مقالات وآراء

نطالب القراي بمنهج للحكومة

طاف بذهني وأنا أتناقش مع أحد أصدقائي حول فكرة تختصّ بمنطمة الحي سؤالا هاما ، لماذا لاتركّز لجنة د عمر القرّاي المختصة بصناعة مناهج سودان الثورة بمثل هذه التجربة التي تمثّل نموذجا لتجارب كثيرة تعمل داخل الوطن وظلمها الاعلام لانشغاله بالصراعات والإنصرافيات المختلفة .
قبل أقل من عام تنادى مغتربو حي الوحدة والعشر حول كيفية أداء ضريبة الحي في حملة قادها الأستاذ محمد نور تمخضت عن إتصال جيل نهايات الألفية الماضية المنحدر من الأحياء العريقة الواقعة ضمن تشكيلة الأبيض الغربية ، والأبيض الغربية هي أصل المدينة الذي تمدد بفعل النمو السكاني الطبيعي نحو مختلف الاتجاهات الأخرى التي تشكلت منها مدينة عروس الرمال بشكلها الحالي .
أجيال الزمن الجميل ( 1960-1989 ) ، هي الأجيال الممسكة بكل تفاصيل المشهد الحالي تطوعا كان أو منصب ، وهم النسبة الغالبة التي تتشكل منها مختلف قيادات الأطياف السياسية المتباينة في البلاد ، وفي أحياء الأبيض الغربية ، وهي أحياء شعبية بامتياز داخل مدينة لازالت ترتدي اكسسوارات الريف ، قام أبناء الأحياء الغربية بالمناقشة ووضع نظام أساسي وإقامة جمعية عمومية وتسجيل رسمي لمنظمة باسم ( منظمة رواد بلا حدود للتنمية البشرية ) ، وبعون ذاتي من أبناء الحي في الداخل والخارج تم وضع مخططات بدأت بصيانة مدارس الأحياء وتوفير البيئة المدرسية الملائمة ، فبناء الإنسان هو ماتحتاجه الثورة ، وأقامت المنظمة الحملات الترفيهية التوعوية ، وفي أشهر قليلة ، أحدثت فارقا لاتخطئه عين .
ما يثير الإعجاب هو مخطط المنظمة لاستقبال العام الدراسي الجديد بمدارس اختلف شكلها تماما عن مدارس ماقبل العام الدراسي ، ومعلمو الحي يقدمون دعما لوجستيا يسدّ أي نقص لتخصص ، والدرب يطول ، فمنتسبو المنظمة يسعون لتذليل كل ما أمكن من صعاب ، وفي مخططاتهم بدلا عن الدروس الخصوصية ستقوم ورش عمل لفهم المناهج لاحفظها وحده ، وفي برنامجها أيضا وضع مخطط لإنتاج مذكرات منهجية تغني عن الحقيبة المدرسية التي ثار جدل طويل حول مشاكلها الصحية المستقبلية ، ولتيسير الأمر على الطلاب وأولياء الأمور ، ويفكّر أعضاؤها في إمكانية توفير الزيّ المدرسي لكل الطلاب بسعر يخفف الأعباء حتى لو احتاج الأمر توريد أقمشة من خارج البلاد وحياكتها بواسطة من يجيد الحياكة من رجال ونساء الأحياء الغربية ، ووضع مخططات التحويل التدريجي لمكتبات المدارس إلى مكتبات الكترونية ، وإيجاد غرف تشكّل أندية علمية إلكترونية في مختلف المدارس .
أليس طموح هذه المنظمة هو منهج يجب تدريسه للطلاب في وقت يحتاج فيه الوطن للبناء والتعمير والنهوض من كبواته المتلاحقة ؟؟ وأليس طريقة نقاش أفراد تلك المنظمة في المشاريع عبر قروب الواتساب الحر دليل عافية ؟؟ وأليس الطموحات والعمل المجتمعي عليها فرض عين لاكفاية ؟
مجموعات ومنظمات كثيرة كهذه المنظمة تعمل في كل شبر بالوطن ، ولا تعبأ بالمهاترات والخصومات السياسية والمفاوضات التي لم تصل نهاياتها حتى الآن ، الدولة المدنية يبنيها هؤلاء المدنيون بمختلف توجهاتهم وألوانهم ، وهاهم أبناء الأحياء الغربية يستمرون في وضع بصمتهم ويتسابقون لجعل أحياءهم نموذجا تحتذي به كل أحياء السودان ، فالمدارس سيصل مخطط تطويرها بمشيئة الله إلى الدراسات اللوحية بتوفير لوح الكتروني لكل طالب ، والساحات ستكتسي خضرة ، وتأهيل وتوظيف الشباب وصناعة إستقرار الأسر عبر مبادرات وبرامج مخططة سيمضي للأمام ، فالمواطن السوداني لايطلب عادة من الحكومة غير حفظ الأمن وتهيأة البيئة المناسبة للعمل ، ولكن الحكومات المتعاقبة لازالت بعيدة عن فهم هذا الواقع ، ونطالب لجنة القرّاي بوضع منهج لمسؤولي الدولة والسياسيين حول التعامل مع هذه الحركة البنائية والترميمية الهائلة التي تجتاح البلاد دون أن تكلّف خزينة الدولة مليما واحدا ، ومساعدتها ودعمها وتوظيفها ضمن الخطة الاستراتيجية العامة للوطن .
وقد بلغت

عبدالدين سلامه
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..