مقالات سياسية

والي ولاية شرق دارفور في متاهته قبل السقوط

محمد حلا

# يسقط بس

(إِنَّ المُنافِقينَ لَكَاذِبُونَ) ذلك كان ردي على صديق شاغلني برسالة مفادها إن المدعو محمد عيسى عليو في التلفزين القومي ذلك لمتابعة اللقاء وإندهش صديقي حين وجدني غير مُهتم .. لست في حوجة للإستماع الي النفاق .. فليس للمنافق سوى مهارات الكذب والضحك على الجماهير بحلاوة اللسان .. وقناعتي إن الكلام الجميل لا يُسدد الديون.. فخريجي مدرسة النظام البائد ذوي كفاءة في علوم الكذب والنفاق يعتقدون بإنهم لا يزالون يستطيعون إستغفال الجماهير ببلاغة الكلام والظهور بلباس الثورية والوطنية والقومية كي يثقِبوا في جدار الثورة منفذاً يدخلهم بالكلام المايع والمساومات والابتزاز الي منصة الثورة والثوار إن إستطاعوا لذلك سبيلاً، ذلك العهد إنتهى مع الكيزان في يوم فض الإعتصام. أخطرتُ صديقي بحسم موقفي بعدم متابعة اللقاء فجماهير شعبنا التي حسمت أمرها مبكراً في كامل حقها في إختيار من تتواثق عليه حاكماً للولاية، وهتفت “لا وصاية” قد عبرت عن أحلامنا .. فصوتنا لهم وسيفنا معهم حتى إسقاط هذا العنصري المفروض على الولاية مسنوداً بوكلاء النظام البائد وأعداء مدنية حكومة الثورة..

سلمية سلمية تعالت بشموخ هتافات ثوار جماهير ولاية شرق دارفور تطالب بتنحي الحاكم العسكري الفاشل الذي حول الولاية الي حاضنة للزواحف وأتباع المجرم أنس عمر وبقية فلول المؤتمر الوطني المحلول فأجبرته الجماهير على الإستقالة .. ولكن وقبل أن تكتمل فرحة الجماهير بإستقالة الحاكم العسكري ، أعلنت حكومة حمدوك تنصيب أحد أعداء الثورة المعروف بسدانته للنظام البائد والموشح بعنصريته، “والياً ” ليكون أكبر خازوق قُصد بتكليفه حماية أعشاش الزواحف في الولاية ولكن.!!!! جماهير شعبنا و شباب الثورة بوعيهم ولجان المقاومة المٌتماسِكة والمُتمسِّكة بحقها الكامل في أختيار من يحكمها قد إتخذت قرارها برفضه بوضوح وأعلنت عدم ترحيبها به والياً .. ليس بسبب إنتماءه القبلي إطلاقاً حتى لا يتخذه السدنة فتنة لشق وحدة الصف الثائر.. بل بسبب إنه عدو للثورة وعنصري متطرف ومعادي لمدنية حكومة ثورة ديسمبر المجيدة وظل وكيلاً لمليشيات المؤتمر الوطني ضد حركات الكفاح المسلح طوال فترة دعمه للنظام البائد.

لن يستطيع دعاة التسامح إستغفال جماهيرنا ولن تسمح لهم الجماهير بفرض محمد عليو والياً بسياسة الأمر الواقع فجماهير الثورة بوعيها تعرف إن التسامح لا يعني المساومة حول المبادئ ولا يعني التنازل عن الحقوق أو التساهل مع المستهبلين والانتهازيين أعداء الثورة. وعي جماهيرنا الثوري يؤمن بأن التسامح هو إتخاذ الموقف الإيجابي الذي يعترف ويقر بحقوق الجماهير في إختيار من يحكمها وبالتالي يجب على خونة الثورة والسدنة عدم الاحتجاج بدعوات التسامح لتبرير المساس بتلك الحقوق أو الإنتقاص منها أو التعدي عليها.

