لقاء مع الأستاذ سليمان صندل الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة السودانية والقيادي بالجبهة الثورية ? أضواء على الواقع ?

صديق فضيل

مدخل?.

تحية عطرة لمشاهدي برنامج أضواء على الواقع في حلقته الخامسة والتي نستضيف فيها عبر الإسكايب الأستاذ سليمان صندل الامين السياسي بحركة العدل والمساواة والقيادي بالجبهة الثورية السودانية..

أستاذ سليمان نتيح ليك الفرصة لتحية متابعي البرنامج

بسم الله والحمد لله رب العالمين، أولاً نشكر للأخوة القائمين على برنامج أضواء على الواقع على استضافتهم، وأحي الشهداء والشرفاء القابضين على جمر القضية الآن، وكذلك أحيي النازحين والنازحين واللاجئين، وكل الشعب السوداني الصابر، والأمل على عاتق الشعب السوداني في الفترة القادمة للمساهمة بشكل كبير في ثورة التغيير، وأنا في سعادة كبيرة لإتاحة الفرصة لمخاطبتهم عبر هذا البرنامج.

1-مؤخرا تصاعدت وتيرة الأحداث السياسية وخصوصاً فى الشهريين الماضيين، هل يمكن أن نتعرف على الأسباب و ما هى المآلات التى تتوقعونها ؟

هناك عمل عسكري وسياسي كبير متصاعد في كل الجبهات، لأننا في الفترات السابقة من تاريخ الثورة ظللنا نعاني بشكل كبير من تمزّق وتشتيت المعارضة، والتي كانت بعمل كل مكوّن فيها على حِده من غير تنسيق أو جسم يجمع بين المكونات. الآن تم التنسيق وبناء الجبهة الثورية السودانية، وكانت هذه خطوة كبيرة وإنجاز تاريخي في مسيرة المعارضة السودانية، وإلتأم الجسم السلمي والعسكري تحت مظلة واحدة، فالوحدة مدخل رئيسي لتغيير نظام المؤتمر الوطني، وبدون وحدة قطاع المعارضة السلمية والعسكرية والشعبية، وقطاعات الشباب والمرأة لا يمكن أن نتمكن من إسقاط النظام، وفي تاريخ الثورات، لا يتم إسقاط الأنظمة إلا بمشاركة الشعب لأن هذا المشروع ليس ملك لأحد أو مجموعة معينة إنما هو مشروع وطني. فإنجاز الوحدة، والتي يمكن أن نصفها في الوقت الحالي بالوحدة النسبية، لأن حتى هذه اللحظة هناك بعض أجسام المعارضة خارج هذا الكيان ولديها تحفظات، لكن نتوقعها في الفترة القادمة أن تكون وحدة شاملة وعندئذ يسقط النظام تلقائياً. أيضاً من الأسباب التي أّدت إلى تصاعد وتيرة الأحداث السياسية، هي الوضع الإقتصادي داخل السودان والذي يمكن أن يوصف بالسيئ جداً، مما إنعكس على طفح الغلاء، والشعب السوداني يعاني من أجل الحصول على لقمة العيش، وكذلك إستشراء الفساد في كل دواوين الدولة، علاوة على الفساد الأخلاقي، مما يعكس انهيار النظام في الدولة، وانتشار المخدرات في المجتمع وتعاطيها من قبل نسبة من الشباب، لأن هذه الفئة تعد أساس المجتمع، فأصبحت مستهدفة من قبل المؤتمر الوطني، فبدل التركيز على برامج إجتماعية هادفة تستفيد منها هذه الفئة المهمة، تم توجيه وزارات الحكومة جلها لمناطق الحرب وترك المجتمع لهذه الآفات. كذلك البطالة في الفترة الحالية أصبحت مُعضِلة كبيرة أمام قطاع كبير من الشعب السوداني، وكل هذه الأسباب جديرة لتحريك موجة التغيير والعمل السياسي والمعارض النبيل في السودان، لا توجد حلول سحرية غير التصعيد الذي ذكرناه من أجل التغيير والوصول بالبلاد إلى بر الأمان.

