أخبار مختارة

مسؤول سعودي: البشير أجاد الغزل السياسي بين الدول والأطراف المتناقضة

قال عضو مجلس الشورى السعودي، زهير الحارثي، إن حقبة عمر البشير، كانت الأكثر فساداً واستبداداً،  أجاد عملية الغزل السياسي بين الدول والأطراف المتناقضة والمتباعدة.

ووأوضح في مقال نشر بالشرق الأوسط أن الرئيس السوداني المخلوع يغير اتجاه بوصلته السياسية وتحالفاته الداخلية والإقليمية بدءاً بـ«الإخوان»، ومروراً بالأتراك، وانتهاء بإيران، في حين أن الدول المطلة على البحر الأحمر رغم معرفتها بمزاجيته وانتهازيته كانت ترى مناسبة احتوائه لا الصدام معه؛ لأن الهدف هو تحرير الخرطوم من النفوذين الإيراني والتركي.

نص المقال

السودان يسير بثبات في رحلته الانتقالية، وتجربته تستحق الدراسة والتأمل، رغم كل ما يطرحه البعض من ملاحظات وانتقادات، وهذا أمر متصور في هذه المرحلة. وبالأمس أعلن رئيس الوزراء عن تعيين ولاة مدنيين محل الولاة العسكريين، واصفاً الخطوة بالبداية الفعلية للتغيير، كما أن محاكمة البشير ورجالاته هي أيضاً من مطالب الثورة.
البشير اليوم يحاكم على قضية الانقلاب العسكري عام 1989 الذي أوصله إلى السلطة عبر الإطاحة بحكومة منتخبة، وهي واحدة من ضمن قضايا عدة سيحاكم عليها، ناهيك عن مذكرات التوقيف الدولية التي صدرت ضده بعد اتهامه بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية في إقليم دارفور.

السودان الذي نشأ ما بعد الاستقلال ما هو سوى هجين دولة ذات عملية قسرية، أرادها الاستعمار بتلك الصورة لتخدم مصالحه، فضلاً عن فشل قياداته آنذاك في النهوض بواجباتها بدءاً بالتنمية الإنسانية العادلة والمتوازنة، وترسيخ ممارسة ديمقراطية حقيقية.
كنت قد ذكرت أن نظام «الإنقاذ الوطني» في السودان ومنذ 30 يونيو (حزيران) 1989، مارس الإقصاء والإبعاد وشن الحروب في الجسد السوداني، ناهيك عن الفشل الذريع في التعاطي مع القضايا الدولية، ليدرج السودان في قائمة الإرهاب، ويدخل بعدها في عزلة دولية قاسية.

أكثر المتفائلين آنذاك لم يكن ليتنبأ بما شهدناه من أحداث مثيرة ومفاجآت، خاصة أن عقلية النظام بوليسية وليس بالسهولة أن يفرط في كرسي الحكم. كان المشهد مدهشاً، حيث تجسد في شيء من الالتزام وضبط النفس، والمحافظة على المكتسبات، وحفظ الأمن العام والشعور بالمسؤولية.

علاقة البشير بالتيارات الإسلامية قديمة، واستفاد كلاهما من بعضهما بعضاً، وأصبحت الخرطوم قبلة لكل التيارات المتطرفة في التسعينات، وقد جاءها كارلوس وبن لادن وغيرهما من الإرهابيين. اتهم نظامه آنذاك بإرسال أسلحة إيرانية إلى «حماس» و«حزب الله» في أوقات النزاع من دون التواصل مع الشرعية في لبنان أو فلسطين، فضلاً عن دعم جماعات مسلحة في ليبيا.
تاريخياً، قيل إن إيران ممن دعمه للوصول للسلطة عام 1989 على اعتبار أن انقلابه امتداد للثورة الإسلامية، وإنها أسعفته بالوقود آنذاك عندما كان محاصراً، ولعل تبادل الزيارات المستمرة إبان حكمه دليل على عمق العلاقة بينهما.
المناورة والخداع والمماطلة والغموض أساليب وممارسات أتقنها نظام «الإنقاذ»، وظل يطبقها البشير إلى يوم اعتقاله. الحركة الإسلامية ذات التوجه الإخواني أنشأها وشيّد برامجها منظّرها حسن الترابي، في حين نفذ أجندتها عمر البشير، الذي اختير من الكوادر العسكرية آنذاك بعناية، ليتولى السلطة ليلة الانقلاب، وبإشراف الترابي نفسه، قبل أن يختلفا وينفصلا بعد عقد من الزمن.

نجح عراب الحركة الإسلامية الترابي منذ انشقاقه عن جماعة «الإخوان المسلمين» بداية السبعينات، في تكوين مشروعه السياسي، واستطاع بناء قاعدة جماهيرية وسط الطلاب والمهنيين تحت مسمى «الجبهة الإسلامية»؛ لينافس الأحزاب التقليدية، ومن بينها حزبا «الأمة» بقيادة الصادق المهدي، و«الاتحادي الديمقراطي» بقيادة محمد عثمان الميرغني. ظل البشير يحكم حكماً مطلقاً، غير أن بقاء الحال من المحال؛ فالأحداث تسارعت، واستمرت الاحتجاجات الشعبية في الميادين لمدة أربعة أشهر، لتصل إلى ذروتها باعتقاله وخروجه من المشهد بعد حكم دام ثلاثة عقود.
البعض يرى أن ما فعله البشير طيلة رئاسته يعتبر تكتيكاً للوصول لأهداف معينة، وبالتالي هو لم يغير سياساته وقناعاته. بعبارة أخرى هو لم يخرج من المحور الإخواني حتى يدخل فيه، بل ظل تحت لوائه رغم التحولات التي تعرض لها التيار.
ليس سراً أنه بسقوط نظام البشير، تكون حركات الإسلام السياسي قد تعرضت لفقدان أحد أسلحتها الداعمة الخفية، ويكون السودان كذلك قد تخلص من هيمنة الآيديولوجيا، التي جثمت على صدره، وأعاقت تنميته، ودمرت مكاسبه وإرثه وتاريخه عقوداً من الزمن. حقبة سوداوية عاشها السودان عندما تحالف البشير و«الإخوان»، حيث تبنى البشير الفكر الإخواني ووظفه لأجندته السياسية، في حين دعم «الإخوان» مقابل مصالح ومنافع ليست مجهولة لأحد.

