مقالات سياسية

لا دري معنى التقسيم العادل للسلطة والثروة؟

خالد حسن

كلمات لم نسمع بها في الدول العظمى والنظم الديمقراطية .
لماذا لا نطرح ونؤمن بفكرة التنافس الديمقراطي المبني على الخبرة والكفاءة والمؤهلات او المقدرات الذاتية؟
لماذا لم ترتقي الحركات المسلحة وقادة التمرد الجهوي لمتطلبات المرحلة وينخرطوا مع أخوانهم واخواتهم في ربوع الوطن الواحد للخروج بافضل السبل الإدارية والإقتصادية ، والتركيز على إيجاد الحلول .

هي ذات أطروحاتهم السابقة البائدة ، التي لا تعني شيئا ألا لتكريس الإنقسام والتشرذم ، والتصريح العلني باننا مختلفين عن الجمع وتطلعاته وآماله وفقدان الثقة في الآخرين .
في الواقع كنّا نأمل في وقوفهم مع الشعب برمته ومع ثورته ومؤازرتها ومدها برؤى مختلفة ، ودعمها بالحشد البشري والمادي والمعنوي وتحفيز الإرادة السياسية التي أجمع عليها وطالب بها الثوار ، وخرج الشعب بالملايين رافضا سياسات النظام السابق ونهجه .

أما وأن نجد إصرارا على تقسيم الثروه والسلطة ، فهذا أمر غريب وعجيب يضع المطالبين به في خانة الخونة والطامعين ، حيث لم يتبقى لهذا الطرح والفكر ألا عبارة (وتقسيم الحدود) !!

إننا نأسف ونحزن لهذا النهج من التفكير ، والدوران حول فكرة الوطن فريسة لا بد من تقسيمها . لسنا هنا في مقام إعطاء الدروس ولكن هم يفهمون ويعرفون الطرق للحلول الناجعة ، وبكيفية الناي بالوطن من خلافات وعرقلة مصاحبة في ظل هذه الحكومة الإنتقالية أوالحكومات القادمة ، إلا انهم آثروا الدوران في محطة قف تعطيل ، وقف تقسيم واعرضوا عن اية فكرة تسهم إيجابا في الإرتقاء على النحو المتوازن المقبول لدى غالبية الشعب .

مما لاشك فيه إن وسائل الضغط المتبعة هذه ، والتي تفيد بأن هذه الكيانات لا ترضى ألا بما حلموا به ، يبيّن ويوضح بأن التوازن والعدل ، لم تكن المطالب المرجوة كما زعموا ، ولم تكن جوهر الصراع في الماضي !!
فجوهر الصراع الأساسي هو الإستحواذ والتسلط لشخصيات قادة الحركات والفصائل المتمردة وإنشاء إمبراطوريات خاصة بهم مكافأة على رفع السلاح ومحاربة أبناء شعبهم .
قديما قالوا نحن مع الشعب وهدفنا إضعاف وإسقاط حكومة البشير والمؤتمر الوطني . وبعد ذلك ستكون الامور سهلة ، ومعا سنبني الوطن بالطريقة المثلى . ولكن ما نراه هو المطالبة بالمحاصصة ، والتركيز على التفرد بالسلطة الجهوية وتعزيز لخطوات الإنقسام .
الشعب والثوار وكلنا علينا ان مراقبة ورفض هذا النهج الذي ينذر بمؤشرات خطِرة وعواقب وخيمة . فإما وطن واحد يسعى له الجميع ، وإما المطالبة العلنية بالتقسيم المبكر وهو الامر غير المقبول ، عوضا عن الذي يبطنه ويغلفه خونة الوطن والشعب في الكلمات والإجندات المطروحة .

بإختصار عبارة تقسيم السلطة والثورة لا تصلح في ظل الوضع الحالي او المستقبلي . فهي لا تعني سواء إستمرارية الصراع ولكن بأشكال مختلفة والوان متعددة تناوش السلطة المركزية وتشغله في ظل اية وضع .
والنتيجة هي اذا لم يمتثل هؤلاء لمبتغيات الشعب وإرادته القوية ، فالشعب لن يمتثل بممثليه في السلطة لأهواء المقسمين والطامعين .

ولا حديث بعد ذلك . فالطرق والسبل الديمقراطية معروفة ، وأسس العدل والإنصاف مفهومة لدى الجميع ، ولن نحتاج لمن يريد أن يعلمنا لها بطريقته ، ونظرته ، ويطبقها علينا وفق منهجه .

