بتأثيراته البيئية والاجتماعية والثقافية السلبية على بيئة وسكان المنطقة. ويُتوقع أن يُولّد هذا المشروع إذا تمّ تنفيذه، حوالى 200 ميقاواط من الكهرباء.
«5»
ونختتم هذا المقال بالسؤال الذي طرحناه في بداية المقال الأول وأعدناه في بداية هذا المقال، وهو: لماذا ندّعي أن هذه السدود لن تسبّب أية أضرارٍ للسودان ومصر؟ وتتكوّن الإجابة من سببين:
أولاً: تمثّل مستنقعات جنوب السودان حاجزاً ضخماً لانسياب مياه النيل الأبيض، وتنظّم وتحدّد هذه المستنقعات كميات المياه التي ستنساب عبرها إلى شمال السودان ومصر بصرف النظر عن كمية المياه في النيل الأبيض. وكما أوضحنا في المقال السابق فإن كمية المياه التي تدخل منطقة السد هي حوالى 45.9 مليار متر مكعب. لكن المياه التي تستطيع تجميع نفسها وتنساب من النيل الأبيض خارج منطقة السد لا تزيد عن 15 مليار متر مكعب، أي أن التبخّر والتسرّب يستهلكان أكثر من 30 مليار متر مكعب. وقد أوضحت عدّة دراسات أن استعمال دول البحيرات الاستوائية لعشرة مليارات متر مكعب من مياه النيل الأبيض «وهذا رقمٌ عالٍ ولن تستطيع هذه الدول استعماله لسنواتٍ طويلةٍ آتية» لن يتجاوز تأثيره على السودان ومصر مليار متر مكعب واحد. ويعود السبب في ذلك إلى مستنقعات جنوب السودان التي تحجز وتقرّر كميّة المياه التي ستنساب عبرها إلى شمال السودان ومصر. وعليه فليست هناك أضرارٌ ذات شأن على السودان ومصر من هذه المشروعات. وإذا كنا نتخوّف من فقدان هذا المليار متر مكعب من مياه النيل الأبيض فعلينا أن نتذكر أن التبخّر في خزان جبل الأولياء وحده يستهلك مليارين ونصف المليار متر مكعب سنوياً، علماً بأن هذا سدٌّ قد انتفت أسباب وجوده بعد قيام السد العالي.
ثانياً: لكن لا بُدّ من إضافة أن هذه السدود اليوغندية لن تُخزّن أية مياهٍ بصفةٍ دائمة. فهذه السدود بُنيت أو ستُبنى على مجموعة الشلالات التى تقع فى نيل فكتوريا عند خروجه من بحيرة فكتوريا. وتقوم هذه السدود بتوليد الطاقة الكهربائية من انسياب المياه عبر هذه الشلالات بدون الحاجة إلى تخزين دائم للمياه كما يحدث في سدود السودان ومصر. بل إن مشروع سد كاروما سوف يستعمل نفس المياه التى يستعملها مشروعا نالوبالى وكيرا، ولن يستعمل أية مياهٍ إضافية لتوليد الطاقة الكهربائية.
«6»
وعليه فإن سدود يوغندا، بما فيها سد كاروما الكبير، لن تسبّب أية أضرارٍ للسودان. وإن أي اعتراضٍ علي سد كاروما سيكون من زاوية الهيمنة على نهر النيل فقط، لا أكثر ولا أقل. ولكن هذه الهيمنة قد انتهى زمانها بعد أن تيقّظت دول حوض النيل الأخرى على حقوقها في مياه النيل، وفي التنمية ومحاربة الجوع والعطش والظلام، مثلما فعلت مصر والسودان تماماً. وقد صار هذا الهدف أقرب للتحقيق بعد أن أصبح لدى دول منبع النيل ما تستطيع أن تجذب به الممولين «خصوصاً جمهورية الصين الشعبية» من نفطٍ وغازٍ وموارد طبيعية أخرى.
«7»
إن متطلبات التعاون على حوض النيل والاستفادة القصوى من مياهه، وحسن الجوار والأخوّة الأفريقية ومبادئ العدالة والأنصاف، تفرض علينا أن نرحّب بفرص التنمية في دول حوض النيل الأخرى. وتتطلّب منا أيضاً أن نمدّ يد العون لهذه الدول، وأن نعيد النظر في موقفنا الرافض بدون وجه حق لاتفاقية عنتبي لحوض النيل.
بل إن مشروعات دول المنبع على نهر النيل يجب أن تكون سبباً قوياً للسودان للانضمام لاتفاقية عنتبي كي يضمن لنفسه مقعداً داخل مفوضية حوض النيل يستطيع من خلاله متابعة هذه المشروعات ومعرفة آثارها عليه وعلى وضعه المائي والبيئي، والاستفادة من دروس هذه المشروعات وتجاربها. فدول المنبع ستواصل بناء مشروعاتها على نهر النيل، سواءٌ رضي السودان ومصر أم أبيا، وسواء انضما إلى اتفاقية عنتبي أم واصلا رفضهما غير المنطقي، وغير المبرر لها.