سبب آخر للتصعيد الأخير هو استمرار الكبت والقهر الممارس من قِبل حكومة المؤتمر الوطني، وتقييد الحريات الصحفية، والإعتقالات المستمرة والتي أدت الى إمتلاء سجون النظام بالشرفاء من أبناء وبنات السودان. الحِراك القائم هذا الايام سوف يؤتي أُكله إن شاء الله، والتغيير التاريخي المشهود أضحى قاب قوسين أو أدنى.

المآلات كالاتي:

هي إرساء أسس الديمقراطية والسلام والحرية والعدالة، لأن التضحيات التي قُدِمت من قِبل الشعب السوداني كانت جسيمة جداً، وكل الشعوب التي ناضلت وقاتلت وضحّت كان الانتصار نصيبها و٩٠٪ من الثورات التي قامت على هذا النحو إنتصرت، ونحن إن شاء الله ليس لنا سبيل سوى النضال من أجل التحرر من الظلم والقهر.

هناك تآكل داخلي في نظام البشير، لافتقادهم لمنهج عادل، ولفقدانهم لبرنامج وطني مُلم، فأقبلوا على التناحر فيما بينهم، واصبح نظامهم مجموعات متفرقة، تريد كل مجموعة الاستيلاء على ما تبقى من أموال الشعب المنهوبة.

وأيضاً نحن متفائلون بالصوت القوي الصادر من معارضة الداخل، ويمكن أن يلتئم العمل معها بالكامل في الفترة القادمة لتكون وحدة شاملة لقوى المعارضة. كل هذا وتجد موقف الصادق المهدي مغايراً، فقد كشف عن موقفه المُخذي، والتاريخ الذي لايرحم سوف يسجل له ذلك. فقد قام بتوجيه أتباعه بالقتال في صفوف النظام ضد الجبهة الثورية السودانية. فهذه المواقف الهزيلة تزيد من تماسك المعارضة للمُضي قُدُماً للإنتصار. أما باقي المواقف من الشباب والمرأة والرعاة والمزارعين والعمال وكل الشعب السوداني على قلب رجل واحد للوصول الى غاية التحرر من الكبت والقهر.

خارجياً اصبح الحديث عن الجبهة الثورية إيجابياً من قِبل المجتمع الدولي، وتغيرت اللهجة من المطالبة بإصلاح داخلي للنظام الى تفهم الوضع الجديد الذي أدى الى تبدل موازين القوة السياسية والعصيان المدني الذي يطالب بتحول ديمقراطي كامل.

