هيثم لا اتكلم ولا قبض

تأملات
هيثم لا اتكلم ولا قبض

كمال الهِدي
[email][email protected][/email]

? سعدت بانتهاء أزمة قائد الهلال هيثم مصطفى رغم رأيي الثابت الرافض لمبدأ حلول الجودية، لكن يبدو أننا ما زلنا بعيدين كل البعد عن إعمال اللوائح والنظم في حل قضايانا.
? سرني كثيراً حل المشكلة رغم عدم الاقتناع بآلية الحل وذلك لاعتبارات عديدة أهمها على الإطلاق أن البعض أرادوا استغلال تلك الأزمة لتصفية حسابات مع رئيس الهلال البرير وبما يهدم استقرار النادي.
? ولا شك أن أي هلالي مخلص لكيانه لابد أنه يسعد عندما يسود الوئام والاستقرار الديار الزرقاء بغض النظر عن آرائنا الشخصية في مجلس الهلال، رئيسه أو أي من أعضائه.
? هناك من كانوا يتحدون مجلس الهلال ( صديق الأمس) مؤكدين أن هيثم سوف يقول الكثير وكانوا قطعاً يقصدون أن ما سيقوله سيلاقي هواهم ويعصف بالمجلس.
? صحيح أنني شخصياً طالبت هيثم حتى تضح الحقيقة كاملة ونستطيع أن نحكم بعيداً عن الأحاديث المنقولة عن هذا الطرف أو ذاك.
? لكن بعض من كانوا يوهمون الأهلة بأنهم ينصحون هيثم ويشيرون عليه ويؤكدون أنه سوف يتكلم، أرادوا شيئاً مختلفاً.
? فقد كان همهم الأوحد هو أن يتفجر هيثم غضباً بصورة تدفع الجماهير للثورة على البرير ومجلسه.
? ولعل القارئ الفطن قد أدرك ذلك من خلال قراءة ما وراء سطور ما كتبه البعض بعد انتهاء الأزمة بسلام.
? على المستوى الشخصي خلصت إلى نتيجة مفادها أن رأيي القائل بأن إعلام الهلال وراء كل المصائب التي تحل بهذا النادي العظيم وأن هناك من أراد استخدام ورقة هيثم بشعبيته الطاغية لتحقيق أهداف لا علاقة لمصلحة الهلال أو هيثم بها كان رأياً صائباً.
? ومن ما زال يشكك في ذلك ليس عليه سوى أن لكتابات البعض بعد حل المشكلة ويتأملها جيداً وحينها لن يجد أي صعوبة في الخروج بالحكم الصحيح.
? فهناك من جن جنونهم ليسبوا كباراً إن أراد الواحد منا أن ينتقدهم فلابد أن يفعل ذلك بكل أدب، هذا لو كان ما استحقوا النقد عليه مرتبط بالهلال ولا شيء غيره.
? وهناك من حاول العودة سريعاً وركوب الموجة من جديد، لكن بلغة عرجاء لم تكن مقنعة لي شخصياً، لأن التحولات السريعة في المواقف لا تكون في الغالب مقنعة.
? وافق هيثم على الحل الودي واعتذر وهذا أيضاً يؤكد صحة ما ذهبت إليه في هذه الزاوية بأن الخطأ مشترك، والاعتذار ليس عيباً.
? وطالما أن هيثم وهو صاحب القضية- التي زعم البعض أنهم يصطفون معه فيها لكونه مظلوم- قبل بالحل الودي واستئناف نشاطه مع ناديه فـ ” شن دخل القاضي!” كما نقول في عاميتنا.
? انقضى الأمر وفات القطار من أرادوا هدم الاستقرار في الهلال بإصرارهم العجيب على ذهاب مجلس البرير في هذا الوقت الصعب.
? وهو مجلس لم نكن من المهللين له في يوم لكوننا لم نعود قراءنا على التمترس مع الأشخاص أياً كانوا.
? لكن حاجة الهلال للاستقرار تفرض أن ينتظر الأهلة انقضاء فترة المجلس الحالي وبعد ذلك فليقل أعضاء الجمعية العمومية – التي نتعشم في أن تتوسع عضويتها بحلول ذلك الوقت- كلمتهم فيه.
