هل من عودة تاني يا (بلة الغائب )!!!

# أكثر من المشاهدة والاستماع في هذه الأيام إلى خطب الدعاة الدينيين عبر شبكة ( 5 جي) الصاروخية المذهلة ، دعاة و مدعين.. وأدعياء من كل حدب وصوب على اختلاف مشاربهم من المتشددين المغالين إلى الوسطيين، ومن أهل السنة والشيعة إلى السلفيين والصوفية وهلم جرا ، خطب متنوعة فيها الغث والسمين والصالح والطالح والمضحك والمبكي .
فقد شد انتباهي ما ورد ذكره على لسان و ذمة الشيخ السلفي محمد مصطفى الذي نقل في إحدى خطبه عن أحد كتب الصوفية أن ابنة أحد شيوخ الصوفية وهي (بنت عشرين والأيام مقبلة) هامت وجدا وحبا بكهل (موعود تسعين)!! أمضى زهرة شبابه وكهولته في خدمة والدها الشيخ (السرو باتع) ! و أصرت على الزواج منه ، حاول والدها إثنائها عن هذا الطيش والعدول عنه ، لكنها أصرت وألحت على الزواج من (الكهل التسعيني ) . فلم يجد الشيخ الباتع سرو بدا سوى النزول عند رغبة ابنته التي يعزها ولا يرفض لها طلبا.. وأمر بإحضار الكهل التسعيني (المكعكع) وإدخاله إلى (حمام خاص) ملحق بخلوة الشيخ والاستحمام وبعد أن أخذ الكهل (دشا ساخنا) خرج أمام دهشة الجميع وذهولهم شابا دنجوانا في العشرينات من عمره في (وسامة سيدنا يوسف) و في زهو الشباب وعزه!!! فقد أرجعه (الحمام الزمني) سبعين عاما !!.
وبعد سرده للواقعة التي نقلها من أحد كتبهم ، صرف الشيخ محمد مصطفى كالعادة (بركاوي) للصوفية من علامته المشهورة (تبا لهم ) !! ثم أتبعه (بالتفاف) عليهم يمنة ويسرة!!!
# هذا ذكرني بالزعيم الكوري الشمالي السابق الراحل “كيم جونغ إيل” الذي كان يخاف من (جور الزمان) ومن وهن العظم واشتعال الرأس شيبا ويتوجس من مقولة (لقد هرمنا)!!! فأمر أطباء وعلماء بلاده بأن يصنعوا له دواء يطيل عمره وشمل الأمر أيضا العطارين ليصلحوا ما أفسده الدهر به من (تجاعيد… وركب سايبة… وكرش بارزة و نافرة ) ثم طلب من كل هؤلاء الاستعانة بمن يرونه مناسبا من علماء وأطباء الصين لما اشتهروا به من دربة ومهارة وحكمة صينية ، فعكفوا أياما وشهورا وأعدوا له ما استطاعوا من (الأدوية والوصفات العشبية والأبخرة ) ولكن كلها لم تجد فتيلا و لم تفلح في إطالة عمره، ومات الرجل عن عمر يناهز السبعين عاما بحزمة من الأمراض المتلتلة . ويا للحسرة فلو كان قد تنامى لمسامعه قصة حمام الشيخ السوداني السرو باتع لكان قد أرسل إحدى غواصاته النووية لإختطافه للاستفادة من سرو الباتع و الدش الذي يعيد الكهل شابا !!.
# وها هو كذلك الشاعر السوداني إبراهيم الرشيد يطلب من (آلة الزمن) أن تتوقف شوية وتهديه بضعة لحظات هنية قائلا (ﻳﺎ ﺯﻣﻦ ﻭﻗّﻒ ﺷﻮية … ﻭﺃﻫﺪﻱ ﻟﻲ ﻟﺤﻈﺎﺕ هنية …ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺷﻴﻞ ﺑﺎﻗﻲ ﻋﻤﺮﻱ ….ﻭﺷﻴﻞ ﺷﺒﺎﺑﻲ ﺷﻴﻞ ﻋﻴﻨي ) .. وأحسب أنه لم يسمع بالشيخ الصوفي السرو باتع فكان يمكنه الاستعانة به ليوقف له الزمن (دهورا) بدلا من (شوية) ليهنأ الشاعر مع محبوبته التي خاطب فيها الزمن قائلا (ﻳﺎ ﺯﻣﻦ ﺃﺭﺣﻢ ﺣﺒﺎﻳﺐ ..ﻟﺴﻪ ﻓﻲ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺰﻫﻮﺭ …ﺟُﻮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻲ ﺩﻗﺎﺋﻖ … ﻗﺒﻞ ﻣﺎ ﺗﻌﺪِّﻱ ﻭﺗﻤُﺮ)، لكنه قطعا لو كان استعان بالشيخ الصوفي السرو باتع ليوقف له الزمن ، لما كنا قد شنفنا آذاننا بأغنية (يا زمن وقف شوية) من الحنجرة الذهبية للفنان الماسي إبراهيم عوض .
# بهذه المناسبة أين اختفى الشيخ المتنبئ السرو باتع (بلة الغائب) فأنا (لي مدة طالت ) ما شاهدته ولا سمعت أو قرأت عنه شيئا .. فنحن أحوج ما نكون له في هذا الظرف الحرج والمنعطف التاريخي المهم ..,(بعد الغياب … بعد الليالي المرة ) التي يعيشها السودان (في حضن العذاب).. ليكشف لنا من (طفأ النور) في السودان!! ومن ( قتل المتظاهرين)!! ومن (وأد الثورة) !! ومن (يشعل الحروب القبلية ويثير النعرات العنصرية شرقا وغربا )!! ومن ثم من..!! .(فهل من عودة تاني) يا بلة الغائب!! لتزيل عنا بكراماتك ونفحاتك وتنبؤاتك كل هذه الإستفهامات والأسئلة الحيرى!! …
إبراهيم مصطفى
[email protected]
كتاب يا إبراهيم مصطفى لك كل الود والاحترام ،،،