ماذا يريد دكتور حمدوك؟

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي اليوم 4 مايو 2020 خبراً منسوباً الى اعلام مجلس الوزراء يتضمن سلسلة قرارات اقتصادية مثيرة للبلبلة ومتشحة بالغموض.

ظاهرها ان الحكومة قد (سلمت دقنها ) للتجار المصدرين و تركت لهم ثروات البلاد الهائلة يصدرونها وحدهم ويستاثرون كلياً بحصائلها من العملات الصعبة لتبقى الحكومة الانتقالية في موقف القبان الذي يحصل الرسوم والجبايات المحدودة فحسب..

والا فما معنى ان يعفي القرار الجديد المصدرين من نسبة ال 10% التي كانت تؤخذ من حصائل الصادر لأجل مقابلة استحقاقات استيراد الوقود والدواء ؟

حمدوك قام باستبدالها برسوم لم يحدد نسبتها ولم يحدد هل ستدفع بالعملة الصعبة ام بالجنيه … واذا كانت بالعملة الصعبة فهل ستكون حصيلتها اكثر من 10% ام لماذا جرى الالغاء والاستبدال؟

القرار لا يضع النقاط فوق الحروف لنستبين جدواه وما اذا كان لصالح الشعب ام لصالح التجار كبقية القرارات السابقة؟.
اما اذا كانت الرسوم المبهمة البديلة ستدفع بالعملة المحلية فمن اين سيسدد دكتور حمدوك فاتورة واردات القمح والدواء والوقود والسماد وقطع الغيار؟

ثم ان الزعم بأن استحقاق ال 10% قد استبدل بضرائب قول فيه خداع لأن ضريبة غباح الاعمال كانت سارية اصلا على اموال المصدرين المنماة من خلال تجارة الصادر رغم خصم ال10% وبالتالي فلا جديد يشكل بديلا لتلك النسبة المستحقة التي اعفى حمدوك منها جهابذة التجار.

قرارات اليوم لم تغفل عن السير في مسار حكومتنا وهو انشاء صناديق للداعمين والمتبرعين والمستثمرين بحيث لا تفعل هي اي شيء بصدد تفجير الموارد واستثمارها لتحقيق ايرادات كبرى للدولة بالعملتين المحلية والأجنبية.
ترى ماذا يريد حمدوك ووزير ماليته ومستشاروه.

بالتاكيد هم ليسوا سذجا.
ولكن ماذا يريدون بالضبط؟
هل هو الركوع لشرط صندوق النقد الدولي ياترى؟

أم لماذا لا نتجه الى تصدير الذهب وهو مضمون العائد وحلّال للعقد … لماذا تترك تصدير الذهب كله للتجار يا رجل ( مئات الاطنان ومليارات الدولارات) وتكتفي بانشاء بورصة تريحهم و تنظم اسلوب نهبهم لكل ثروات الشعب الواقف صفاً صفا لينال قطعة الخبز بجنيهين؟

هل انت مع الشعب ام مع التجار يا حمدوك؟
هل انت اشتراكي ام رأسمالي؟ حيرتنا والله
من اين ستدفع فواتير استيراد السلع الاستراتيجية التي لا مناص منها؟ هل من القروض المتوقعة كالأحلام؟ هل نترك مصادر ايراداتنا الذاتية المضمونة لنتسول ام هو امعان في تلبية ضغوط التجار وذوي النفوذ؟
عموماً … شكرا حمدوك .