مقالات سياسية

تجربتي الناجحة في بناء الاقتصاد المنزلي!

كنت شغالة بره السودان كطبيبة، رجعت السودان واتوظفت في مستشفى حكومي، آخر الشهر اتخلعت من الماهية لمن صرفتها، كانت بضع ألاف من الجنيهات بالحوافز والبدلات وكلو ده بالرغم من إنو أنا إختصاصية. أها كيف الدبارة يا رحاب؟، يا دوبك بديت أحس بالأزمة الاقتصادية الطاحنة وضنك العيش بالنسبة للسودانيين، والتدهور المريع بسبب سياسات نظام الانقاذ المتخبطة في الجانب الاقتصادي، قلت الكلام دخل الحوش يا رحاب، تعملي شنو؟ تنسحبي وترجعي محل ما جيتي، وكنتي هناك معززة مكرمة بمرتبك ومعيشتك و”البريستيتش” بتاعك؟، ولا تتحدي الظروف وتواجهي مصيرك المرتبط بمصير أهلك وشعبك، أها ،، حسمت القرار داخل نفسي وقلت مافي تراجع ،، سيك سيك ،، معلق فيك، وحا أغامر والنشوف آخرتا شنو.

ما كنت بحب الاستثمار، ولا بعرف بعملوه كيف، في البلد اللي درست وعشت فيها لاحظت إنهم بستثمروا ويعتمدوا على إنتاج الاقتصاد المنزلي، خاصة في الأرياف، طوالي فكرت في بناء مشروع صغير للاقتصاد المنزلي، يا الله قمت من أول ماهية إتوكلت على الله متمنية إنو قريشاتي ما أدفقا على رهاب ساكت، بديت أشتري، إشتريت ليك أربع جدادات، جوز بط، جوز وز، جوز أرانب، جوز ديك رومي، بعد داك واصلت واشتريت ليك جوز خرفان ومعاهم عتوتين، وعشرة جوز حمام. بس الميزانية ما كفتني أواصل في الشراء، لكن في المستقبل عندي النية أتم باقي المشروع بي تور وبقرة، ديل كلهم لميتم ليك في ركن من الجنينة بتاعتنا في البيت، الحمد لله الوالد عليهو الرحمة والمغفرة، ملكنا بيت فيهو مساحات كويسة لي استثمار زي ده، وبالرغم من إنو ما فيهو مساحات تسمح لزراعة برسيم قدر ده. بس فكرت ولميت ليك حفنه وذرة من كل الحبوب للخضار والفواكه والبقوليات. وزرعت فواكه عشان دايرة سنين لتثمر، الباقي داير بضع اسابيع. أها شوية شوية ملامح مزرعتي بقت تكون واضحة وده اللي شجع بقية أطراف ناس بيتنا إنهم يشاركوني بناء إقتصادنا المنزلي بعد ما كانو بضحكو فيني. في ركن البيت بنيت بمساعدة جاراً لينا من المصريين النقادى النجيضين فرن بلدي يسع لحوالي عشر إلى إتناشر رغيف بلدي في كل “عجنة”، أها تخلصنا تماماً من صفوف المخابز.

بالنسبة للطاقة، عندنا خالة لينا إقترحت علي إنو أكسر من شجر البيت وأنشف وأرحرق في كماين صغيرة ،، فتورت لينا كميات كبيرة من الفحم لتوفير استهلاك الغاز، وبعد سمعنا إنو الدولة وافقت وسمحت بإنشاء وإنتاج الطاقة الشمسية بالنسبة للسكان، فحالياً نخطط لبناء شبكة كهرباء في البيت، واصلت الجهد في المزرعة وزرعت أكل للحيوانات. وما هي إلا بضع أشهر وأسابيع، فإذا بالمنتوج بدأ يؤتى أُكله زي ما بقولو، الجداد والبط والوز والديك الرومي والحمام بيبيض بالهبل والخرفان والغنم بتلد مرتين في السنه. شجر الفواكه بدا يشيل، الطماطم بقى ينتج بالكيلو،. أحواض الرجلة والبامية والملوخية والجرجير، والبصل الأخضر، بدت تنتج، وبي هناك لبن الغنمايات، بقينا نصنع منو المش والزبادي والروب الرايب، المافي شنو؟ بقينا كمان ندي الجيران، والتخزين بدأ في الفريزر والتلاجة، توقفنا تماماً إننا نمشي السوق المركزي وارتحنا في عضامنا دي.

دايرة أقول شنو من التجربة دي ،، إنو توجد إمكانية لحل الضائقة المعيشية وتوابعها، وإنو ده بسهل على الأسر والجماهير كتير من تذليل المصاعب، وياريت حكومتنا المدنية الجديدة دي توفر الامكانيات للأسر عشان تساهم في بناء الاقتصاد عن طريق الاكتفاء الذاتي من الاقتصاد المنزلي، وأنا رغم إنو ما متخصصة في الجانب الاقتصادي، بس عندي إيمان الاقتصاد المنزلي عبارة عن جزء مصغر من الاقتصاد القومي. وما عارفة المتخصصين في الجانب ده رأيهم شنو.

د. رحاب شبر
الميدان

‫3 تعليقات

  1. حجيتكم وما بجيتكم خيرنا جانا وجاكم
    نحي فيك العقلية الإنتاجية والتفكير الإيجابي
    الا بالجد الفكرة نجحت لهذه الدرجة

  2. الى زمن قريب في امدرمان،،كانت الأغنام والخراف والدواجن،مشهد طبيعي في البيوت،،وكذلك شجر الليمون والجوافة والهجليح والسدر والمنقة،،وكانت الصلصة يتم تصنيعها في البيوت،،وكذلك السمن،،كانت الكسرة والقراصة والعصيدة،من الأساسيات ،،وكذلك كانت حكاية التطريز والحياكة ،،تغير الحال ،،غلاء الايجار،،جعل الناس تفضل استخدام المساحة الشاغرة ،أن وجدت،كمسكن للابن أو البنت ،بدلا من حكاية الاقتصاد المنزلي ،،،كما أن بعض الجيران يرفضون صراحة حكاية الأبقار والخراف والحمير، ،أمام البيوت ويتضجرون من مخلفاتها،،وتحصل ملاسنات ومشادات،،،لأن الأصل في المخطط أنه مخطط سكني وليس زرايب،،،أما الخبز فيمكن عمله بالفرن الكهربائي بسهولة وسرعة ودون مخلفات،،داخل المطبخ،،،المشاكل الكبيرة التي تواجه الازواج هي مشاكل السكن التعليم والعلاج والدواء،،وحاليا الناس وصلت مرحلة اجتماع الأسرة في وجبة واحدة كل أيام الأسبوع ماعدا العطلات،،نسبة لظروف العمل.،،الاقتصاد المنزلي والتدبير بالنسبة للمراة العاملة جهد اضافي ،،يحتاج لوقت تفضل أن تمنحه لأطفالها …بعد عودتهم من الحضانة …،،والحقيقة كثير من الناس تتمني لو تقدر توفر متطلبات الاقتصاد المنزلي ،،ولكن ما باليد حيلة ،،فالافكار ممتازة لمن استطاع إلى تنفيذها سبيلا،،الله غالب.

  3. هل هذه مزحة ؟ يعني خلاص قنعنا من خير في الحكومة؟
    لعدين وين المساحات البزرعوها في البيوت في الخرطوم مثلا ؟ وويني الموية المتوفرة للزراعة وهي ما لاحقة حتي للاستحمام !

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..