حقبة عمر البشير، الذي ليس لديه أبناء، كانت الأكثر فساداً واستبداداً، وقد أجاد عملية الغزل السياسي بين الدول والأطراف المتناقضة والمتباعدة. ولم يُغفر له وقوفه مع صدام ضد الكويت. ظل الرئيس السوداني المخلوع يغير اتجاه بوصلته السياسية وتحالفاته الداخلية والإقليمية بدءاً بـ«الإخوان»، ومروراً بالأتراك، وانتهاء بإيران، في حين أن الدول المطلة على البحر الأحمر رغم معرفتها بمزاجيته وانتهازيته كانت ترى مناسبة احتوائه لا الصدام معه؛ لأن الهدف هو تحرير الخرطوم من النفوذين الإيراني والتركي.

انتهت مرحلة البشير، وتنفس الشعب السوداني الحرية والكرامة، وتولى الشعب زمام المبادرة. إلغاء الدولة العميقة ضرورة في كل الدول التي لها جذور إخوانية، والمؤشرات الأولية تكشف عن أن السودان يسير على الطريق الصحيح، وقد بدأ فعلاً في تفكيك دولة «الإخوان» العميقة، التي مارست الترهيب والتعذيب، وشرعنت للفساد، وأدخلت البلاد في دوامة الفقر والتخلف.

حركات الإسلام السياسي تعاني الانتهازية، وضآلة المنتج الفكري، والخبرة السياسية، ومع ذلك تصر على الاستحواذ على السلطة من دون الأخذ في الحسبان مطالب الشعوب.

الشرق الاوسط

‫3 تعليقات

  1. ما ذا عن أتفافية إعادة ترسيم الحدود البحرية بين السعودية ومصر والتي تم بموجبها التعدي علي سيادة السودان السبب الذي دفع وزير الخارجية الأسبق غندور بعدم الأعتراف بها .

  2. السعودين ثلاثين عام ترسلوا المليارات من الريالات السعوديه لنظام معروف عند كل الدول العربيه اخواني قاتل اليوم تكتبون عنه ليه من قبل ما تكتبون عنه. يعني اليوم خمر وتمر. ما كلكم تعرفون أنظمة الاخوان. انتم عندنا الشعب قال كلمته اليوم نرفع رابتنا وندك طبول الحروب ضد حكم البشير لم نجد من يدعم ثووتنا وخرج عليهم الشباب صدور عاريه وكنداكات السودان وتلاحم الثوره خروج البشير من دفة الحكم كثيرا من دول العرب ما راضي خروجه من الحكم ولكن يا عبد المعين ما جيت تعين هنا سواعد واخوان على عبدالطيف والثوره انطلقت شعاراتها ترددها القلوب ثورة شباب يحمل سنابل الازهار لكل شهيد زهرة والرحمه والمغفره على كل الا شاويش الرجال الزين تم قتلهم من كوادر الحزب الشيوعي أمثال عبدالخالق محجوب ثوابت السودان ومرورا برجال الثوره والتحدي ضد الانظمه الفاشستيه القمعيه الديكتاتوريه الجهويه بزل الشباب جل وقته وقلمه يدافع عن الحقوق المنهوبه والسكوت عنها ولا حتى الصحف العربيه ولا الإعلام العربي يزكر منها اي شيء بل العكس وقف ثلاثين عام يساعد ويمد مد العون إلى الديكتاتوريه التي تحكم السودان ضد ارادة شعب حكيم َ. قرر ان يضع العلم والقلم في مكان الرصاص فصلط طاقته على جلاديه حراك مهني بكوادر تفهمات الشعب في مرحلة بنا الدوله فكان الحراك لم تكتب عنه الدول العربيه لان كان هنالك مصلحه مشتركه بين نظام الاخوان والدول العربيه لزم الصمت نجاه حراك الجماهير والصمود والتحدي بدأت ملاحم امتداد ثورت أكتوبر الأخضر ومازالت تعيش ومعي النور التقينا وأصبح الصبح اليوم مكتب في راية ثووتنا المجد والخلود وفي الختام الشعب السودانيه ليس عليه اوصيا ولا كفيل كل يريد تحرير وطنه ثورة الشباب السودانيه كتاب مفتوح يهدي لي دول العالم تعليم جامعي يستفاد منه يدرس وتاريخ في كتاب مكتوب عليه ثورة أبطال السودان درس وعبر َ والثوره والحريه والحريه أوسع كلمة نضال

  3. “حركات الإسلام السياسي تعاني الانتهازية، وضآلة المنتج الفكري، والخبرة السياسية، ومع ذلك تصر على الاستحواذ على السلطة من دون الأخذ في الحسبان مطالب الشعوب.”
    هذا ما يمكن تعريفه في عبارة اخري ” بالقحط الفكري ” ولكن البيقنع الديكة شنو .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..