? أما أن يحاول بعضنا جر الناس في هذا الاتجاه لبعض الوقت وبعد أن تتضارب المصالح يحاولون سحب الناس أيضاً إلى الاتجاه المعاكس فهو أمر غير مقبول.
? أميل نحو تصديق الخبر الذي أفاد بأن هيثم رفض استلام مبلغ 500 مليون من مدير مكتب الرئيس، وذلك لأن مواقف هيثم في هذا الجانب لم تكن في يوم محل شك أي منا.
? واستغرب جداً لتلميح البعض بأن عودة هيثم ربما انطوت على صفقة.
? فهيثم معروف بقلبه الحار ومن المستحيل أن يقبل شيئاً من هذا القبيل.
? لكن يبدو أن صدمة من عولوا على الفتى لحل مشاكلهم الخاصة كانت كبيرة.
? وأعرف ما لا يعرفه الكثيرون عن البيت الذي تربى فيه هيثم بحكم علاقة الجيرة والود الذي ربط عائلتينا بمنطقة كرش الفيل العريقة ببحري حتى قبل ولادتي، وأعلم كيف والده مصطفى كرار وجدته لأبيه الحاجة شاية صديقة الوالدة – رحمهم الله جميعاً وأسكنهم فسيح جناته- وبقية أهله كانوا مثالاً للأصالة والاحترام.
? لكن هذه المعرفة القديمة بعائلة هيثم لم تمنعني في يوم عن انتقاده كلما اتخذ موقفاً خاطئاً ولم تدفعني لمحاولة التقرب إليه والتطبيل له لأننا لا نخلط العام بالخاص، ولا نفهم النقد بضيق أفق على أنه استهداف أو انتقاص من قدر الآخرين.
? وأعيد القول أن نجومية هيثم الطاغية وسعي صحافتنا الرياضية لاستغلال هذه النجومية قد سبب له مشاكل عديدة ولو أنه وجد عوناً حقيقياً من أناس يعاملونه كإنسان وليس كنجم يتكسبون من ورائه لربما تغير الحال كثيراً.
? لكن مشكلة الكثير من نجومنا هو التفاف بعض أصحاب المصالح حولهم لتكبير الكوم وهو ما يعقد وضع هؤلاء النجوم ويدفعهم للوقوع في الأخطاء.
? وعندما قرأت بحس الصحفي ما يمكن أن يحدث لسنواته الجميلة مع ناديه من تشويه، خاصة أن عمره في الملاعب لن يطول ناشدته أن يترجل وبرضو لم يستوعب البعض وظنوا أنني كنت استهدفه.
? عموماً ليس غريباً أن يرفض هيثم المبلغ الذي قدم له، فعلاقته بجماهير ناديه لا تقدر بثمن.
? وليت السيد مدير مكتب الرئيس وجه ذلك المبلغ لمن يحتاجونه حقيقة وما أكثرهم في بلدنا.
? مبروك للأهلة انتهاء الأزمة بسلام وبالنسبة لهيثم ما كنا نريد له سوى أن يختم حياته بناديه بالطريقة التي تليق بمن قضى فيه كل هذه السنوات.
? وأرجو مخلصاً أن يستفيد الجميع من هذا الدرس القاسي وألا يعيدوننا لهذا المربع مرة ثانية.
? وعلى مجلس الهلال أن يسعى لحل ِأي مشكلة تواجهه بعيداً عن الإعلاميين إن أراد الاستقرار حقيقة.
? وأهمس في أذن هيثم قائلاً ” أنت من ركض وسكب العرق ومن يتوجب عليه أن يحرص على هذا التاريخ فلا تفكر في شيء سوى ختم مسيرتك داخل ناديك بالطريقة التي تحفظ لك ما قدمته طوال السنوات الماضية.”
? ولا عزاء لمن يحاولون تضخيم ذواتهم وإيهام الأهلة بقدراتهم الخارقة على التأثير في مجريات الأحداث بهذا النادي العظيم.
نقطة أخيرة:
