غلوطية مفاوضات اللاتفاوض حول (المناطق الثلاثة) : التصريحات (غير الأمينة) لأمين حسن عمر (غير الأمين) الحلقة (1) – (2)

👈إذا أردت -يا هذا ، يا هذه- أن ترى تجسيدا أنموذجيا لمصطلحات (الديموغوغائية ، الديغماتية ، البراغماتية ، الميكافيلية ، النرجسية …) بكل معانيها ومترادفاتها القبيحة من تملق وحربائية سياسية ، وتعصب  للذات وإعجاب باﻷنا ،  وإنتهازية ، نفعية ، مصلحية ، وصولية …إلخ .. فأنظر أمامك ذلك الكائن الخرافي ذا سبعة الألسنة المسمى (مؤتمر وطني) .
👈و إذا أردت -يا هذا ، يا هذه- أن ترى مثالا مثاليا للمفردة المعنوية (تناقض) جسدا حيا يمشي على قدمين ، و يمرح هازئا بين الناس ، فأرجع بصرك كرتين تجاه ما تسمى (الحكومة السودانية) التى هي بلا مراء (حكومة المؤتمر الوطني) ، ذلك الكائن ….
👈 و إذا أردتم -يا هؤلاء- أن تقفو على نقطة إلتقاء وتماهي مدهشة لهذين الكائنين والكيانين فدونكم المدعو أمين حسن عمر -غير اﻷمين- ، و دونكم تصريحاته -غير الأمينة بالطبع- بشأن تعليق المفاوضات في جولتها قبل اﻷخيرة حول المشكل السوداني بمنطقة دارفور ، وإشارات منه (محشوة ومحشورة) عن الأوضاع بجبال  النوبا !!.
👈 بدءا ، قبل ولوجنا إلى (لب) موضوعنا ، و قبل ولوغنا هذا المستنقع الآسن ، دعونا نقف قليلا أمام هذه الدمى والتماثيل والأصنام والأزلام والطواطم التي يدور حولها وفدا -لنقل وفود- التفاوض حول الأزمة السودانية بمناطق النيل الأزرق وجبال النوبا ودارفور  بإسم (الحل الشامل للمشكل السوداني) ، (التفاوض حول قضايا المنطقتين) ، (المنبر المنفصل لقضية دارفور).
⬅ شخصي الضعيف يرى -و أثق أن مئات البسطاء ، خاصة ممن أعرفهم ، يرون- أنه إذا كان ثمة طرف وحيد له الحق الحصري في حسم هذه الغلوطية والإفتاء النهائي بشأن هذه المسارات -غير المتقاطعة في الواقع- : (الحل الشامل للمشكل السوداني) ، (التفاوض حول قضايا المنطقتين) ، (المنبر المنفصل لقضية دارفور) .. هو ، أي هذا الطرف الوحيد صاحب الحق الحصري ، هو شعوب مناطق دارفور ، جبال النوبا ، النيل اﻷزرق ، ليس ﻷن اﻷزمة القائمة بهذه المناطق غير ذات بعد قومي ، وليس ﻷن (اﻵخرين) من بقية أقاليم السودان غير متأثرين أو مؤثرين أو معنيين باﻷزمة .. ولكن فقط ذلك : –
1- أن ظهور أزمة وقيام مفاوضات لحلها ونشوب هذا الجدل حول هذه المصطلحات نشأ لأن هناك أناس من أبناء هذه المناطق ثارو وحملو السلاح في وجه السلطة المركزية الحاكمة وأنهم فعلو ذلك من أجل مظالم ومطالب تخصهم وتخص هذه المناطق إعترفت بها ضمنا حتى تلك السلطة المركزية نفسها وإن لم تسعى بجدية لمعالجتها ، هي أعظم وأنكى و أمر من مظالم ومطالب بقية جهات السودان وبقية القوميات السودانية ، على الأقل في نظر من فكروا في حمل السلاح هؤلاء ، و إلا فإنه كان كل السودان قد حمل السلاح وأسقط السلطة لو كانو يشعرون بذات حجم الظلم .. وبالتالي فإن أبناء هذه المناطق هم من -يفترض- منهم اﻹصرار على أن تكون المعالجات أولا لهذه المظالم والمطالب الخاصة ، ثم يشترك كل السودانيين من بعد ، بما في ذلك أبناء هذه المناطق بالطبع ، لتغيير الشأن القومي العام بجهود متساوية ، لذلك فإن المرء يعجب أيما عجب حينما يسكت أبناء هذه المناطق عن خصوصيتهم أو يوافقون على الحل القومي الشامل .. بينما تصر وتتمسك الحكومة السودانية ومفاوضوها بشعار حصر التفاوض حول قضايا المنطقتبن حسب ميثاق نيفاشا وقضايا دارفور عبر مرجعية إتفاقية الدوحة وهي المفترض -أي الحكومة- أن تتمسك بالحل القومي الشامل وتعالج هذه القضايا دفعة واحدة ، ﻷنها حكومة المركزية السودانية ومسئولة من كل المشكل السوداني ومعنية بحله ، ولا مصلحة لها بأي مكاسب جزئية ﻷي طرف .. وهذا أحد الأنموذجات الحية لتناقضات ومفارقات هذه (الحيكومة). 
2- إن أبناء هذه المناطق ليسو مفوضين ، ولا مستأجرين أو مسخرين ، من بقية الشعب السوداني لقيادة التغيير الشامل نيابة عنه ، وجلب الحرية والديمقراطية والعدالة له.
3- أبناء هذه المناطق هم من دفعو اﻷرواح والأشلاء والدماء والجراح والتشرد والنزوح واللجوء والإفقار والتفكك والتشتت الأسري والإجتماعي .. في سبيل قضاياهم ومطالبهم تلك ، وليس من حق أحد أن يختزل ويتجاهل تلك الخصوصية ويحورها إلى مجرد مطالب وقضايا عامة لم يدفع في سبيلها بعض مكونات الشعب السوداني حتى طعنة شوكة .. اللهم إلا إذا كان هناك من يرى -بعد كل هذا المشوار والرحلة الطويلة في محاولة إثبات الذاتية- إن الدارفوريين وأبناء جبال النوبا والنيل الأزرق ، وهم عناصر زنجية في غالبهم ، لا يزال من الممكن تسخيرهم وإستخدامهم عبيدا للعمل والتضحية والفناء من أجل بقية السودانيين بينما يجلس الآخرون هانئين على كراسى الفرجة والترويح ، واضعين رجلا على رجل ، فقط ليهنأوا معهم بالنتائج ويشاركوهم جنى الثمار وأفراح (سبر الحصاد) لهذا النضال المرير بعد أن كان هؤلاء وحدهم من (دفع دم قلبه) في سبيل ذلك.
أما بقية تناقضات هذه الغلوطية المقيتة المميتة ،
فندلف لها في (مراجعات) التصريحات المتناقضة للمدعو أمين حسن عمر ، عقب تعليق المفاوضات في جولتها قبل الأخيرة ، ذلك التناقض ولغة التنصل والمراوغة والمناورة على النسق المعتاد والمعاد للمؤتمر الوطني ، الشئ الذي يفسر وقوف هذه الأزمة في مكانها كل هذا الزمن.

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..