2- وثيقة الفجر الجديد هل يمكن بحق أن تكون حلا لمشكلة السودان؟

وثيقة الفجر الجديد إجابة على الكثير من القضايا، أولها مسألة الهوية، وهي من المعضلات التي لم يُخاض فيها من قبل، فقد تمكن الوثيقة من الوقوف عندها بالتفصيل، أيضاً مسألة علاقة الدين بالدولة وكان رأي الوثيقة واضحاً بعدم إستغلال الدين في السياسة بالشكل الذي المريع الذي مارسته حكومة البشير طيلة فترة حكمها. كذلك تحدثت الوثيقة عن العدالة الإنتقالية بشكل واضح ومؤسس يؤدي إلى إرساء أُسسها بحيث يحاسب كل من ارتكب جرائم في حق الإنسانية وفي حق الشعب السوداني سواء في محاكم وطنية أو دولية. من القضايا المهمة قضية الثروة والسلطة معيارها هو الكثافة السكانية ولابد من التمييز الإيجابي؛ تم ممارسة التمييز السلبي على مرّ فترة حكم البشير باستخدام العنصرية والتقتيل والتشريد والظلم المستمر، فما كان منّا الى التركيز على التمييز الإيجابي بالنسبة للمناطق التى عانت من حروب النظام الطويلة ومثال لذلك الشرق، وكردفان والنيل الأزرق ودارفور. أيضاً تم طرح مسألة مهمة جداً وهي مسألة الحقوق و الحريات الأساسية وهي من القضايا الجوهرية التي لم تطبق في السودان بسبب طول فترة حكم الأنظمة الدكتاتورية الذي أدى الى فقدان الحرية السياسة في البلاد، فلأول مرة يوجد بند واضح ينص على أن القوانين الداخلية يجب أن تتضمن قوانين الحقوق الدولية المتعلقة بالقوانين المدنية والانسانية و الاقتصادية والاجتماعية وأن تصلح جزء من النظام القانوني الداخلي. فهذه نقطة مهمة جداً، والآن أحد أكبر المشاكل التي تواجه القضاء في السودان والمحاكم الجنائية هي الفِصام التام بين القوانين المحلية والدولية. لذلك تجد محاولة تغيير القوانين من قِبل وزارة العدل بين الفينة والأُخرى، وتارة ما يقولون نحن نحترم القانون الدولي، وتارةً أُخرى يقول النظام أن السودان غير موقع على المواثيق العدلية الدولية، فالوثيقة إجابة على هذا اللغط، بالربط بين القوانين المحلية والدولية، ولم تكن هذه عملية سهلة، فبنفس المستوى هناك بند آخر ينص على الآتي: في حالة صدور أي قانون أو مرسوم أو أمر يتناقض مع شؤون حقوق الإنسان المدنية والسياسية الدولية، فهذا يؤدي إلى بطلان هذه المراسيم أو القوانين.

أيضاً من القضايا الرئيسية هي حقوق المرأة السياسية والمدنية والإقتصادية، وتحدثت فيها الوثيقة بشكل مُفصّل، ويجب أن يكون دورها طليعي في كل المجالات للوصول الى المساواة بين الرجل والمرأة بدون أي تمييز.

تم إقرار مبدأ الوحدة الطوعية، ورمزت الوثيقة للسكان في هذا البند بشعوب الأقاليم، لابد أنهم هُم من يبِتّوا ويقرّروا حياتهم السياسية من خلال مؤتمر دستوري لكل هذه الشعوب، ومن ثم أن يقرروا كيف يُحكم السودان. والخيار الأول والأخير راجع لمجموع شعوب الأقاليم. لا يمكن للمركز أن يُملّي على الأقاليم طريقة الحكم فيها. وقد تختلف طريقة حُكم إقليم من آخر، على حسب قرارات المؤتمر الدستوري لذلك الإقليم.

المواطن يحدد سياسية المركز وليس العكس. الشعب السوداني مسكين، حتى الآن لم يبُت في مصيره السياسي، وتم تحوير هذا البند من قِبل النظام وترهيب الناس منه من انه بند إنفصالي لتفتيت البلد وهذا كلام عارٍ من الصِحة. الخلاصة من هذا البند هو حق الشعب لتقرير مصيره السياسي والإقتصادي والإجتماعي وهو من يختار النظام الأمثل لحكم نفسه، لا توجد جهة عندها الأحقية لمنع الشعب من تقرير مصيره أو تكون ذات وصايا على السودان.

فالوثيقة صالحة وذات أساس متين جداً يمكن أن تكون بداية لحُكم السودان.

3- ماهو مدى تماسك مكونات الجبهة الثورية سياسياً وعسكرياً وكيف تتصدون لمحاولات النظام المستمرة لتفتيت الجبهة الثورية وإضعافها؟

نظام الإبادة الجماعية في الخرطوم مُتخصص في تفتيت وتشتيت المعارضة وهي سياسة إستعمارية معروفة وهي سياسة فرق تسُد, وهذا التفتيت يتم على جميع المستويات من تفتيت النسيج الإجتماعي و المكون الإقتصادي والقوى السياسية للشعب وطال هذا التمزيق حتى المجال الرياضي على مستوى الُفرق الرياضية, لأنه يعرف جيداً ? أي النظام- أن إستمراره بالقتل والسحل والتشريد والكبت والقهر والدمار المستمر مرتبط ومُعتمد إعتماداً كلياً على تفتيت الشارع على كل المستويات حتى يسهل له الإختلاء بالمتفرقين, فأي وحدة على مستوي القرية أو الريف أو حتى ?الحلة? بكسر الحاء تشكل خطورة كبيرة على وجود نظام الإبادة الجماعية.

