وهناك طغاة الانقاذ ؟ا

حين استباح هولاكو بغداد وحرق كتبها سجن هولاكو الخليفة المستعصم بالله في أحد غرف قصره التي سكنها ومنع عنه الطعام ….
جاع المستعصم فطلب طعاما من الحرس ….فجلب له هولاكو بنفسه طبقا مملوء بالذهب وامره أن يأكل …ضحك المستعصم بالله وقال : كيف يؤكل الذهب ؟
رد هولاكو : اذا كنت تعرف ان الذهب لايؤكل فلماذا أحتفظت به ولم توزعه على شعبك وجندك ليحولوه الى طعام وسيوف ورماح ويمنعوا غزوي لبغداد ؟
الخليفة : أن ذلك هو من أرادة الله .
هولاكو : اذن غزوي لبغداد واسقاط حكمك هو من ارادة الله وموتك المحتوم جوعا أيضا من إرادة الله .
ترك هولاكو طبق الذهب وخرج …
وبقي الخليفة يصارع الجوع حتى مات جائعا أمام أطباق الذهب .!!
ويقول الهمذاني وهو يروى ذلك اللقاء بين هولاكو و الخليفة المستعصم فى قصر الخلافة فيقول :”إن هولاكو أمر باحصاء نساء الخليفة فبلغن سبعمائة زوجة وسرية و ألف خادمة.. وتضرع له الخليفة قائلا : منّ علىّ بأهل حرمي اللائي لم تطلع عليهن الشمس و القمر..”أى تضرع له أن يترك له نساءه اللواتى حبسهن فى قصوره بحيث لم تكن تراهن الشمس ولا يراهن القمر.
وبالطبع فقد فرقهن هولاكو على جنده وقادته بعد ان أمر جنوده بقتل الخليفة المستعصم رفسا بالأقدام لأنه عندهم أحقر من أن يقتلوه بالسيف كما يقتلون الرجال.
و قد سمح هولاكو لسكان بغداد وكذلك لجنده أن يستبيحوا ممتلكات الوزراء والأمراء وكل الأغنياء والأثرياء من أهل البلد وهكذا أيقظ بالبغداديين لأول مرة شهوة الإنتقام من الحكام وسلطتهم والتي كانت نائمة وتجسد الإنتقام بنهب مسؤولي الدولة والوزراء والأثرياء والمؤسسات يقول الغساني صاحب كالكفر عسجد المسبوك” يصف السلطة العباسية في أواخر أيامها (واهتموا بالاقطاعات و المكاسب ، وأهملوا النظر في المصالح الكلية ، واشتغلوا بما لا يجوز من الأمور الدنيوية ، واشتد ظلم العمال ? اى الولاة – واشتغلوا بتحصيل الأموال . و الملك قد يدوم مع الكفر ، ولكن لا يدوم مع الظلم).
وان كانت الكثير من الروايات تنافى الحقيقة والمستعصم بالله اقرب الى السنة ويبغضه الشيعة فى العراق ,
وحتى يومنا هذا فمازال البعض يشبه صداما بالمستعصم بالله وان كان بوش هو الاقرب شبها بهولاكو وقد دك اهل العراق بكل صواريخه من قنابل ذكية وغبية اتت بمقدرات ذلك البلد التاريخى والذى ظل التاريخ يقسو عليه من حين لآخر ,
والغريب ان هذه القصة قد اختلف حولها الكثيرون بين مؤيد لهولاكو ومعارض له , ويذهب البعض كثيرا فى وصف هولاكو بالمنقذ كوصفهم الآن بوش وقد استقبلوه على ابواب البصرة بالورود والرياحين فدخل العراق مزهوا وبلغ بغداد يتهادى رغم بسالة بعض العراقيين فى ام قصر وبغداد نفسها ,
وانطوت صفحة سوداء فى تاريخ العراق كما انطوت من قبلها صفحة هولاكو والمستعصم بالله , لتبقى تلك الصفحات نبراسا لكل الطغاة فى العالم , لقد ظللنا عبر التاريخ نلعن هولاكو وظل فينا من يلعن المستعصم بالله ويلعن كل الطغاة وما اكثرهم.
وحتي طغاة السودان هم أشبه بطغاة التاريخ وقد استعبدوا الشعب واذلوه في بيوت الأشباح يمارسون فيها كل أنواع التعذيب قهر وقد ذهلت حقا أن تكون من أدوات التعذيب آلة تسمى المفرمة كانت تستخدم لفرم الناس وهي اصلا آلة مخصصة لقطع الحديد وفرمه.
وبهذه الآلة يكون طغاة الانقاذ قد تفوقوا على كل طغاة البشرية سوءا وقسوة.
فلقد تفوقوا على هولاكو والمستعصم بالله واستالين وموقابي وفلاد الثاني وكيم يونج الثاني وهيروهيتا الياباني وبريجنيف وتشانج شاي شيك وهيلاسلاسي ومنقستو وكيم سونج الكوري وصدام وهتلر وماو تسي تونج وأنور خوجه الذي سجن شعب ألبانيا كله وبوش وبوش وبوتين والقذافي والقائمة تطول.
طغاة الانقاذ قتلوا في دارفور وحدها أكثر من ٣٠٠ الف انسان.
(يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا)
وللاسف لم ينصاع طغاة الانقاذ لقول الله بل لجوا في طغيانهم يعمهون.
وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ *
*محمد حسن شوربجي*