في الأمسية التي خرجت فيها من السجن وضع أخي عبد الله عباس أمامي أطباقا من اللحوم البيضاء أكلت منها كميات تجارية لانه لم يسبق لي قط ان شبعت من لحم الدجاج، وبعد قليل قالت لي زوجته: شايفة لحم الارانب عجبك!! أرانب شنو؟ قالت لي ان اللحوم التي هرستها لحوم أرانب. وفورا عوووك عااااك، حتى اصبت بفقدان السوائل.
بعد أيام قليلة من التحاقي بشركة الاتصالات القطرية قدم لي زميل كيسا قال إنه يحوي مأكولات بسيطة، وفتحت الكيس في البيت أمام المدام والعيال فعلت الصرخات: واي.. سجمي.. ووب علي، فقد كان الكيس يحتوي كائنات تشبه الدود ولها شنبات وتخلصنا منها فورا، وبعد أيام سألني الزميل لعل الروبيان نال رضاك فسألته أي روبيان؟ فقال الذي اعطيتك إياه في كيس، والمصريون يسمونه الجمبري، فأخبرته بأنني تخلصت منه فانفجر وقال: يا متخلف فعلا اللي ما يعرف الصقر يشويه، فقلت له بالعكس نحن نيليون متحضرون ولا نأكل حشرات البحر.
في عام 2016 كنت وزوجتي مسافرين الى المانيا انطلاقا من الدوحة وكان من المقرر ان نتوقف في مطار الدمام لخمس ساعات، ومصادفة، وقبل السفر بساعات تلقيت اتصالا هاتفيا من صديقي الدكتور حسن الجاسر الذي كان وقتها مدير مكتب الأمير محمد بن فهد ولما علم بحكاية التوقف الطويل في الدمام قال انه سيرتب لنا البقاء في صالة ملكية طوال فترة الانتظار، وقد كان. دخلنا صالة رهيبة كنا فيها وحدنا واتصلت بصديقي علاء الطيب الذي يعمل في أرامكو وجاء وانضم الينا ثم جاء شبان فلبينيون آخر قيافة وهم يدفعون أمامهم عربات يد مذهبة ووضعوا أمامنا في طاولة الطعام أطباقا مغطاة بعناية ورفعنا الأغطية وصرخنا مبتعدين عن الطاولة فقد كانت اطباقا من “الكربة” عناكب البحر الضخمة (لوبستر) ذات مخالب وانياب مرعبة، وعلى استحياء قلنا لهم ان ثلاثتنا نعاني من حساسية من المأكولات البحرية فنظروا الينا بازدراء واتوا الينا بعد قليل بشرائح لحم بقري.
وبعد هذه التجارب المحرجة فقد أعلنت كامل الولاء والوفاء للفول الذي ما خاب ظني فيه قط طوال سنوات عمري ال39 (قال احد الخبثاء: معلوم.. شطبت من عمرك سنوات حكم الكيزان ال30 😆😆 )
جعفر عباس
جعفر عباس من الكتاب القلائل الذين عندما يحكون عن تجاربهم الخاصة لا تحس أنه يتفنجر أو يستعرض … أنه ساخر أصيل و كوميدي مزمن