الثورة السودانية … تضحيات وأحلام في مهب الريح
الوضع في السودان يتدهور لينتقل من سيئ إلى أسوأ ، ومن الواضح أنه بعد سقوط السفاح البشير هناك جهات لا يعجبها الحكم المدني المستقر فقامت بتأجيج الصراع القبلي ، حيث انفرط عقد الأمن والأمان وأطلَّت نذر الحرب القبلية التي ربما تقود إلى حرب أهلية شاملة لا سمح الله . تقول التقارير الواردة من غرب دارفور إن حوالى خمسين الف تركوا قراهم في هجرة جماعية من إثنية المساليت المتهضة عريقيا ، بعد أن انتشرت أعمال القتل على الهوية وساد الانتقام العشوائي والانتقام القبلي .
من سوء حظ السودان أن هناك صراعاً دولياً وإقليمياً على تحديد مصيره ، فهناك قوى تسعى لتعزيز نفوذها داخل السودان ، وكل طرف من هذه الأطراف المتصارعة يحاول جعل السودان ساحة لتصفية الحسابات ، مما يزيد التوتر داخل الدولة السودانية الملتهبة . الدواء الناجع لداء السودان هو التسامح والاعتراف بالاخر ، وعلى السودانيين أن يدركوا أن بوسعهم مواجهة طوفان الفتنة قبل أن يجرف الجميع . طريقة الانتقام والحقد ستعصف باستقرار السودان .
الحكومة الانتقالية انزلقت الى الطريق الاعوج والخطير بدون شك ، سجلت خلال فترة وجودها عدم قدرتها علي ادارة الدولة السودانية ، حيث استخدمت الكوزنة ضد كل من ينتقدها ، هؤلاء يمثلون أسوأ صفحة سوداء في تاريخ السودان . السودان اصبح غارقاً في الازمات والمشاكل وخاوياً بالافلاس المالي . خاوياً من دولة لها قوام الدولة ، سوى هيكل شبحي بدون روح . السودان يئن من الطعنات القاتلة ، غارقاً بالعواصف والزوابع المدمرة ، حيث اصبح خادماً ذليلاً الى الامارات والسعودية .
الطيب محمد جاده – باريس