الحمدلله نحن في الجبهة الثورية لنا تجربة سياسية ثرَّة في التعايش مع كل المكونات السودانية وجمعنا تجاربنا الفردية هذه ?كحركات- في الجبهة الثورية لتكون بوتقة تصب في مصلحة الإنصهار القبلي والتمازج العرقي , وأن الجبهة الثورية الآن تمثل أيقونة لنضالنا ولكفاحنا المرير وتضحياتنا الجسيمة والمستمرة , وهنا يحضرني أن أُحيي مرة أخري كُل أهلنا في معسكرات اللجُوء والنزوح ولجنودنا البواسل المُرابطين في خنادقهم والقابضين على جمر القضية, وأُذكِّـر أن مايقدمونه الآن هو شئ كبير ولايقدر بثمن فهم تركوا أهلهم وزوجاتهم وأبنائهم وجاءوا يقدمون مُهجهم مهراً لإنتصار القضية, فهم شباب شُجعان جداً يتقدمون الصفوف ويقاتلون هذا النظام عن قناعة بالنصر الأكيد والمحتوم وهذا يتطلب من الشعب الوقوف معهم والشد من أزرهم لتحقيق الغايات المنشودة في إسقاط هذا النظام الغاشم الباطش وكل إمكانيات الدولة الآن مسخرة لحماية أنفُسهم.

لدينا قناعة راسخة في الجبهة الثورية بأهمية العمل الجماعي الذي يفضي بالضرورة إلى نتائج آنية ملموسة ومرجوة, فمن المستبعد إن لم يكن من المستحيل أن يتمكن النظام من تفتيت مثل هكذا جبهة. وهذا الترابط الوثيق بين مكونات الجبهة إنعكس في العمل العسكري الأخير في كردفان ودارفوروحتى الشرق والعديد العديد من المناطق الأُخرى وهذا أدى إلى هزائم متتالية لمليشيات النظام وهذه المليشيات في حقيقة الأمر محاصرة الآن وتنتظر مصيرها المحتوم.

هناك معلومة مهمة يجب الإشارة إليها هنا وهي أننا لانحارب الجيش السوداني بل نحارب نظام المؤتمر الوطني ومليشيات وعصاباته المُغتصبة, لأننا نعلم أن هناك الكثير جداً من الشرفاء في الجيش السوداني والشرطة والأجهزة الأمنية الأُخرى ممن ليس لهم يد في مايحدث وليس لهم علاقة بالمؤتمر الوطني وهم في النهاية جزء من الشعب السوداني المقهور والمكبوت وهم يُحصلون أرزاقهم, فليس من الحكمة معاتبة هؤلاء بأنهم لماذا لم يأتوا وينضموا إلى صفوف الثوار, فلهم ظروفهم التي نتفهمها إلى حدٍ بعيد.

4- كقانوني نريدك ان ترد على تساؤل من الناحية الانسانية . كيف ترد على من يريد تشويه صورة الجبهة الثورية برميها بالاتهامات التي تتعلق بإنتهاكات يُوهم النظام بها الرأي العام والشارع السوداني؟

هذا مايسمى بالحرب النفسية والحرب الإعلامية, وقد حدثت حادثة من قبل تؤكد صرف النظام مبالغ مهولة في الكذب والتلفيق الإعلامي فعندما إعترض بعض المهنيين والشرفاء على تلك الميزانية تصدي المجرم عمر البشير ودافع عن وزير إعلامه بقوله أنهم طوال سنوات حكمهم إستطاعوا السيطرة على البلاد بالكذب والتلفيق والتضليل الإعلامي وتمادى بقوله أن هذه الميزانية ضئيلة ويجب زيادتها للإمعان في تضليل الشارع السوداني. ويتبدى هذا الفساد الإعلامي في تقديم رشاوى لعدد كبير جداً من الكُتاب الصحفيين والقنوات التلفزيونية لتضليل المواطن والترويج لإشاعات باطلة وتفوقوا على ?هتلر? في ذلك بكل ?جدارة?.