. رغم أنني أنأى بنفسي دائماً عن الكتابة عن الأفراد لأنني تربيت على فهم محدد هو أن تمجيد الرجال لا يليق بالرجال، لكن هالني ما طالعته من إساءات بالغة للسيد طه على البشير، فالرجل كتب ما كتب حول مولود جمال الوالي بصفته الشخصية وليس علينا ككتاب رأي سلطة على علاقات الناس الشخصية.
. تلوين الحقائق ليس جميلاً، فطه لم يتقاعس في مشكلة هيثم بل حاول مع آخرين حلها بأسلوب الجودية الذي أختلف معه.
. المدهش أن ما كتبه طه للوالي بمناسبة مولوده تضمن العبارة التالية: ” التهاني لأهلك.. وكل أصدقاء أبيك هلالاب ومريخاب، وقد قدمت الهلال على المريخ لأني شببتُ وشِبت على حب الهلال، كما أني استشرف فيك طلة فارس لبني هلال من ديار جمال”.
. ورغماً عن ذلك تعرض لإساءات بالغة وأوصاف قبيحة ومزاعم فارغة بأنه بدلاً من الاجتهاد لحل مشكلة الهلال راح ” يكسر ثلج” لجمال وكأن طه أحد من يتسولون رجال المال لكي يجودوا عليه بحفنة من الجنيهات.
. بعض كتاب الرياضة يصرون على شغل الناس بقضايا إنصرافية بدلاً من مناقشة مشاكل الرياضة الكثيرة بجدية، والعجيب أنهم يحاولون من خلال هذه القضايا الإنصرافية خلق بطولات وهمية.
. عموماً ليس ذنب طه إن كان بعضنا عاجز عن القراءة بعمق أو أنه يرغب في التهجم على الآخرين دون مبررات.
. وحتى إن لم يفعل طه على البشير شيئاً تجاه تلك المشكلة فهذا ليس مبرراً للهجوم عليه لأنه لا يرأس الهلال حالياً، وليس من واجباته العاجلة أن يفرغ نفسه لأي مشكلة تطرأ في الهلال.
. المتاجرة بقضايا الناديين الكبيرين صارت ديدن الكثيرين.
. ومن المعيب جداً أن نمنع الآخرين عن التواصل مع من يديرون أو يناصرون النادي الآخر وفي نفس الوقت يستمتع الواحد منا بعلاقات مع كتاب ذاك النادي، بل يجد منهم كل الدعم والعون.
. وكرة القدم ليست حرباً بين هلالاب ومريخاب، ولا أدري كيف تتعامل الكاتبة التي كتبت ما أنا بصدده مع أفراد أسرتها من مناصري الأحمر.. هل تحاربهم ولا تخالطهم وترفض أن تجلس معهم في طاولة واحدة أم ماذا؟!
. اتقوا الله في أنفسكم وبلاش استهبال.

تعليق واحد

  1. دكتور كمال تحية طيبة

    انتظرناك بعد موقعة الجمل ( اهلي * بطيخ ) لتحدثنا عن الولادة المتعسرة ومضاعفاتها ..

    وعن فارس دار جعل واخوانه ودورهم في تلك الولادة….

  2. تبارك الله … هكذا تكون الكتابة بشرف و عمق … ” كأهلة ” نستدفع عنك العين و الحسد بالبسملة و المعوذتين .

  3. المجد للبرنس معشوق الجماهير من قال لأ فى وجه من قالوا نعم
    البرير رفض الأنصياع لرغبة جماهير الهلال العظيمة و (انبرش ) برشة عدوك امام رغبة الحاكم.
    التحية لجمهور الهلال التى تقابل الابداع بالعشق والعطاء بالوفاء.
    البرنس امير الملاعب ومللك القلوب ورمز العطاء (الكفر بسألنى منك وامسياتنا فى شوق اليك )
    البرير يهدى الرئيس فوز الهلال على انتر كلوب
    وجماهير الهلال تهدى البرير مدحة اولاد الماحى (بريدك يا البشير )

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..