أخبار السودان

والي الجزيرة… ملفات في الانتظار

ودمدني:عمران الجميعابي

تواجه ولاية الجزيرة جملة من التحديات والعقبات في محليات الولاية الثماني لتضع والي الولاية د.عبدالله ادريس الذي يحمل الدكتوراة في الهندسة الميكانيكية امام امتحانات قضايا معاش الناس ومحاربة الفساد والنهوض بالمشروع العملاق (مشروع الجزيرة ) وتحريك الطاقات العاطلة في القطاع الصناعي والتي تحتل فيه الجزيرة المركز الثاني من ناحية الثقل الصناعي بعد الخرطوم، لكن نحو 65% من المصانع بالولاية خارج دائرة الانتاج في آخر احصائية لادارة الاستثمار بالولاية واهم تحد يتمثل في وحدة صف اهل الجزيرة بخلع جلباب الحزبية والمناطقية والالتفات لتنمية الولاية وتفجير طاقاتها المعطلة.

معاناة وصفوف
تعيش ولاية الجزيرة معاناة في الحصول على عدد من السلع الاستراتيجية والمدعومة واصبحت مشاهد الصفوف مألوفة امام المخابز ومحطات الوقود وانعدام لسلعة غاز الطهي وفوضى الاسعار وتعرفة المواصلات الداخلية وتردي الخدمات بالقطاع الصحي والتردي البيئي المريع.

تكدس وتراكم النفايات وانتشار تجمعات مياه الامطار وسوء تصريفها مما أدى الى مشاركة الذباب للناس طعامهم نهارا جهارا وعندما يأتي المساء يتكفل البعوض بامتصاص دماء الناس بالولاية المنكوبة مما ساهم بصورة مباشرة في تزايد نسبة الاصابة بالملاريا والتي فشلت فيها كل حملات الرش المدعومة في دحرها هذا جانب وجانب آخر متعلق بخدمات المياه والكهرباء بعدد من القرى في بعض محليات الولاية خصوصا في محليات ام القرى وشرق الجزيرة ، حيث توجد هناك قرى تنعدم فيها المصادر الآمنة لمياه الشرب ومصدر مياه تلك القرى قنوات الري (الترع ) التي يشاركهم فيها الحيوان مما ادى الى انتشار امراض المياه والتمدد في فتح مراكز غسيل الكلى اضافة الى وجود نحو 47 قرية بمحلية شرق الجزيرة وحدة ودراوة تعيش في ظلام دامس .

بعض القضايا مسؤوليتها تقع على الحكومة الاتحادية خصوصا امداد السلع المدعومة بوجود نقص حاد في حصة الولاية ، والكمية المنسابة من الدقيق يوميا للولاية نحو 7 آلاف جوال في اليوم والحاجة الفعلية نحو 15 الف جوال يوميا وكذلك الغاز نسبة الوارد اليومي نحو 11% فقط من الحاجة الفعلية للولاية إضافة لأزمة الوقود التي انعشت انتعاش السوق الاسود بسبب سوء التوزيع وضعف الرقابة، ما أدى الى زيادة تعرفة المواصلات الداخلية بجميع محليات الولاية وهو أمر يتطلب قرارات قوية من والي الجزيرة بانتزاع حق الولاية من المركز بزيادة حصص الولاية من تلك السلع واصدار قرارات في امر التوزيع والرقابة وكذلك الاوزان لسلعتي الغاز والخبز اضافة الى وضع آلية وتفعيل برنامج عمل لمعالجة مشكلة المياه والكهرباء لتلك القرى .

خلافات متوارثة
المعاناة الأبرز في ولاية الجزيرة تتركز في الخلافات الحزبية خاصة في العهد البائد حيث أثرت صراعات المؤتمر الوطني على أداء مؤسسات الدولة وأدت الى تأخر الولاية كثيرا في تنفيذ المشاريع التنموية .
وشهدت قبة مجلس تشريعي الولاية المحلول صراعات عنيفة أدت لتدخل الرئيس المخلوع في عهد الوالي محمد طاهر ايلا بإصدار قرار بحل المجلس التشريعي المنتخب في ظاهرة هي الاولي في تاريخ الولاية ادت الى وجود فراغ دستوري في غياب المجلس التشريعي وضعف الخدمات المقدمة .