لكننا أيضاً متفائلون جداً بأن المواطن أصبح يعرف الحقائق وبالتالي عليه أن يقوم بدوره في تمليكها للآخرين بكل الوسائل (إتصلات , رسائل نصية, انترنت ,?..) حتى نُعري هذا النظام الفاسد, نحن نعلم أن إمكانياتنا الإعلامية ليست بالمستوى المطلوب ولكننا في نفس الوقت نبذل أقصى مابوسعنا لإيصال رسائلنا للشعب السوداني, وفي الجانب الآخر اعتقد أن الكل في الداخل والخارج كمجتمع دولي ومنظمات إقليمية وإنسانية أدركت تماماً مدى إفك نظام البشير وأكاذيبه.

5- برنامج الجبهة الثورية برنامج قومي يُعنى بكل السودان ويرمي إلى إسقاط النظام , نريدك أن ترسل رسائل تطمين للبعض الذين لازالوا ينظرون إلى الجبهة الثورية بعين الشك والريبة؟

كل مايروجه المؤتمر الوطني عن الأوضاع الإنسانية في المناطق التي تسيطر عليها الجبهة الثورية هي كلها أكاذيب وإشاعات مغرضة ودعايات رخيصة . فما يقوله المؤتمر الوطني لايمكن أن يقبله عاقل فكيف لنا أن نستهدف أناساً نحارب من أجلهم ولماذا نبدد طاقاتنا ومقدرات الجبهة في إستهداف الأبرياء و المال القليل الذي نمتلكه نوظفه في إسقاط نظام الإبادة الجماعية, لذلك اعتقد ان هذا الإدعاء ينفي نفسه بنفسه , ونحن نعرف عدونا جيدا انه المؤتمر الوطني ومليشياته وعصاباته, لذلك هذه الخطرفات ليس لديها أي قيمة.

وكرسالة تطمين أُخري نرسلها لجماهير الشعب السوداني الأبي نؤكد أن قواتنا الثورية إكتسبت خبرة كبيرة خلال سنوات الثورة منها الخبرة السياسية والعسكرية وبالتأكيد كيفية التعامل مع المدنيين وتاريخنا يشهد بذلك, عندما دخلت قوات حركة العدل والمساواة السودانية الخرطوم لمس المواطن البسيط كيفية تعامل قوات الحركة معه بل أنه أخرج كاميراته وبدأ يُصور عن قُرب لحظات الإنتصار تلك بدون أي خوف لأنهُ شعر أن قوات الثوار ستحميه وتؤمنه وليس كما يروج نظام الإبادة الجماعية.

وهناك شئ آخر مهم جداً وهو ان كل جنود الحركة على كل المستويات دخلوا دورات تدريبية في حقوق الإنسان والقانون الدولي وكيفية التعامل في المناطق المدنية وكيفية التعامل مع المواطن وكيفية إختيارا الأهداف العسكرية . فعضوية الحركة يومياً يستمعون إلى مُحاضرات مُكثفة في حُقوق الإنسان وذلك راكم الكثير من الخبرة في خلال كل هذه السنين وعرفوا جيداً معنى الحرب وقوانين الحرب. لذلك كل حديث في هذا الشأن من قبل النظام مجرد تشويش في طريق الثوار.

6- حدثنا عن البرنامج الثوري للجبهة وظرف نشوء الثورة؟

لنأخذ مثلاً قضية دارفور, القضية في الأساس أو المشكلة الأساسية في المركز وليس دارفور والقضية قومية بالدرجة الأُولى, لذلك أول ما قامت الثورة كان هدفنا قومياً وليس إقليمياً في دارفور وحسب, لأن حل المشكلة السودانية يعني حل جميع مشاكل السودان بما في ذلك دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق و الإقليم الأوسط والشرق, لكن النظام أبى إلا أن يجر الناس جراً للحرب ورفض كل سُبل الحوار للخروج بالسودان من أزماته المُزمنة وأمعن في التقتيل والإغتصاب والتشريد والتنكيل فلم يترك خياراً آخر غير مقاومته.

