آن أوان نيل كامل الحقوق المدنية والسياسية لكل الهامش السوداني ..
نضال عبدالوهاب

عُمر السودان الحديث ما بعد الإستقلال أكثر من أربعة وستون عاماً ، وإذا أضفنا له سنوات الإنتقال حسب إتفاقية الحُكم الذاتي في 1953 وهي الإتفاقية التي مهدت للإستقلال وبدأت فيها سودنة الوظائف العليا والتي كان يشغلها الإنجليز والمصريون ، فإننا إذاً نقارب السبع وستون عاماً من الإستقلال ..
طوال هذه المدة لم يشهد السودان إستقرار سياسي مدني نتيجة للحرب الأهلية من جهة و السبب الآخر هو تفشي ظاهرة الإنقلابات والحُكم الشمولي العسكري ..
وكل هذا كان لقصور نظر الأجيال الأولي من الذين أُتيحت لهم فرصة إدارة عملية الحُكم في السودان .. و وقوعهم في أخطاء كارثية أدت لاحقاً لكل ما وصلت إليه أحوال البلد من سوء وعدم إستقرار ..
كانت أولي هذه الأخطاء هي ما تم في عملية سودنة الوظائف حسب إتفاقية الحُكم الذاتي .. فمن مجموع 880 وظيفة كانت 6 وظائف فقط هي من نصيب الجنوبين ، فكان أن شعروا بالغبن الشديد مما كان أحد أسباب تفجر الحرب ، ثم كان الخطأ الكارثي الأكثر فداحةً وهو بإعلان السودان دولة ( عربية .. إسلامية ) فمن المؤكد إذاً ومع كل الفوارق الثقافية والعرقية وتأتي بإعلان الدولة السودانية دولة ذات هوية عربية فأنت بذلك تبني حاجزاً نحو الشعور بالإنتماء الوطني ، فحتماً هذه الهوية لا تُمثل الكثيرين داخل الدولة ، وبالتالي شعر الكثير من بنات وأبناء السودان بالغُربة داخل وطنهم ، ومن المفارقات أن الكثير جداً من الجنود السودانيون داخل الجيش السوداني كانوا من أبناء الجنوب وجبال النوبة وبعض قبائل دارفور والأنقسنا وهم يُشكلون القوة الكبري داخله كانوا يشتركون في حرب فلسطين ومع مصر ضد إسرائيل بإسم العروبة ! ..
توالي تهميش الأقاليم ذات الغالبية غير العربية والإسلامية في الجنوب وجبال النوبة ودارفور والشرق مما جعل كل تلك المناطق هدفاً لغياب التنمية المتعمد، وظل مواطنوها يعيشون كمواطنين من الدرجة الثانية في بلدهم ، ووضح هذا في كل الحكومات التي حكمت البلاد وأنظمة الحُكم المتعاقبة ، لم نري رئيساً من تلك المناطق ولا رئيس وزراء ، وكل الوزارات الهامة في الغالب الأعم كالخارجية والمالية والداخلية كانوا خارجها ، وقس علي ذلك معظم الوظائف العُليا في الدولة، كان هذا حتي قبل أن يتم إعلان التشريعات الإسلامية ، والتي عُرفت إبتداءً بقوانين سبتمبر في عهد النميري ثم بالشريعة الإسلامية عند حُكم الإسلامين وعهد ما سُمي بالإنقاذ ..
كان نتيجة كل ذلك إنفصال الجنوب بعد حرب أهلية إستمرت طويلاً بإضرار وتكلفة باهظة جداً للدولة السودانية ..
ثم توالت الحرب لذات الأسباب تقريباً في معظم تلك الأقاليم ذات العنصر الزنجي ( غير العربي ) ، وقد ساهم النظام السابق الإسلامي بنصيب الأسد فيها وفي تفجُرها وتعميق الهوة بين السودانين .. فشهدنا التطهير العرقي والإبادة الجماعية لشعوب دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق وجنوب كردفان ..
الآن وبعد الثورة التي غيرت كل المفاهيم البالية وفتحت الطريق لعهد جديد للتساوي داخل الوطن ونشر العدالة فيه والسلام ، فإن حتمية أن تنال شعوب هذه المناطق التي عانت التهميش في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق وجنوب كردفان والشرق كل حقوقها المدنية والسياسية وحقها في التنمية والتعليم والصحة وكل الحقوق الدستورية للمواطنة داخل الدولة السودانية .. آن أن يشعر كل فرد داخل هذا الوطن ( السودان ) بالإنتماء الحقيقي له ، وهذا لا يتأتي إلا بدستور يحترم كل حقوق المواطنة المتساوية ، وكذلك تكون فيه الحقوق الفوق دستورية التي تضمن عدم التغول علي هذه الحقوق لاحقاً لكل الأجيال القادمة في سودان حُر وموحد وعلماني وديمقراطي ، متعدد الهوية بالدستور يعيش فيه الجميع سواسية .. لا نرهن وحدته وإستقراره لعقليات لا تُبالي بتفتيته وتقزيمه من أجل مصالحها الخاصة والتي لم تفعل شئياً حقيقياً لتقدمه وإستقراره منذ إستقلاله ..