عقب حكومة الثورة سيطرت خلافات علي الحاضنة السياسية لحكومة الثورة وغيابها عن المشهد في كثير من المواقف مما يتطلب من والي الجزيرة عبدالله ادريس توحيد اهل الولاية والوقوف على مسافة واحدة من الجميع .

قرار تعيين والي الجزيرة المدني بتاريخ 22 يوليو الماضي وجد الترحيب من اهل الولاية من خلال سيرته الذاتية بحصوله علي درجة الدكتوراة في الهندسة الميكانيكية وعمله بمؤسسة الرهد الزراعية لنحو 10 سنوات في قسم الهندسة الميكانكية وعمله في عدد من المؤسسات والشركات داخل وخارج السودان وتقلده بها مناصب ادارية وعملية في المجال الاكاديمي بجامعة الجزيرة ومعهد طقشقند للهندسة الميكانكية وهندسة الري من خلال سيرته وضع مزارعو مشروع الجزيرة آمالهم في معالجة ما افسده قانون 2005م القاضي بخصخصة اصول المشروع .

د.عبدالله ادريس عند دخوله للولاية بتاريخ 28يوليو الماضي لم يجد مشاريع منجزه وانما قابلته اكوام وتلال النفايات على امتداد طول طريق الخرطوم مدني وحتي حاضرة الولاية ودمدني فضلا عن وجود تردٍّ بيئي مريع وانهيار للبنية التحتية خصوصا في الطرق وسط المدينة وهي مشاهد مألوفة ومشوهة لكل شيء جميل.

تلك المشاهد لم تجد الاهتمام من الوالي الجديد وانصب كل اهتمام الوالي خلال الفترة الماضية بالزيارات داخل حاضرة الولاية ولبعض المحليات ولم يعقد اجتماعا مع مجلس وزراء حكومة الولاية حتى الآن لمعرفة الاداء للوزارات والمحليات ووضع خطط عمل وفقا لتقارير مجلس الوزراء مما جعل تلك القضايا التي تحتاج لقرارات وبرنامج عمل اسعافي عاجل مؤجلة بأمر زيارات الوالي بالرغم من اعلان الوالي في عدد من المحافل منذ قدومه للولاية بان اولويات برنامج حكمه معاش الناس عبر اسس وضوابط وخطط علمية لتوفير احتياجات الناس.

وقال د. عبدالله ادريس إن الايام القادمة ستشهد انفاذ جملة من الخطط والبرامج والحراك الواسع لانجاح محاصيل العروة الصيفية بمشروع الجزيرة اضافة الى تكوين لجان دائمة للعروة الصيفية والشتوية للتخطيط للنهوض بمشروع الجزيرة والمؤسسات الزراعية بالولاية وادخال الصناعات التحويلية وذلك بمشاركة تحالف المزارعين لتعود عائدات القطاع الزراعي لمشاريع الصحة والتعليم والبنى التحتية بالولاية. ودعا ادريس لجان المقاومة للسعي لتوحيد جميع قوى الثورة واحترام القانون وعدم الخوف منه في العهد الجديد عهد الجماهير، معلنا ترحيبه وقبوله بالآخر الذي يعمل بوضوح وشفافية ولا يحفر ويدس في مرحلة الانتقال على حد قوله. وقطع ادريس بانتهاء عهد التمكين والدسدسة والمحاباة والجهوية والنظرة الضيقة، ودعا ادريس لوحدة الصف وخلع عباءة الجهوية والحزبية والعنصرية وارتداء عباءة الجزيرة التي تجسد القومية.

السوداني

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..