الصحافة

تعليق واحد

  1. شكرا للدكتور سلمان على هذا المقال العلمي. ولكن حسب وجهت نظري ان سد الالفية الاثيوبي سيتسبب في تقليل المياه الواردة الي السودان وبالتالي في تقليل اندفاع النيل الازرق. فقدان النيل الازرق لجزء من قوة اندفاعه سيؤدي بلا ادنى شك الي تخفيف الضغط على النيل الابيض في منطقة مقرن النيلين ويتسبب في ان يكتسب النيل الابيض العجوز قوة اندفاع اكبر وتزداد سرعته. وهذا بدوره سيؤدي بالضرورة الي تفريغ منطقة مستنقعات جنوب السودان من المياه ويؤدي الي جفافها في سنوات قليلة، ومع ازدياد استخدام المياه في دول حوض النيل الجنوبية (ربما) يتحول النيل الابيض تدريجيا الي نهر موسمي. ومن الاثار المحتملة ايضا اختفاء فرع النيل الازرق المحصور بين جزيرة توتي والنيل الابيض وبالتالي اضافة اراضي جزيرة توتي الي الخرطوم ويتحول كبري توتي الي كبري (ساكت). ربما يكون اثر السدود على النيل الابيض ضئيل حسب وجهة نظرك، الا ان تكامل هذا الاثر الضئيل مع الاثر الكبير الذي سيسببه سد الالفية الاثيوبي في النيل الابيض سيؤدي الي تغيرات بيئية كبيرة في المنطقة. هذا غير الاثار الجيوسياسية التي ستتركها هذه السدود في الاقليم، اذ سيزداد النفوذ الاثيوبي في المنطقة، وازدياد النفوذ يتبعه بالضرورة الطمع ولربما تفكر اثيوبيا في اراضي زراعية وهي بلا شك موجودة الا انها في دولة اخرى امام سد الالفية. اتفق معك في ان على السودان ان يخلق علاقات استراتيجية قوية مع دول حوض النيل لتقليل الاثار.

  2. موضوعك ده ماجاب دخل بدليل لم يشارك احد بالراى ؟ الناس ماهمها سد يعيق اوينفع الناس مشفوله بالسيول والبيوت التى تهدمت ومن اين يسترزقون؟ يادكتور البطون خاويه ؟

  3. الطابور طويل الكيزان الجد منتظرين الوزارة منذ 1989 ولم يحصلو عليها
    انت عندك خبرة وشاطر
    لكن ما تتعشم في الجماعة ديل
    اليومين ديل بينهم خلافات حول تقسيم الغنائم كل واحد عايز الوزارة عشان يلحق قبل ما الامور تسؤ اكثر من كده ومايعرفوا يعملوا حاجة

  4. الاستاذ العزيز..انا لن احكم علي مقالك لا سلبا ولا ايجابا لاني اجهل تماما هذه المواضيع..ولكن…… شد ما اكره هذه ال لكن…في بلد متحضر لديه رئيس يفهم..عندما تعرض عليه امرا…تجده يفهم فيما طرحت اكثر منك..حتي ولو غاب عنه شئ فلديه مستشارين قطعا هم اكثر منك فهما..الا ولماذا يعينهم ويدفع اجورهم من دافع الضرائب…..الا في بلادي..رئيسنا الهمام اعتقد.. يستطيع ان يكذب ويرقص وينافق..وانا لا اجزم لاني لا افقه حتي في الرقص.. حتي مستشاريه من هم…
    ود المهدي…عسكري..ود المرغني منعم قد لا يفرز الواو من سجارة الواو..وتعز منتشا…ثم من..الدقير تاجر..مصلحتو..ثم من……
    اتمني ان تكون قد فهمت ما اود ان اقول..عادة لا احب ان اطيل..فقراء الراكوبه ومعليقها هم ملح هذه الارض الطيبه التي جني عليها التربي…واي جناية ارتكبها هذا الرجل ورفيقه طه الدلاهه!!!! في حقنا وحق بلادي