آن لصوت البندقية أن يتوقف تماماً وأن ينصرف الجميع لبناء البلد وتعميره وتطويره ..
نضال عبدالوهاب
[email protected]
انشاء ساكت ونقه لو عايزين تصلحو الحال اصلحو الاقتصاد بعد داك كل شي بينصلح بطلو نقه
صدقت فيما كتبت
بكل صدق توجد مظالم تاريخية من مستعربينا
لقد أختزلت المشكلة فى الوظائف واعلان السودان دولة إسلامية عربية فهل هذه قضية ، وهل الوظيفة الأن تسمن وتغنى من جوع والذين توظفوا ماذا حققوا لذاتهم ولأنفسهم ، ياخ هذه اشياء لا قيمة لها إذا كان مستوى دخل الأفراد عالى وأظن غياب التنمية والإستفادة من الموارد الكثيرة والمتنوعة فى السودان هى المشكلة الحقيقية لو ان السودان دولة غنية او قل دولة يؤمن فيها كل سودانى قوته ومعاشه وحاجاته الحياتية الضرورية ويحصل فيها على دخل جيد وحياة كريمة فإن ما تثيره من قضيايا تصبح بلا معنى لأن الكل حقق رغباته وتطلعاته وكذلك الدولة لو أقامت مشاريع تنموية ضخمة وعملاقة فإن الحاجة للقوى العاملة من الموظفين تكون ماسة وتكون الوظائف متاحة ومجزية ولا تنافس او واسطات او محاصصات كما نرى الأن ، نحن كلنا بضعة وثلاثون مليون نسمة يمكننا ان نعيش فى السودان فى رفاهية وفى رضى تام ، وتنتفى صفة الهامش التى دمغت بها مقالك ، لهذا كان من باب اولى الدفع والتشجيع للدولة بالعمل على التنمية والنهوض بإستغلال الموارد وحث الدولة على مساندة ومساعدة ودعم الشباب فى كل اقاليم السودان بإنشاء اعمالهم الخاصة سواء مزارع للحيوان والدواجن ومنتاجاتها او الالبان ومنتجاتها وكذلك بمنحهم الفرصة فى الصفقات والعقود الحكومية لأصحاب العمل الناشئين كاصحاب الورش واصحاب الاعمال الحرفية والمهنية الصناعية والخدمية لان ذلك يفتح مجال توظيف لشباب آخرين يمتلكون العلم والمهارات اللازمة لتنفيذ تلك الاعمال وكما انه يدعم القطاع الخاص الصغير والمتوسط للنمو مما يخفف الضغط على التوظيف فى القطاع الحكومة فقط.
نحن كل ما نحتاجه هو ان نخرج من حالة الفقر والضائقة الإقتصادية فقط وعندها لن تسمع بالهامش ولن تسمع بما يثار الأن لان كل الشعب يعيش فى حالة إستقرار وطموح لواقع افضل ، ولتحقيق ذلك يجب ان توضع البندقية جانبا ويتحقق السلام العادل وليس سلام الطمع والمصالح لان لا تنمية بدون استقرار وسلام.
والله البيسمع زنوج وغير زنوج ، بيفكر انو السودان ده فيهو ناس من الشام ولا شمال أفريقيا
ما يانا نحن ديل وانتم سوووود وتعبانيين الطيش
والله الناس السمر وحنطيين ديل الا شويه ناس ذوى أصول.من بره السودان يعنى شويه خلطه من هنا وهناك وناس معايش ساكت واقليه، لا ليهم فى حكم ولا غيرو والتاريخ بيثبت ذلك
اهه الا أكان دارين تقولو الأقباط ديل شويه عددهم أكبر
يا ناس شوفو ليكم حنك وشغله غير الشغله الفارقه دى
قال مهمشين
كدة عايين للسودان ده وقارنو باى بلد والله اتخن تخين مهمش
مقال كلام فارغ و فيها عذر للفاشل البفتش على شماعة هارب من مسؤلية. يقع في جرح عشرات الاف معظمهم عطلة متفلسفين قاعدين في شقق على حساب دعم اجتماعي خارج السودان ما رفعو طوبة في حياتهم لا داخل السودان ولا خارجه. لا دراسة لا شغل. المختصر بفتشو على فرصة يبقو حرامية زي الكيزان على حساب الناس. اتركو البكاء و خلو الدلع و اسعو و اتعلمو و تاجرو و ان شاء الله تجدو خير. الهنود و الأقباط في السودان أقلية و ما عندهم سند قبلي لكن بتوع شغل و همة. عندهم الان شركات و مصانع و تجارة و تعليم.
كل هذه الاخفاقات و الفشل الذي ارتبط بطولة السودانية هي اعراض مرض اسم عدم استمرار الديمقراطية في الدولة السودانية و الذين يتحدثون عن اعراض المرض و يتركون المرض يفعلون ذلك نتيجة لعقلية المدمرة من الانظمة الدكتاتورية او مازالو يعيشون وهم الايدلوجية.