والحقيقة لأهل دارفور الشرف أن تنطلق شرارة الثورة من عندهم وتحملوا ومايزالوا يتحملون ثمن الثورة وأهدافها لكل أهل السودان وليس لدارفور وحسب, وهذا العمل الذي أقل مايوصف به أنه وطني وتاريخي يقض مضاجع النظام ويغيظه جداً لذلك تجده يحاول جاهداً تقزيم القضية وتصويرها بأنها محلية وما إلى ذلك وهنا تتجلى عُنصرية وتعالى وعنجهية النظام في أبشع صورها ويرفضون تماماً الإعتراف بالآخر . ولكن بعد كل هذه الفترة من النضال أعتقد أن الحقيقة أصبحت واضحة للجميع وهي أننا نناضل من أجل السودان كله بدون أي تمييز ليتحرر من هذا الطاغوت العنصري البغيض .

ونظام الإبادة الجماعية في حقيقة الأمر يروج لتقسيم البلاد إلى قبائل وجهويات ويسعى بكل قوة لهتك النسيج الإجتماعي ليتناحر الناس وينشغلوا عن إسقاطه, وقصة أن هذا شمالي وهذا جنوبي وهذا كذا ?. أنا في إعتقادي هذا كلام فارغ وليس له أي قيمة ولن تتمكن قبيلة مهما عظُمت من حكم السودان, والعالم الآن أصبح يتكلم عن المواطن الدولي وهو العكس تماما ممايستميت النظام لتطبيقه في بلادنا الحبيبة. لذلك أعتقد أن المواطن أصبح يدرك تماماً أنه ليس هنالك أي قرار سياسي في دارفور أو كردفان أو النيل الأزرق بل القرار كله في الخرطوم. لذلك نؤكد أننا نُعادي فقط النظام في الخرطوم وليس أي قبيلة أو جهة أو تنظيم .

ونحن في الجبهة الثورية جهة مسؤولة ونعرف جيداً معني النضال ونعرف جيداً تاريخنا وليس لنا أي رغبة في الإنتقام من أي جهة , ونعرف جيداً أن الشعب السوداني في كل مكان ليس له أي علاقة بما يجري من جرائم , نحن نعرف جيداً من إرتكب هذه الجرائم ونعرف ايضاً من دمر هذا السودان, ونحن نخاف الله سبحانه وتعالى ولم نأتي من كوكب آخر فنحن جزء من الشعب السوداني أبناء أسر معروفة, وحديثهم عن تخوفات من تجاوزات إنسانية هذا حديث ليس له أي قيمة وهو يعبر عن إستعلاء عرقي وهو في حد ذاته عنصرية مقيتة تجاه الثوار وأفضل تعبير عن هذه الحالة هي أن ?كل إناء بما فيه ينضح? , لأنهم يقصفون ويقتلون يغتصبون الأبرياء لذلك يعتقدون أن الجميع مثلهم, وعندما ينتصر الشعب السوداني سنُعلمهم كيف تكون الإدارة وكيف يكون التسامح وكيف أننا سنقود هذه البلاد إلى بر الأمان, وسنعلمه حتى هذا الدين الذي شوهوه, وشوهوا القيم الإنسانية وشوهوا السودان وشوهوا حضارة السودان وشوهوا حتى قيمنا الموروثة.

نحن ندرك جيداً مواطن قصورنا وهي إيصال صوتنا للشعب السوداني وكنت أتمنى أن يصل هذا اللقاء لكل مواطن حتى يعلمون كُنهنا ولو كان لدينا إعلام يوصل المعلومة للمواطن يوم بيوم وساعة بساعة لكُنا إستطعنا أن نوقف أكاذيب النظام في وقتها ونُملك الحقيقة للمواطن ولكننا مع كل ذلك نُعول كثيراً على وعي وإدراك الشعب السوداني.

