مقالات سياسية

السياحة المورد المهمل (3)

النور حمد

تخدم البنية التحية المتطورة للدولة السياحة بصورة تلقائية. لكن ربما تضطر الدولة في بعض الأوضاع أن ترفد ما هو قائمٌ من بنية تحتية، بالقيام ببعض الإضافات التي يحتاجها قطاع السياحة على وجه الخصوص، مثال: إيصال الطرق المعبدة إلى المواقع السياحية المهمة. وعمومًا فإن البنية التحتية المتعلقة بالمواصلات داخل السودان لا تزال متخلفة جدا. وقد لا يدانيها في التخلف سوى بنيات أقطار قليلة في إفريقيا جنوب الصحراء. وبما أن السودان بلدٌ شاسعٌ فإن تخلف بنياته التحتية في جانب المواصلات، يصبح أكثر فداحة. لم تستثمر حكوماتنا الوطنية المتعاقبة في قطاع الطرق السريعة استثمارًا يذكر. فبلادنا إلى الآن، خلو من طريق مزدوج واحد. بل، إن أكبر مدينتين رئيسيتين متقاربتين فيه، كالخرطوم ومدني، لا يربط بينهما طريق مزدوج، رغم كثافة حركة التنقل بينهما. فالطرق التي جرى تشييدها سيئة التنفيذ، غير معتنى بها من حيث الصيانة، وما أكثر ما تجرفها الأمطار في فصل الخريف. وما أكثر ما تنهار الجسور على هذه الطرق بفعل السيول. ولعلها تكون من أخطر الطرق على وجه البسيطة.

لقد لعب الفساد دورًا رئيسيا في رداءة الطرق. فما يكتب من مواصفاتٍ على الورق شيء، وما يجري تنفيذه على أرض الواقع شيءٌ آخر تماما. ولا نحتاج لذكر ما آلت إليه الخطوط الجوية السودانية في بلد هو من أكثر البلدان حاجةً لشبكة طيران داخلي واسعة، كثيفة الحركة. يضاف إلى ذلك أن الناقل الوطني (سودانير)، الذي تعد نظيراته لدى كثير من الدول أحد أهم وسائل الترويج السياحي، قد أوشك أن يصبح عندنا أثرًا بعد عين. الشاهد أن هناك ارتباطًا عضويًا بين تقدم البنية التحتية للمواصلات في الدولة التي تخدم التنمية الاقتصادية العامة، وبين اتساع فرص الاستثمار في مجال السياحة. فالأخيرة تتسع وتزدهر بناءً على اتساع الأولى، والعكس بالعكس؛ فتخلف الطرق ووسائل المواصلات ينعكس سلبًا على فرص الإفادة من مورد السياحة.

يأتي في المرتبة الثانية في البنية التحتية المتعلقة بالسياحة انتشار الفنادق والموتيلات والشقق الفندقية، والاستراحات بصورة متوازنة، وبجودة في تقديم الخدمة في جميع أرجاء القطر، خاصة في مناطق الجذب السياحي. وقد انتشر في العالم، مؤخرًا، نتيجة للقفزة التكنولوجية الهائلة إيجار البيوت الخاصة، أو جزء من البيت الخاص، عن بعد، باستخدام تطبيقات مختصة في هذا المجال، مثال: Airbnb. وهو تطبيق معلوماتي جديد ينبغي رفع وعي المواطنين به. فهو يوسع من جانب البنية الفندقية في القطر، بالجهد الشعبي. ومن جانب آخر فهو وسيلة جيدة لرفع دخول الأسر. وعلى خلاف الفنادق، فإن ضبط الجودة في خدماته تتولاه الجهة صاحبة التطبيق عن طريق إفادات المستأجرين. فهو تطبيق شبيه جدًا بتطبيقات التاكسي مثال: Uber وLift، وترحال وغيرها، ولكن في مجال إيجاد سكن مؤقت.