  5. مع تأكيدنا وتثميننا للمساهمات الثرة التى يقدمها الدكتور سلمان فى تبصير وتنوير الرأى العام الجوانب القانونية والتارخية لنهر النيل والصراعات بين دول حوضه , الا أنه وعلى الرغم من خلفيته القانونية اضحى يصدر استنتاجات قاطعة فى مجال هندسة المياه , مثال على ذلك فتواه بضرورة ازالة خزان جبل اولياء بزعم ارتفاع درجة التبخر فى بحيرة السد مما يساهم في فقدان نحو 2,5مليار متر مكعب سنويا فيما يلى بعض الملاحظات :

    1 – السعة التخزينية للخزان تبلغ 3,5مليار متر مكعب , اى انه يفقد ثلثى سعته التخزينية , اولا اين الدراسات الهيدرولوجىة التى نفذت فى هذا الشأن ومتى تم قياس نسبة التبخر ؟ , علما بان الشركة التى صممت الخزان كانت وماذالت الشركة الاكبر فى هذا المجال ( سير الاكسندر جب ).

    2- تم تصميم الخزان ليستوعب المياه التى ستوفرها مشروعات اعالى النيل ( قنوات جونقلى ومشار وغيرها )

    والتى تصل كمياتها الى مايقارب 30 مليار متر مكعب , اذ ان العدد الكلى لابواب تصريف الممياه فى الخزان تبلغ 60 بابا ( ظلت 10 ابواب مغلغة مؤقتا منذ تشييد الخزان الى حين تنفيذ المشروعات المذكورة ), هل فقدنا الامل فى استجابة حكومة الجنوب لتنفيذ هذه المشروعات ؟ بالطبع لا , , ستزول الحساسيات مع مرور الايام ويسود التعاون في جميع القضايا .

    3- ماذا عن اثر ازالة الخزان على مشروعات النيل الابيض ومشروعات السكر الكبرى , هل سيتم الاستغناء

    عنها بسبب بعض الاراء الفطيرة .

    4- هناك دراسات اولية لتوصيل جزء من المياة التى ستتوفر الىمشروع وادى المقدم المقترح والذى يضم اخصب الاراضى , فضلا عن تزويد غرب السودان بمياه الشرب( على الرغم من استهبال المصريين وزعمهم بصعوبة ذلك بسبب ارفاع منسوب سطح الارض بتجاه الغرب – انظر د. جمال حمدان – وعلى الرغم من مشروع ترعة السلام عبر تلال سيناء بإتجاه اسرائيل ).
    5- يعتبر خزان جبل اولياء احد الصروح الهندسية المبهرة حيث استخدمت فى تشييده احجار الجرانيت المنحوتة ببراعة فائقة عبر النيل الابيض لمسافة تصل الى 10 كيلومترات بخلاف السد الترابى , وتم نقل حجارته من السليتات بجوار الجيلى بواسطة سكة حديدية انشأت خصيصا لهذا الغرض واشرف على التنفيذ احد اكبر بيوت الخبرة العالمية (سير ماكدونالد )- ويقينى ان تكلفة بناء مثل هذا الصرح لن تقل عن 5 مليار دولار فى الوقت الحالى , هل سيزال بهذه البساطة ووفقا لاراء بعض سياسيى دول هضبة البحيرات الفطيرة وزعمهم بأن هناك هدرا للمياه فى الخزان ؟.

    6 – وفوق كل ذلك هل استند اصحاب هذا الرأى المدمر لدراسات جدوى اقتصادية وهندسية وبيئية أو دراسة عائد وتكلفة ( cost – benefit analysis) من بيت خبرة عالمى وذو مصداقية .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..