إثيوبيا ومكر القفز على حقوق السودان التاريخية في النيل

ليس ثمة غرابة أو دهشة حول رفض (الجارة) إثيوبيا توقيع اتفاق ملزم بتمرير حصص محددة من مياه سد النهضة لدول المصب؛ فقبلا عمدت إثيوبيا لاستغفال السودان وملء سدها بطريقة أحادية دون الاتفاق أو الرجوع لدولتي المصب السودان ومصر.. وبرغم التضارب ومحاولات إنكار الملء إلا أن المؤكد والثابت أنها احتفت داخليا وشعبيا بالملء الأولي لسد النهضة.
إثيوبيا التي نتغنى بها صباح مساء وننعتها ب(شقيقة بلادي) نكاية في الجارة مصر (أخت بلادي) عندما حانت لحظة مصالحها لم تلتفت للجانب السوداني ولم تكلف نفسها بتنبيه الجانب السوداني (ولو تحت الطربيزة) للتحسب لموسمه الزراعي وتوخي سلامة سدوده أو جفافها حتى..
كما لا يعدو تشدق إثيوبيا وتصريحاتها الاخيرة بالتزامها بمراعاة مخاوف دول المصب من حالات الجفاف التي قد تحدث في المستقبل، وأنها تتحسب لذلك، وتضع اعتبارا للتعامل مع تلك الحالات، لا يعدو كونه انقلابا على إعلان المبادئ الموقع بين السودان ومصر وإثيوبيا عام 2016، علاوة على أنه ابتزاز ونية مبيتة لخنق السودان والتحكم في مصيره وقراره بسلاح الماء والعطش..
ولا يحتاج فهم ذلك إلى كثير حصافة فمقولة إثيوبيا أن “تقاسم المياه لا ينحصر بين الدول الثلاث، وإنما هناك دول حوض النيل التي يجب أن تكون طرفا فيها” -في إشارة إلى اتفاقية عنتبي- يعني أن أديس أبابا تنوي تقليل حصة السودان المائية التي أقرتها اتفاقية 1959، وتعطيل التنمية فيه لتنهض هي وتمد نفوذها على طول المنطقة وتقوم بدور إقليمي السودان أحق به؛ بحكم الموارد والموقع الاستراتيجي.
الحقيقة المؤسفة جدا أننا كسودانيين نتعامل دوما مع الحالة الإثيوبية بعاطفة اللون وتماهي الثقافات والحدود الجغرافية والسكانية حتى..
جمال الإثيوبيات و(دنانش) وترديدهن لأغانينا بطريقة نطقهن المكسرة المصحوبة بهز الأجساد وانتفاض الأكتاف هي القوة الناعمة التي تسكر بها أرض اكسوم العقل السوداني، وتعميه عن رؤية مصالحه ومستقبل أجيال حرب المياه القادمة.
كل من يظن أن أبي أحمد وقبله ديسالين وملس زناوي يحبون السودان ويضمرون له الخير وحسن الجوار فهو واهم بامتياز؛ فالحقائق والوقائع التاريخية تثبت أن إثيوبيا أرض الهضبة والحجارة ظلت على الدوام تطمع في سودان السهل المنبسط، وأن دوافع إثيوبيا كدولة توسعية قديمة قدم مملكة أكسوم الحبشية التي غزت جزيرة العرب بقيادة أبرهة وأحفاده أمثال الإمبراطور عيزانا الذي قضي على دولة مروي، ومنليك الذي استولى على جبال بني شنقول المشهورة بالذهب مستغلا انشغال الخليفة عبد الله التعايشي بصد الغزو الإنجليزي المصري..
الاعتداء المتكرر على منطقة الفشقة التابعة لولاية القضارف يقرأ أيضا في سياق تلك التوسعية الإثيوبية، والعبط كل العبط أن نظن أن الاعتداءات هذه تقودها عصابات الشفتة بدون علم ومباركة ودعم القوات الإثيوبية التي ترى في المكان سهلا خصيبا يوفر الغذاء على الأقل لآلاف الأسر الإثيوبية.
إن لم نع هذه الأطماع ونتصدى لها فقريبا جدا ستكون هذه المنطقة مدعاة لمغالطة تاريخية ونزاع بين الطرفين، وستظهر حين ترسيم الحدود نوايا المكر وشعار عدم الاعتراف باتفاقية عام 1902 التي جعلت منطقة الفشقة ضمن الأراضي السودانية.
محمد علي العوض
[email protected]
كاتب المقال ما عندك سالفة شكلك عندك ارتجاج في المخيخ بتاعك. أثيوبيا يا غبي الان ملأت السد بتاعها للمرحلة الأولى . هل النيل توقف ايها الغبي ؟ كلا كلا لم يتوقف بل فاض أكثر من فيضان 1988. حتى لو أثيوبيا بنت سد تاني على النيل الازرق برضك السودان ما حيتأثر بل يستفيد أكثر وأكثر حتى لو الحبش ما أدونا كهرباء برضك مستفيدين بنسبة 100% وإذا ادونا كهرباء تكون خيرين جزاهم الله خيراً.
وصفي بالغباء ليس حجة لك.. كن موضوعيا في ردك
عندما بلغت منتصف المقال او دونه اعرضت عن المواصلة وزهدت، ولم اشك اطلاقا انك مصري مدسوس او سوداني عميل
انا سوداني وأفتخر.. لا خنت ولا سراق وصمي بالعمالة والارتزاق يشير إلى أنك لم تقرأ جيدا وغير متابع حتى لآخر تطورات الموقف الإثيوبي في المفاوضات.. أسأل الله أن تبصر وتفارق عماك
ما هذا الهراء؟
آرنا عكس الهراء إذن وماهو صحيح
عندما وصف كاتب المقال السودان بدولة المصب لم يخالجني شك ان المقال مدفوع الجر..