مقالات سياسية

ما تحمله الأيام في جوفها نهاية السودان

الطيب محمد جادة

لا أدري من أين أبدأ وماذا أكتب عن هذا الانهيار الذي اصاب الدولة السودانية، حيث أصبح الساسة يتلذذون لمعاناة الشعب الطيب ويتسابقون على مناصب يجمعون منها المال، أم أكتب عن الأشخاص المصابون بمرض العنصرية الذي انتشر كالهشيم في النار ، أم عن الاقتصاد المنتهي ، أم عن ألاف الذين يبحثون عن الهجرة إلى خارج الوطن ، أم عن جيش لم يعد فيه سوى الذكريات ، أم عن أحزاب لم تفكر ولاتزال سوى في نصيبها من كعكة السلطة.

في السودان لم تعد للسعادة مكان الكثير يفكر بالهجرة خارج السودان وهؤلاء غالباً هم الكفاءات والأكثر تعليماً فمن سيبقى إذاً في السودان غير المطبلين المتلذذين بأهانة الشعب.

بدأ مسلسل الألم في السودان، بدأ مسلسل الحزن، بدأ السودان يسير نحو المجهول بتسارع خرافي، في ظل وجود سارقي الثورة على رأس السلطة ستظل الأزمات هي السمة الرئيسية والمميِّزة في أعقاب فشل الحكومة الانتقالية ممثلة في الحرية والتغيير.

تظل الأزمات السياسية المتلاحقة هي السمة الرئيسة والمميِّزة للفترة الانتقالية منذ انطلاقها في أعقاب وثيقة دستورية مشوهة ، تشهد البلاد مآزق مستمرَّة ومتتابعة على نطاقٍ غير مسبوق، ومناخاً سياسياً محتقناً ومتوتراً. فالآن هناك استقطاب قبلي حاد سيقودنا الي حرب أهلية، وتذمُّرٍ وتمَلمُلٍ داخل القوات المسلحة، مع تنامي الولاء القبلي والعرقي، وتدهور الوضع الأمني في دارفور وشرق السودان وجنوب كردفان بوتيرة متسارعة، وتردِّي الأوضاع الاقتصادية، وشبح الحرب يلوح في الأفق بين السودانيين.

حقيقة هذا الوضع الماثل أمامنا لا تخطئه عين، بل يلحظه ويراه المراقب، ولا تستقيم معه أية مكابرة أو عنادٍ أو إنكار.

فلا حديث يدور في مجالس أُنس المواطنين العاديين سوى هذا المشهد السياسي المحتقن، ومآلات وسيناريوهات المستقبل، وما تحمله الأيام في جوفها نهاية السودان!

🖋الطيب محمد جاده
[email protected]

‫6 تعليقات

  1. سعيش السودان في امن وامان اذا تم فصل دارفور عن بقية السودان ولن ينهار السودان ابدا مهما بلغت حدة التأمر والشرور والمكائد التي يحيكها مرتزقة دارفور امثالك..
    لا تخف علي السودان ايها المرتزق. اذهب انت وبقية المرتزقه الي بلدكم دارفور وحلو عن سمانا..

    1. طالما عينتك دي موجوده فالكاتب علي ألف حق… الله يعدمنا نوعك دة يا البطحاني

  2. مقال رائع اخي، حاولت ان تصف وضع السودان المتازم الان وهي حقيقه لا تخطئها عين لكل مهتم ومتابع لحالة الانغلاق والتشظي في كل مناحي الحياه، فما من ثورة قامت علي القديم والا ما بعدها اشد وانكاء نسال الله السلامه،فثورات الربيع العربي كان ما بعدها اشد علي الشعوب فلم تنعم بحريه ولم تري ما تتمناه ولا زالت محلك سر وعلي عكس ما ترجوه دخلت في فوضي وتحارب وتقاتل كما هي الحال في اليمن وليبيا، واخطر ازمه يمكن ان تمر بشعب ولا ابالغ ان قلت تهدد كيانها وتمزق لحمتها وتحرق الاخضر واليابس من التفكك المجتمعي واشعال الفتنه الطائفيه او القبليه علي اساس الدين او العرق، فما نراه الان نزير شوم يهدد السودان كدوله وان لم يكن هناك رادع لهذا التفلت وقطع الطريق علي تجار الفوضي فلن يقوم للسودان قائمه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..