عربي | BBC News

لبنان: هل تستدرج إسرائيل حزب الله إلى “حرب” جديدة؟

ناقشت صحف ومواقع عربية التوتر المستمر في جنوب لبنان بين حزب الله وإسرائيل عقب أنباء عن اشتباكات على الحدود منذ يومين، وهو ما دعا إسرائيل إلى الإعلان عن تعزيز قواتها في المنطقة الشمالية.

تساءلت صحف عن سبب عدم وضوح التقارير الواردة وعما إذا كانت إسرائيل تستدرج حزب الله إلى حرب.

وشكك كتاب في الرواية الإسرائيلية عن الاشتباكات، بينما ناقش آخرون الاستراتيجيات الجديدة التي يتبعها كل من الطرفين.

“معركة ضد أشباح”

تقول روزانا بومنصف في “النهار” اللبنانية: “ما حصل في الجنوب قبل يومين من تصعيد لن يتأخر في أن يظهر بوضوح باعتبار أن الوقائع لا تتوقف على ما يعلنه الفريقان المباشران المعنيان، أي إسرائيل وحزب الله، بل على ما تكشفه التقارير المعلوماتية والاستخباراتية والتي تصل إلى كل العواصم المعنية بغض النظر عما يقوله الفرقاء علناً في مواقفهم”.

وتضيف: “التقارير الإعلامية التي توالت وكانت تبث مباشرة عن التصعيد في الجنوب أكدت حصول تطورات من الجانب اللبناني وليس من الجانب الإسرائيلي فحسب. وهو الأمر الذي ترجمه ارتباك داخلي وجد صداه في صمت مطبق بالنسبة إلى مراقبين سياسيين”.

ويتحدث عبد الستار قاسم في “رأي اليوم” اللندنية عن التوتر والخوف اللذان يسودان إسرائيل و”يصنعان معركة ضد أشباح”.

ويقول: “تقديري أن غرفة عمليات شمال فلسطين قد تخيلت معركة يفتتحها حزب الله بهجوم كونيتيا على دبابة صهيونية ويدمره، ويدفع بعد ذلك بمجموعات قتالية تجتاح المواقع العسكرية فيسقط جنودهم قتلى وجرحى وفارين. وهذا تخيل ليس بعيداً لأن حزب الله صنع لهم بحربه النفسية ظلاماً تتجول في ثناياه كل أوهام الصهاينة وتخيلاتهم حول المعارك الدموية القاسية التي سيخوضها الحزب ضدهم”.

“غموض” حزب الله

وفي “رأي اليوم” أيضاً، يشير عبد الباري عطوان إلى أن هذه التطورات تعكس “الاستراتيجيّة الجديدة لحزب الله المتمثلة في ‘نهج الغموض ‘، وعدم الإدلاء بأي تصريحات تفصيلية عن أنشطته العسكرية خاصةً ضد العدو الإسرائيلي، وتصعيد حالة الارتباك في صفوفه”.

ويشكك عطوان في الرواية الإسرائيلية، ويقول: “إذا كان هناك تسلل فعلاً لإحدى خلايا حزب الله جرى رصده واكتشافه من قبل وحدات عسكرية إسرائيلية فلماذا لم يتم إطلاق النار بهدف القتل على هؤلاء المتسللين؟ ولماذا جاءَ القصف الإسرائيلي لمزارع شبعا ‘مسرحياً ‘ ولم يحدِث إلا أضراراً مادية بأحد المنازل الخالية من السكان؟”

ويتابع: “الإجابة واضحة، ولا تحتاج إلى تفاصيل، الجانب الإسرائيلي المرتبك، المرعوب، لا يريد فتح معركة مع حزب الله وفي هذا التوقيت الذي يواجه فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي ثلاث أزمات، الأولى صحية، تتمثّل في فشله في التصدي لانتشار كورونا، والثانية سياسية، تتمثل في الانقسامات الحادة في ائتلافه الوزاري الحاكم، ونزول عشرات الآلاف من المتظاهرين في الشوارع للمطالبة باستقالته، أما الثالثة فشخصية، تنعكس في الملاحقات القانونية التي تطارده بسبب فساده المالي”.

