من دهاليز بيروت

ياسر عبد المقتطفات من روايتي – نهاية أمنجي-
بداية حياتي العملية تنقلت كثيرا بين الشركات واضافت الى هذه الفترة الكثير ومن ضمنها واجملها عملت في دار للنشر وصاحب الشركة لبناني وسمحت لي الفرصة ان أزور لبنان وكانت بعد الحروب الدامية المدمرة…فعرفت المتعة والجمال والطرب والجبال والغابات…
لقد كانت أجمل بلاد العرب … البلاد صغيرة والناس في غاية الأدب والذوق والنظافة والأناقة لا أحد يعرف عدد المطاعم الصغيرة في لبنان وعلى الرغم من أنها صغيرة فهي جميلة أنيقة أما الخدمات التي يقدمونها لصاحب الجلالة السائح فلا أول لها ولا آخر .
اللبنانيون كلامهم حلو ومجاملون ويعطوك إحساس انهم اصحاب الذوق ..
قد تختلف مع التاجر اللبناني أو المحامي أو الطبيب عندما تلتقي به وقد يناقشك ساعة على مائة ليرة ولكنه في الليل يدعوك إلى عشاء ينفق عليه ألف ليرة !
كنت أتعجب من صاحبي هذا يختلف مع الناشرين على النسبة التي يستحقها المؤلف عن كتبه وتكون النسبة شئيا متواضعا . وتكون المناقشة طويلة ويكاد أن يأتي بأولاده بملابسهم الممزقة دليلا على أنه لا يكسب منك أستمع لذلك بكل إندهاش وأنا مشبع بسجية أهل الجزيرة الطيبين (قبل التلوث) عندما أنظر لملابسه وإلى سيارته وإلى مجوهرات زوجته وأناقت بناته ولكنه لا يكف عن الشكوى وعن البكاء!!! شئ عحيب
فإذا دعاك اللبناني في بيته ليلا فأنت في قصر به خدم وحشم وإذا بالطعام فاخر وفي غاية السخاء وإذا هو إنسان آخر ألطف وأظرف وأكثر مجاملة وإذا بزوجته غاية الشياكة والأناقة فما معنى ذلك ؟ معناه أنه كتاجر لا بد أن يكون شاطرا ولا بد أن يغلبك فإذا ذهبت إلى بيته فأنت ضيف عليه ولك كل الإحترام ومن أجلك تهون كل الأشياء .
بعد الحرب الأهلية الأولى هاجر الكثير من اللبنانيين نسبة للدمار والخراب الذي حل بها وهجرة اللبنانيين للعمل بنجاح وبراعة في أماكن كثيرة من الدنيا وفي نفس الوقت لديهم جميعا الإستعداد لعودة إلى بلادهم وحتى لأولادهم يغرزون فيهم هذه الروح الوطنية ويتحدثون أمامهم بكل خير عن وطنهم ورغم نجاحهم العظيم في كل مشاريعهم في قارات العالم
وزيارتي كانت بعد حرب اسرائيل عام 2006 مباشرة فرغم الدمار كل محلات في بيروت تعمل , وكل دور السينما وكل الكازينوهات وترى في المحلات اللبنانية صور حفلات فخمة وترى الوجوه الضاحكة والصحة والعافية, الصلابة والحيوية والشموخ . تجد المطاعم اللبنانية في كل العواصم العالمية.. فأينما ذهبت في أرض الله الواسعة لا تحتار كثيرا أسأل عن المطعم البناني سيدلوك عليه هذا ما درجت عليه في كل رحلاتي ..وفي أوروبا إنهم أوربيون وفي نفس الوقت لبنانيون وفي أفريقيا هم كذلك لبنانيون مائة في المائة فالمطاعم نظيفة أنيقة والطعام وطني والموسيقى والزبائن كلهم لبنانيون وأجانب واللبناني لم يذهب إلى مطعم غير لبناني ولم يدعو أي شخص في مطعم غير لبناني وهو فخور بذلك وأنت راضي في النهاية
لن يمضي وقت طويل من حرب تموز الحرب الإسرائيلية على لبنان 2006″ وشهدت لبنان دمارا واسعا وحرقت كل شئ ولم يبق شئ ولكن لقد إستعادت لبنان جمالها وأبهتها وفخامتها فالذين عادوا من لبنان أخيرا يقولون إن لبنان قد عاد إلى سابق جماله رغم التوجس والخوف من الحرب السورية التي أطلت برأسها على لبنان ..
السؤال الذي يحيرني ويحير الكثيرين من أمثالي لبنان دولة فقيرة تقدم خدمات جليلة للزائر وللمواطن فليس لها موارد طبيعية كمواردنا نحن وإنما مصادر خيراتها كلها الإنسان صاحب الفندق الذي يقدم لك الراحة والمتعة والجمال في أجمل صورة وصاحب التاكسي الذي يتعامل معك بلطف وحسن ضيافة وصاحب المطعم الذي يقدم لك الطعام في أبهى صورة ونظافتة والمغترب الذي همه الأول والأخير بلده وهم كُثر وتحويلاتهم وإستثماراتهم ضخمة للغاية لأنهم محترمون في وطنهم
فعندما يذهب السائح إلى قبرص عينه على بيروت يذهب إلى تركيا وعيونه أشد حزنا على بيروت مهما ذهب السائح الذي زار بيروت لن يترك بيروت فهي في قلبه … فهي في قلبي … وهناك أعداد كبيرة جدا من الأجانب سودانيين وغيرهم يعملون في لبنان في هذا البلد الصغير بموارده ومساحته … ولبنان ليس استثناءا في العنصرية لكن عن نفسي لم اجد هذ العنصرية لكن سمعت عنها قد تكون لكن لزيارتي القصيرة لم اعرفها . حفظ الله لبنان وأهله
ياسر عبد الكريم
[email protected]
الفرق انه لبنان قريب من أروبا ونحن قريبين من أجهل بلدان أفريقيا، السبب انه لبنان بلد قديم في المدنية (رغم الاقتتال الطائفي) ونحن عبارة عن مجموعات قبلية أتت بها الظروف إلى منطقة (الخرطوم) كانت ايام المستعمر عبارة عن مدينة حديثة وتجمعو فيها وبعد خروج المستعمر جعلو منها نموذجاً القرى التي اتو منها، السبب ان اللبناني له تطلعات في الحياة في مظهرها ونحن ناس نقبل أن نلبس اي شي وتاكل في أي حتة حتى فوق الواطة، السبب ان اللبناني يحب المظهر لأنه يعرف تأثيره ونحن لا نعرف لا نعرف ما هو المظهر حتى.