فلتعلموا يا من تستعرضون بقوتكم وأسلحتكم المحدودة في ظل سودان ما بعد ثورة الشعب و”تكهربون” الاجواء وتسممون فهم مواطنيكم وتريدون اطالة أمد الحروب واتساع رقعة النزوح واستمرار استيطان الفقر والجهل في بعض ربوع أقاليمنا وتتحايلون بعبثية على حكومة الفترة الانتقالية وعلى قوانا السياسية الاخرى باتهامات وبأسباب واهية ومصطنعة لارضاء غروركم وتكبركم ونزعتكم العنصرية تمنعكم من تلبية نداء الوطن والجلوس بتواضع مع الحادبين على مصلحة السودان للانخراط وبدء وتكملة حوار ومفاوضات جادة مع اخوتكم الذين اتوا من كل مناطق التوتروغيرها ينشدون السلام والاستقرارمن اجل صناعة وصياغة وانجاز هذا الملف الذي تعنت حقبا وابى عبر مئات الجولات للدول التي رعت مثل هذه الحوارات ان يغلق وذلك بسبب المتامرين على هذا الوطن من الداخل والذين لهم اجندة وبفعل دعم الايادي الخفية من الخارج التي لا تريد ان ترى بوادراستقرا ونهضة لهذا المارد الافريقي العربي لكي يشق طريقه بين الدول التي تنعم بالاستقراروالتنمية والتطور.
تظنون وهما انكم بالسلاح وبسيطرتكم على مدنكم واراضيكم قادة اقوياء وهذا الظن اظنه بفعل”سكرة طائشة” لم تفك بعد من عقولكم ظلت تحصد بنتائجها السلبية مواطنيكم في مناطق القتال جوعا ومعاناة ونزوح على مرعشرات السنين وجهل كبيرظل يحصده في السابق نظام البشيرالظالم الى ان وجد نفسه وحيدا “متربسا” بجوار رفاقه خلف القطبان لعنهم الشعب وتفرق منهم الجمع الذي كان يكبر ويهلل ويرقص وسطه وتلاحقه العدالة بالداخل والخارج بالفساد الذي توشح به نظامه وبالجرائم الانسانية التي ارتكبوها في هذا الشعب.
اعتبروا وخذوا الحكمة من قادتكم السابقين فالدكتورالراحل جون قرنق كان وحدويا حتى النخاع ورسالته كانت لكل السودانيين الذين يقطنون في داخل حدود هذا الوطن لهذا تغزل فيه الشعب واستقبله استقبال الرؤساء واحبه الشمالي قبل الجنوبي ولهذا تامرعليه الخونة وغدروا به .
اخرجوا من ذلك الثوب الجهوي والقبلي ومن قلب تلك الفكرة العنصرية والانفصالية لرحاب هذا السودان الواسع الواحد الموحد واصطفوا مع شعبكم واسمعوا اليه ماذا يريد غيران يعيش في وطن مستقر امن ويتنقل للعمل بحرية في اقاليمه.
ولتعلموا ان هذه الحكومة التي يقودها السيد عبدالله حمدوك “حكومة ثورة” تسعى بجدية للسلام والوحدة والاستقرار في ظل سودان جديد متصالح مع نفسه ومع من حوله من دول ولقد أشهدت العالم حولنا على تلك الخطوة والدعوات في جميع رسائلها وخطاباتها ومناشداتها للأمم المتحده وللهيئات والمؤسسات الدولية ولشركاء المستقبل.
ولقد علمتم وتاكدتم ايضا بعد الاطاحة بالنظام السابق ان الشعوب هي القوة الناعمة على الارض ومن يعاندها لحد الازعاج ستغرقه السيول مثلما غرقت وجرفت مراكب نظام الانقاذ المحملة بالاسلحة والعتاد..
انهاء الحروب وصنع السلام الشامل العادل في السودان هو غايتنا وأهداف ثورتنا
فالاوطان لا تبنى تحت وابل من الرصاص والقنابل وعدم استتباب الأمن وكل ما نرجوه ان تفوقوا من غفوتكم وهلموا عزل لنتعاون جميعا في بناء هذا الوطن الذي ارهقته الحروب والفتن ومسيرة الانقاذ وينتظرنا لنزيل الاشواك من جسده.
فلنعبر جراحنا وماسينا السابقة فعجلات الزمن تدور ولا تتوقف ولكل منا جرح غائر في نفسه خلال الثلاثون عاما الماضية.
برير القريش
[email protected]
