
يعتقد بعض من ينتمون إلى الاحزاب السياسية أن الدفاع عن بعض الوزراء المقالين سببه الانتماء إلى حزب سياسي فمثلا عندما تدافع عن أكرم فإنك تنتمي إلى حزب الشيوعي رغم أن هذا الوصف هو تقليل للشخص واعتباره تابعا لحزب السياسي وافراغه من امكانية تمييز الامور بناءا على ما يراه مناسبا.
لدي اتصالات ومعرفة لصيقة بأكرم التوم ليس بشخصه لكن بأشخاص عملوا معه اعلم حرصهم على الثورة حد البكاء عندما تفشل بعض الملفات كنت أعلم تماما أن اكرم نموذج للمسؤول الثوري ودفع ثمن أخطاء غيره وثمن “عنف الرأي السياسي ” بين احزاب قوى التغيير وكياناتها النقابية الطبية التي تأثرت سياسيا واختطفت الاحزاب الكيانات النقابية.
الحقيقة انا لا اعتقد ان الحزب الشيوعي افضلهم بل هو أسوأهم في مرتبة واحدة مع /الامة / التجمع الاتحادي / المؤتمر السوداني / الاحزاب البعثية / لأن أداءهم السياسي جاء في منتهى اللامسؤولية لقوى التغيير.
طبعا لا ننسى الكتلة المدنية وتجمع المهنيين وهما كتلتان لعبتا دورًا كبيرًا في تعميق الصراع السياسي لدرجة أن المسلمي الكباشي مدير مكتب الجزيرة يسأل الصادق المهدي عن امكانية اجراء انتخابات مبكرة لانهيار الفترة الانتقالية ترى كيف عرف الكباشي المنتمي إلى الاسلام السياسي انهيار الفترة الانتقالية.
عمومًا وفق ما رأيته من شجاعة وثورية اكرم وحرب شعواء شنت عليه صمتت بمجرد اقالته وتوفرت الأدوية وعادت المستشفيات ليس لأن الدولة تريد ذلك لا انها دولة معطوبة تماما لكن الحقيقة المؤسفة ان الصحة تشهد أكبر مافيا بين السلطة والشركات والقطاع الخاص حاول أكرم تفتيتها لكنه لم يجد مساندة سياسية للأسف وأعيب عليه أنه أخفى المعلومات عن الرأي العام فيما يتعلق بهذا الصراع وحاليًا عليه أن يكشف للشعب حقيقية هذه المافيا لأن المعركة لاتزال محتدمة.
تأكدت أن البلاد لن تقوم لها قائمة وهذه الثورة في مرحلة خطيرة من عمرها تحتاج إلى لجان المقاومة خط الدفاع الاخير قبل ان تسرقها الاحزاب السياسية اللامسؤولة وتتغلغل داخلها مثلما فعلت في ثلاثين يونيو 2020 عندما غيرت مسارات بعض المواكب لتأثيرات سياسية ورفع قميص عثمان.
للأسف فقدنا أفضل وزير صحة مر على السودان ولن يتكرر قريبا وداعا أكرم التوم الذي غادر الوطن مساء امس وداعا ونتمنى لك اقامة طيبة في عملك القديم الجديد الذي عدت اليه .
محمد سعيد حلفاوي
صحفي
25يوليو 2020




“تبكوا بس” عبارة نقرأها كثيراً على أبواب الشحنات والزجاج الخلفي والحافلات وهي إشارة خفية لإقاظة الخصوم الذين يتحكرون في خاطر ووجدان كاتبها وهي تنتطبق على كاتب المقال الذي دبج مقالته الضافية “وأظن أن ذلك دافعه الانتماء القبلي” في الدفاع عن وزير الصحة المقال د. أكرم الذي لم تشفع له شهاداته الكثيرة والمواقع الدولية التي تبوأها في نجاحه في موقع المقال منه بشهادة بعض الوزراء و معظم الحاضنة السياسية لرئيس الوزاراء حمدوك وكذلك إنتماءه إلى الحزب الشيوعي لم يفلح في مداراة تواضع أداءه في وزارته رغم المساندة الاسفيرية المكثفة من منتسبي حزبه مما اسلمه في النهاية إلى مقصلة الأقالة الجبرية التي لا رجعة منها حيث أن من يفقد موقعه في “الهيصة الحاصلة في البلد دي” لن يعود إليه أبداً ولا يفيد البكاء على اللبن المسكوب.