التحية للثوار الذين لسان حالهم يقول .. فليعلم محمد عليو ومن خلفه سدنة النظام البائد بمختلف مسمياته بإن الثورة ثورة وعي .. لا وُدّ لها مع أحدٍ يَجْعلها تُضحيِ بالحقيقة أو تتقاعس عن ما تؤمن به من سبل نضال تراه ضرورياً لحمل رسالتها وإبراز دورها.. فإن الثورة محكومة بنزوعها للنضال السلمي الصارم حتى تفرض إرادتها الشعبية وبمختلف أشكال النضال الممتد والشامل والعميق .. فهتافات الجماهير الثائرة المنجذبة الي شعارات ثورة ديسمبر والمتجددة على نفسها وواثقة بالانتصار على فلول النظام وإسقاط العنصري السدنة محمد عيسى عليو مهما كلفها ذلك من ثمن فرهان الثورة دوما على تماسك جماهيرها حتى سقوط صك الوصاية عليها ثم إختيار من يمثلها لبناء السلام العادل ووترسيخ قيم ومبادئ التعايس السلمي نحو إستخلاص أسس للمستقبل المنشود.

وليعلم هذا الوالي العنصري، الآتي من خارج حدود الثورة ومزاجها ألا يحلم بأن تُوقِع بلاغته في اللقاءات التلفزيونية أو البينية المباشرة، الشقاق بين صفوف الثوار فالغضب المكنون في صدور جماهير هذه الولاية وفي ذاكرة الأيتام، ضحايا عنصريته الدموية ولما تراكم من جرائمهم هو فاعلا رئيسي فيها، سيمنعهم من أن تجد لقاءاته التلفزيونية والاعلامية والترويجية أُذناً صاغية ولا قبولاً، برغم إختلاف مشاربهم وقبائلهم ومنطلقاتهم الفكرية.. فالثوار أقسموا أيضاُ ومجمعون على تحقيق هدفاً واحداً عظيماً هو إسقاط الوصاية ويسقط معها محمد عيسى عليو .. ذلك لأن جميع المكونات الإجتماعية في ولاية شرق دارفور بلا إستثناء قد جَرَحَهُم سيفُ عنصرية محمد عيسى عليو وقتلهم سلاحُ مليشياته ويَتَّمْ إبناءهم وهَجَّرَهم من قُراهم وشردهُم من مزارِعهم .. فاليوم يُوحِّدَهم نضالهم من أجل ولاية معافاة من الصراعات القبلية والعرقية ومُتحررة من الوصاية السياسية ومتسامحة مع نفسها .. على إرادة الجماهير وإعتصاماتها أن تتوحد لتحقيق أهدافها في إسقاط هذا الوالي العنصري المكلف وإسقاط كل الذين يتَخفُّون من خلفِه لتعقيد الوضع الهش في الولاية وفتح أبواب نذر الصراعات الدموية .. الثوار الواعون والمخلصون لن تفرقهم وعود الوالي العنصري الكاذبة بولاية قومية فالعنصري الذي يتملكه ويسيطر عليه لا يؤهله لِصَون القسم الذي أداه أمام حكومة الثورة ليجسم على صدور جماهير الولاية والياً برغم أنفهم.

إجماع الثوار وإلتفافهم حول فكرة إستولاد هوية مدنية حداثية من رحم الصراعات القبلية ضروري لا يجب التفريض فيه لكي لا يفرق بينها فتنة قبلية .. نعلم إن مجموعة من فلول النظام البائد والإنتهازيين من هتيفة محمد عيسى عليو تسعى الي زرع الفتنة بين مكونات الولاية لتفجير الأوضاع المتوترة أصلاً بإستغلال الإختلافات القبلية والخشومبيوتاتية في سعيهم الحثيث لكسر وحدة الصف وإضعاف تماسك الثورة وصلابة الجماهير ..قائد هذه الجماهير ومحركها الثوري هو “حلمٌ عظيمٌ ” مشروع بوالي من إختيارها يقود التغير المنشود لترسيخ قيم التعايش السلمي الضامن لصون كرامة الناس بدون إهانة أو إزلال .. هذا الحلم الكبير هو الذي سيُمْلي على الجماهير تصرفهم ويقودهم نحو الأنتصار.. ويهزم كل دعاة العنصرية والعصبية القبلية الذين يعتقدون بأن المكونات الإجتماعية لولاية شرق دارفور لا يمكن أن تعيش معاً بأمان. !!.

محمد حلا – الرياض
[email protected]
29 يوليو 2020م

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..