ثلث فتيات تونس تحت تأثير المخدرات

معدلات الادمان على المواد المخدرة تشهد ارتفاعات متلاحقة منذ ثورة يناير مع دخول التونسيين في موجة تحولات اجتماعية وسياسية كبرى.

ميدل ايست أونلاين

الفتاة التونسية تعاني من ضبابية في رؤية المستقبل

تونس – أظهرت دراسة ميدانية حديثة أن 30 بالمائة من فتيات تونس مدمنات على مختلف أنواع المخدرات وأن هذه النسبة ترتفع لدى الطالبات بالمعاهد الثانوية وبالجامعات لتبلغ 40 في المائة مقابل 60 في المائة لدى الذكور.

ولاحظت الدراسة التي أصدرتها وحدة علوم الإجرام بمركز الدراسات القضائية الحكومي أن نسبة الإدمان لدى الشباب بصفة عامة ارتفعت بنسبة 70 في المائة مند ثورة يناير 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس زين العابدين بن علي.

وعلى الرغم من أن ظاهرة استهلاك المخدرات لم تعد تصدم المجتمع بحكم انتشارها لدى العديد من الفئات الاجتماعية إلا أن المؤشرات الإحصائية التي توصلت إليها الدراسة بخصوص استفحال الإدمان على المخدرات في صفوف الفتيات والأطفال دفع بالأخصائيين الاجتماعيين إلى إطلاق صيحة فزع مطالبين السلطات بـ”وضع خطة شاملة” لمكافحة الظاهرة وعدم الاكتفاء بالحلول “القانونية العقابية”.

وأكدت الدراسة أن “نسبة المتعاطين للمخدرات بمختلف أنواعها لدى المراهقين والشباب تبلغ 60 بالمائة بين الفئة العمرية 13 و18 سنة، بينما تقل نسبة التعاطي تدريجيا بين الفئات الأكبر سنّا حيث تعد 36.2 بالمئة بين 18 و25 سنة.

غير أن الدراسة أشارت إلى أن نسبة الفتيات المدمنات على استهلاك المخدرات بمختلف أنواعها ارتفعت خلال السنوات الثلاث الماضية لتصل إلى 30 بالمائة مقابل 12 بالمائة قبل ثورة يناير.

وترتفع هذه النسبة في صفوف الطالبات لتبلغ 40 في المائة حاليا مقابل 10 في المائة فقط قبل الثورة.

ولاحظت الدراسة أن مادة الحشيش والتي تسمى في تونس “الزطلة” هي “أكثر المواد المخدرة استهلاكا بنسبة 92 بالمائة تليها المواد المستنشقة (23.3) بالمائة يليها الكوكايين بنسبة 16.7 بالمائة والهروين بنسبة 16 بالمائة”.

وأرجع الأخصائيون في العلوم الاجتماعية انتشار المخدرات لدى الفتيات إلى “حالة التفكك الاجتماعي والإحباط واهتزاز الشخصية” الناجمة عن التغيرات الاجتماعية الكبرى التي يشهدها المجتمع التونسي.

وقال أستاذ العلوم الاجتماعية بالجامعة التونسية لطفي منيف إن “المجتمع التونسي يشهد مند ثلاث سنوات تحولات كبرى ومتسارعة أدت إلى إرباك شخصية التونسي وخاصة المراهقين والفتيات”.

وأضاف منيف “إن الفئات الهشة هي الأكثر عرضة للإدمان” مشددا على أن “الإحباط الذي تعيشه الفتاة التونسية نتيجة انسداد الآفاق وعدم وضوح المستقبل أمامها خاصة في ما يتعلق بالتشغيل يعد الدافع القوي إلى الإدمان”.

وترافق ارتفاع استهلاك المخدرات في تونس بصفة عامة مع حالة الانفلات الأمني حيث نجحت “شبكات منظمة” في اختراق فئات اجتماعية محافظة.

وترتفع نسبة المدمنات من الفتيات في الأحياء الشعبية لتصل إلى 60 بالمائة من مجموع المدمنات بينما تنخفض إلى حدود 20 في المائة لدى الفئات الميسورة وهو ما يؤكد أن الفقر والشعور بالحرمان يمثلان أرضا خصبة لانتشار ظاهرة المخدرات حتى أنها طالت 12 بالمائة لدى أطفال لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات.

وتختلف المخدرات المستهلكة حسب الوضع الاجتماعي حيث تنتشر مادة “الزطلة” في الأحياء الشعبية مثل حي التضامن الذي يعد أكثر من 500 ألف ساكن وتبلغ نسبة الفقر فيه 60 بالمائة فيما تصل البطالة إلى أكثر من 70 في المائة وهي أرقام تتكتم عنها السلطات.

أما في الأحياء الراقية فينتشر استهلاك الكوكايين والهيروين مثل حي النصر الواقع شمال تونس العاصمة الذي تقطنه الفئات الميسورة.

وطالب رئيس الجمعية التونسية للوقاية من تعاطي المخدرات عبد المجيد الزحاف السلطات بـ”وضع خطة شاملة” وعدم الاكتفاء بالإجراءات العقابية، مشددا على أن “العقاب بالسجن” لن يحل المشكلة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..