“إسرائيل تستدرج حزب الله إلى حرب”

ويرى منير ربيع في موقع “المدن” اللبناني أن “ثمة قراءة ثانية، تعتبر أن إسرائيل تستدرج حزب الله إلى حرب. والحزب لن يقع في هذا الفخ، لأنه ليس في الوارد. (فهو) حريص على بيئته، ويواجه أعتى الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. وأي انفجار قد يؤدي إلى خسارة مكتسبات كثيرة. الحرب النفسية أكبر من تلك الواقعية”.

ويضيف: “لكن، بلا شك، إن الاسرائيلي الذي يستمر بتهديد الحزب واعتباره يلعب بالنار، والإشارة إلى أن الرد سيكون قاسياً، ويلقي بالمسؤولية على لبنان كدولة. سيتخذ من هذه العملية محاولة لجس نبض الحزب… المسألة تتعلق برد فعل حزب الله. قياس الردّ ومداه، يفترض أن يحدد ما سيأتي في المقبل من الأيام. إما تثبيت قواعد الاشتباك، أو ربما رفضها إسرائيلياً وتنفيذ التهديد بالرد الأقصى، فتتحول قواعد الاشتباك من ضربة مقابل ضربة إلى معركة أوسع”.

“رسائل إسرائيل الى حزب الله”

ويتحدث داوود عودة في موقع بوابة “العين” الإخبارية الإماراتية عن الرسائل التي توجهها إسرائيل إلى حزب الله.

ويقول: “ما بين اطمئنان إسرائيل لحزب الله اللبناني من أنها لا تنوي التصعيد العسكري، وتحذيرها بتدفيعه الثمن باهظاً في حال اختار التصعيد، يبرز بيت القصيد: إني خيرتكم فاختاروا. رسالة العصا والجزرة وجهتها إسرائيل إلى حزب الله عبر طرف ثالث يسود الاعتقاد بأنه الأمم المتحدة”.

ويضيف الكاتب: “وبوضوح، أكدت الرسالة أن سوريا ولبنان ستدفعان ثمن الأهداف الإيرانية. وهو ما تطرق له رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اليومين الماضيين”، مشيراً إلى قول نتنياهو إن “إسرائيل ستواصل العمل ضد محاولات إيران التموضع عسكرياً في منطقتنا. نصرالله يورّط الدولة اللبنانية بسبب إيران”.

وفي تفسير التوتر في الجنوب، تشير بولا مراد في “الديار” اللبنانية إلى بعض المصادر التى تتحدث عن فرضية “استراتيجية جديدة تعتمدها واشنطن وتل أبيب بمواجهة محور المقاومة بعد فشل 3 استراتيجيات تم اعتمادها في السنوات الماضية، لافتة إلى أن استراتيجية القوة الصلبة سقطت في جنوب لبنان عام 2006، أما استراتيجية القوة الناعمة فتم دفنها في إيران عام 2009، وصولاً لاستراتيجية القوة الإرهابية العمياء التي دفنت في سوريا عام 2018”.

وتقول نقلاً عن هذه المصادر “إن الاستراتيجية الجديدة هي استراتيجية القوة الخفية الناعمة المركبة التي تقوم بشكل أساسي على الاغتيالات والاعتراضات كما توجيه ضربات بالسياسة والاقتصاد”.

وتتابع الكاتبة: “إذاً هي المنطقة ككل ترقص على فوهة بركان، فهل يكون رد حزب الله المنتظر ما يدفع بها إلى داخله، أم يكون كالعادة مدروساً وقتصر على ترسيخ معادلة توازن الرعب التي فعلت فعلها عند الحدود الجنوبية مطلع الاسبوع؟!”

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..