مقالات سياسية

لا سلام يتحقق في السودان 

الطيب محمد جاده

تعددت جلسات التفاوض بين سارقي الثورة وطالبي المناصب بلا جدوى، ولو اجتمعوا مليون مرة أيضاً تكون بلا جدوى، ونتيجة مفاوضات جوبا توحي بأن التفاوض سيكون أيضاً وأيضاً بلا جدوى . يتسبب بهذه (اللا جدوى) في واقع الأمر عاملان رئيسيان، الأول أن التفاوض من اجل السلطة والمناصب وليس الوطن والمواطن.

أما العامل الثاني فيتعلق بالضمير الكل منهم يدّعي الضمير وبأنه يمثل الشعب السوداني وأنه الأحق بالسلطة والمناصب ويصر على هذا الرأي حتى لو أدى إلى عرقلة المفاوضات . لاشك بأن هناك عوامل أخرى ثانوية ساهمت وستساهم في إفشال المفاوضات، لكن العاملين المذكورين أعلاه هما الأكثر جدّية وفعالية، وبزوالهما يمكن الحديث عن احتمال نجاح مفاوضات توصل السودان إلى بر الأمان وتحقق للشعب السوداني مطالبه التي ثار من أجلها.

من الناحية النظرية يجب أن تكون المفاوضات بين طرفين ، معارضة ونظام ، معارضة تُمثّل إرادة السودانيين وتتمثل مطالب ثورتهم وتحمل أخلاقها بشفافية صارمة، وتُهمّش مصالحها الشخصية وتضع نصب عينيها مصالح الوطن والشعب، ونظاماً انتقالياً يُمثّله اشخاص وطنيين هدفهم مصلحة الوطن اولاً وضمان المشاركة في مستقبل السودان ونظامه المقبل، لتكون النتيجة بداية مرحلة الاستقرار وانطلاق عجلة الحياة من جديد.

قد لا تناسب هذه المفاوضات الثنائية الحالة السودانية المُعقّدة، التي تتنازعها القوى السياسية والعسكرية ، والكل يريد أن يهيمن على قرار الطرف المقابل من طاولة المفاوضات، ولهذا ستكون السلطة أكثر تماسكاً مقابل تشرذم الساسة، وعليه ستتعرض أي مفاوضات للفشل نتيجة هذا التعقيد.

لا أحد عاقلاً ينظر بجدية أو اهتمام إلى استمرار المساعي الهادفة الي سلام دائم في السودان ، لكن المهم هي مفاوضات وهمية لا تؤمن بأن السلام الشامل هو بداية الحل لمشكلة الدولة السودانية ، وبأن انهيار عملية السلام يعني فتح الصراع على الساحة عقوداً طويلة مقبلة.

أنا شخصياً لا أنظر الي المفاوضات الجارية الان في جوبا ان تحقق سلاما حقيقيا ، انما هي مراوغات وتضيع للوقت .

الطيب محمد جاده
[email protected]

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..