لقد أضر نظام الإنقاذ بالاقتصاد ضررًا بليغًا، بحكم تسببه في العزلة الدولية للسودان نتيجة لسياساته الخارجية الرعناء. وقد انعكست هذه العزلة سلبًا، وبصورة تلقائية، على فرص السياحة في البلاد. ويمثل تعذر دخول السودان مجال استخدام بطاقات الائتمان للدفع المؤجل، بسبب المقاطعة الأمريكية، واحدةً من الكوارث التي تسببت فيها الإنقاذ. فالناس في جميع أنحاء العالم أصبحوا لا يحملون معهم من النقود، إلا القليل جدًا، ويعتمدون، في الدفع، بصورة رئيسية، على هذه البطاقات الإلكترونية، التي أصبحت مقبولة في جميع أنحاء العالم. لذلك إن إعادة السودان إلى حضن الأسرة الدولية تترتب عليها أمور جوهرية شتى، لن تنهض البلاد اقتصاديا بدونها.

(يتواصل).

النور حمد
صحيفة التيار 2 أغسطس 2020

‫2 تعليقات

  1. بالتأكيد عدم وجود طرق قومية تواكب الاستاندر العالمي يصل من خلالها المواطن او السواح الي اي بقعة بالسودان تكون سلبا علي السياحة وتحرك السياحة الداخلية وتحرك
    المواطنين في ارجاء الوطن بسلاسة وسهولة له الأثر الكبير في دفع عجلة السياحة
    كذالك فتح المعابر والمطارات للزوار الأجانب واتاحة تأشيرة الدخول في المعابر والمطارات
    دون الحصول علي تأشيرات مسبقة من السفارات والتي في بعض الأحيان لبعض مواطني
    الدول الأوربية والأمريكية تأخذ اسابيع ، والغاء تأشيرة الخروج تساهم كذللك في دفع عجلة السياحة ، إلغاء بعض من القوانين ستساهم كثيرا في ترغيب وتنشيط السياحة
    وحكاية ممنوع الاقتراب او التصوير والتي تم اعتقال كثير من السواح في العقود السابقة
    جوار مقرن النيلين وغيره يجب إلغاءها تماماً
    وأخيرا لابد من إيجاد شراكة استراتيجية مع بعض الشركات العالمية لتنشيط السياحة ونقل
    الخبرات ناهيك عن ماسلف ذكره بالمقال من وجوب انشاء البنيات التحتية من فنادق وموتيلات وشاليهات يجد السايح فيها ضالته من ناحية السعر والاستجمام
    وكان في الماضي يأتي الغواصون لبورتسودان من اوربا عبر مطار القاهرة والآن يذهبون
    الغردقة والتي لأستبعد كثيرا من بورسودان
    اضافة لحظيرة الدندر ووجوب تطويرها ولا يتم هذا بصورة احترافية الأعبر شراكات لتطويرها
    حتي ولو مع لعض المنتجعات بكينيا وغيره
    ناهيك عن سياحة الأوربيين لمناطق الاثار ومن عدم توفر حتي استراحات مؤهلة غير الخيام
    الخ
    ونامل ان بتم فتح الأبواب بصورة جادة وشفافة للقطاع الخاص وجلب الاستثمارات الأجنبية
    والشراكات الاستراتيجية بنظام البوت وغيره

  2. حقيقة ، طريق مدني الخرطوم تم بواسطة المعونة الامريكية وتم رفض فكرة توسيع الطريق خوف من انزال الامريكان طائراتهم ، وتم استبعاد الكباري بعد اكتمال كبري القوات المسلحة لانه مافي حاجه وبرضو بقروش الامريكان ، طريق بورتسوان بقروش الشيخ زايد مرتين ، طريق يربطنا بمصر ما تم الا قبل اربع سنوات ، طريق الانقاذ الغربي تاخر وانضربت القروش ويجي واحد يقول لك البلد زمان بخيرها ، بلد تشحد من سنة دو

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..