خالد حسن

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. هذه أدبيات الحركة الشعبية التي فشلت في تطبيقها في جنوب السودان و استخدمتها لفصل الجنوب.بدلا من تقسيم السلط و الثروة يمكن ان يكون المطلب التخطيط الجيد والسليم للتنمية لأن التخطيط علم وأداة يمكن بواسطتها وضع الأمور كلها في مكانها الصحيح. الحركات المسلحة و بالاخص حركات دارفور التي انقسمت ل52 حركة ليس لها برنامج قومي لكل السودانيين , يتكلمون عن دارفور , خطابهم جيهوي, لغتهم عنصرية عليه لا تجد بقية السودانيين ينضمون لهم لأنهم لا يطمئنون لهم….في بعض الوقت تحمست للانضمام لأحد حركات دارفور ولكن تراجعت عندما وجدتهم غير متفقين فيما بينهم ولا يهمهم اهلهم ويفكرون فقط في أنفسهم.اذا نخبة دارفور لم تتوحد مع بقية الشعب السوداني لإنقاذ السودان فسوف يفقد السودانيين الوطن كله , علية حتى لا ينفرط العقد ارجو من حكماء وعقلاء دارفور ان ينتبهوا للخطر الماثل بالسودان و يأخذوا زمام المبادرة بالدعوة الى مؤتمر سلام دارفوري فيما بينهم يتوصلوا من خلاله لإرساء السلام في الإقليم لأنهم أدرى باقليمهم من غيرهم..إرساء السلام هو بداية نهضة دارفور و ليس غيره. الخيار الآخر هو إعطاء حق تقرير المصير لكل أقاليم السودان حتى لا تعطل الأقاليم بعضها بعضا.

  2. الموضوعيه ،الموضوعيه، ضروريه و الابتعاد عن التعصب الاعمي و النظر الي مانعانيه و يعانيه السودان و السوداني بصوره سطحيه دون الغوص في اعماقها و تحليلها بنظره ثاقبه لمعرفه الاسباب و الدواعي الحقيقيه وراء هذه المعاناه و التخبط الحاصل في السودان منذ ولادته،،ووضع الحلول المناسبه لها ويتناسب مع دوله بها هذا الكم الهائل من التنوع الذي هو بالتاكيد مصدر قوه و فخر و الذي بفعل ضيقي الافق و فاقدي البصيره و النظره الشموليه للامر البلد صارت مصدر عكننه طوال مسيرتها و سيظل كذلك مالم تغير ذلك النظره؟؟؟؟
    و بما ان تلك السياسات المعوجه و التي سارت عليه السودان فقد عملت علي تركيز التنميه في مناطق محدده و قس علي ذلك التعليم و الطرق و الخدمه المدنيه و التي في وحه نظري لابد يعمل القائمون علي الامر التاكد ان كل شبر من البلاد واي فرد من افرادها يتلقون و يجدون انفسهم في كل ذلك و بالتالي خلاف ذلك سيولد عند النفس احساسا بعدم العداله في كل ما ذكر و بتراكمه عبر السنين ادت الي ما نحن في السودان فيه الان، فلابد من التميز الايجابي لكل المناطق المهمشه خلال سنين التيه و الضياع منذ الاستقلال سواء اكان في الشرق او الغرب او الجنوب او الوسط اينما وجد ذلك الاهمال و التهميش.
    بالتاكيد ،،كل حركات الكفاح المسلح ابتداء من الجنوب و ما تلتها في الشرق و الغرب،، لها دواعي منطقيه و موضوعيه و الذي لايراها و لايتلمسها الا ذوي الافق الواسع الذين يؤمنون بالتنوع و بان المواطنون جميعا عليهم ان يتمتعوا بذات الحقوق فعليا و عمليا ليست علي الورق، و انما في ارض الواقع تحسسها و يعيشها المواطن البسيط اينما كان موقعه في اقاصي اطراف الدوله او في المكز،،،تلك المبادئ و القيم و المثل العليا و الخطوط الحمراء و العقيده الوطنيه كل ذلك سوف يتم الاتفاق عليه و يكون الجزء الاساسي من دستور البلاد،، الامر الذي لم يحدث حين الاستقلال بشكل امثل فنتج تبعا لذلك مانعانيه الان و تعانيه السودان،،، مما ينظر بمزيد من التشرزم و ما انفصال الجنوب ببعيد و ربما الي حرب اهليه ، هذا مالم يتواضع القائمون علي امر البلاد الان و العوده الي الصواب و ما ذلك الامر بمستحيل اذا صدقت النوايا و تجردت النفوس من النظره الضيقه ،،عندها فقد يمكن للسودان ان تنعم بالسلام و الامن و الاذدهار و الرقي،،، وما نموذج رواند ببعيد …….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..