7- كثُر الحديث في الآونة الأخيرة عن قرب دخول قوات الثوار إلى الخرطوم, مامدى صحة هذا الحديث , وهل أنتم فعلاً قادرون على ذلك أم أنها فقط ورقة ضغط تستخدمونها لإجبار النظام للجلُوس معكم في طاولة المفاوضات ؟

والله في تقديري أنك لو سألت أي مواطن بسيط عن حقيقة هذا الأمر سيؤكده لك وسيقول لك أن هذا الكلام صحيح , لأنه ببساطة الثوار لديهم تجربة سابقة في الخرطوم وهي ليست مسألة صعبة أو بعيدة , والأهم من ذلك هو أن الشعب السوداني أصبح مُهيئاً لإستقبال الثوار حتى يتم التلاحم بين كل مكونات المعارضة السلمية والمُسلحة والجماهيرية . أُؤكد للشعب السوداني الحُر انه لدينا القدرة بحمد الله وفي النهاية النصر من عند الله سبحانه وتعالى .

ولدينا قناعة راسخة أننا أناس مظلومين ومقهورين ومُهمشين وأن الله سينصرنا على أعداءنا في نهاية الأمر . وساعة النصر آتية لامحالة, ونحن مُقتنعين تماماً أن السبيل الوحيد لإسقاط النظام هو الخرطوم, وكل الإشتباكات الأُخرى هي معارك جانبية تُمهد للمعركة الحاسمة في الخرطوم والديل على ذلك أن أرض المعركة تغير ومعركة أم روابة الأخيرة (301 كيلومتر من الخرطوم) خير دليل على ذلك, وأصبحت المعارك على بعد مرمى حجر من الشيطان في الخرطوم, ونُريد ان لاتستغرق المعركة الفاصلة زمناً طويلاً وسوف تكون في المكان المعلوم والمعروف وهو القصر بإذن الله حتى ننتهي من هذه القصة , لأن هنالك مجموعة من الشرذمة والقتلة هم سبب مشاكل السودان كُله, ونحن قادمون ولسنا لوحدنا ومعنا الشعب السوداني بكل قواه المدنية والشباب والطلاب والنساء والرعاة والمزارعين ونحن كجبهة ثورية وكل الموجودين بالمهجر وسيكونون كلهم يداً واحدة وعلى قلب رجل واحد ليدخلوا الخرطوم وسيسقطوا النظام لنبدأ سوياً في بناء وطن سالم معافي متطور.

شكراً الأستاذ سليمان صندل ? الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة السودانية ? القيادي بالجبهة الثورية.

تعليق واحد

  1. وأصبحت المعارك على بعد مرمى حجر من الشيطان في الخرطوم,

    أقترح أن تبدأ الـ 100 يوم من غرّة شهر رمضان لتنتهي في العاشر من ذي الحجة ليتزامن رجم الشيطان في منى والخرطوم في يوم واحد .

    الجبهة الثورية تتفق على اسقاط النظام فقد وبعده ستتفرق أيدي سبأ ليطبق كل حزب أجندته . فهم متفقون ظاهرياً ومختلفون مخبرياً . ( تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ) . ربنا يصلح البلاد والعباد .

  2. حكومة البشير والفاسدين لم تسقط با البندقية وكدة تكون خدمتوها تجلس اكثر الشعب وطلوع الجماهير الى الشارع هو الزى يسقط الحكومة

  3. والله ياخوانا انا عمرى ماوثقت فى الحكومات الباقية والاتية لانهم كلهم بخططو لمصالحهم ويقولو ليك مصلحة الشعب كم وكم من حكومات ماشفنا فيها اى حاجة غير تحريش الشعب وعندما يفوزهم يرمو بيه عرض الحائط بالشلوت القديم وبعد يلبسو مركوب الدهب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..