حي الازهري “الجولف”مربع (18) …. حياة على شفاه الجحيم
مواطنة : المربع تحول إلى منطقة صناعية مصغرة ووكر لكل المخالفات!!
استطلاع : ندى بدر
يطلق عليه حي (الجولف) وهو حي الازهري مربع (18) والذي يعتبره اهله من اميز احياء الدرجة الأولى ، لكن الكثير من الظواهر السالبة طمست معالم ذاك الحي بسبب نشؤ بعض اماكن البيع العشوائية ، مما حدا بالمواطنين بتنفيذ وقفة احتجاجية أمام مكتب ازالة المخالفات بشارع الستين في الايام الفائتة لتنفيذ الكثير من المطالب والتي ابرزها إزالة تلك المنطقة العشوائية ، بعض كؤوس المعاناة التي يتجرعها مواطنو تلك المنطقة نتعرف عليها في المساحة التالية ….
بداية المشكلة!!
إنشاء طلمبة للوقود في اي منطقة هى واحدة من معينات الحياة ، لكن ان تحضر المركبات العامة والشاحنات للتعبئة بالوقود وتتخذ من المساحة قرب الطلمبة موقفآ لها ، في مكان هو اصلآ مخطط سكني من حق مواطنيه ان ينعموا بالراحة والأمان فهذا ما لا يمكن تقبله ، وهذا الكلام يقودنا إلى تلك المعاناة التي يعيشها اهالي حي الازهري مربع (18) والتي نسردها على لسان بعض اهالي الحي ومنهم المواطنة (س .ع) التي افادت ان المنطقة شمالها وشرقها وغربها وجنوبها تحولت إلى منطقة صناعية مصغرة او بمعنى اوضح اصبح المربع وكرآ لكل المخالفات ! وذلك بسبب تلك الشاحنات التي يحضر اصحابها للتزود بالوقود وبدلآ من الذهاب يتخذ هؤلاء من اي منطقة خاوية موقفآ لتلك الشاحنات ، وشيئآ فشيئآ تم فتح (بنشر) لاصلاح الاطارات ومحلات لتغيير الزيوت وبيع الخرد ، وتحول الوضع من سيئ الى اسوأ لتحضر بائعات الشاي وتمتد (الرواكيب) ويصبح لهؤلاء الحق في كل شئ حتى الخدمات التي من المفترض تقديمها لاهالي المنطقة ، وهذه المشكلة بدأت منذ العام (2013) م وحاولنا عمل ازالة لكن فشلت كل المحاولات لان بعض العاملين في محلية جبل اولياء في العهد السابق كانت هذه المنطقة مصدر رزق لهم من خلال الرسوم والجبايات التي يتم استلامها من هؤلاء . وتواصل المواطنة (س.ع) حديثها وتقول انهم لم يتوقفوا عن طرق كل الابواب من اجل تنفيذ الازالة وفي العام (2018) حضر عدد من رجال الشرطة وقاموا بجولة في المكان وتم تحديد رسوم يقوم المواطن بدفعها لاكمال عملية الازالة وقمنا بالدفع لكن بدأت المماطلة وحتى هذه اللحظة لم تتم الازالة ، والمبلغ الذي تم دفعه بواسطة المواطنين كبير جدآ وبموجب ايصال لكن لا نعلم ان كان من اجل الازالة حقيقة ام لشئ آخر .
اين الخدمات؟
كثير من حقوق المواطن في بلادي اصبحت مهضومة ، لكن هناك خدمات يفترض ان تقدمها الدولة للمواطن تعتبر ابسط مقومات الحياة ، وهى الماء والكهرباء ، وعلى الرغم من الموقع الاستراتيجي لحي الازهري مربع (18) الا ان المواطن في تلك المنطقة يعاني الامرين بسبب عدم توفير هذه الخدمات ، حيث يتم الاعتماد على المولدات الكهربائية في سد حاجتهم من الكهرباء ، مع العلم ان هؤلاء بذلوا جهدآ مضنيآ في سبيل توصيل الكهرباء لدرجة انه تم تركيب الاعمدة ، لكن طالتها يد التخريب بسبب الفوضى التي يسببها وجود طلمبة البنزين ، كما ان خدمات المياه غير مكتملة . ولابد من الاشارة الى ان هذه الشاحنات التي تتخذ من المكان قرب الطلمبة موقفآ لها تسببت في الكثير من الخسائر المادية لاهالي المنطقة واهمها اسقاط اعمدة الكهرباء وسرقة الاسلاك التي تم تركيبها بالجهد الذاتي .
تلوث البيئة!!
مواطنة اخرى من اهالي الحي اوضحت معاناتها المتمثلة في اصابة ابنها بداء في الصدر وذلك بسبب الحرق المتكرر للاطارات القديمة من اجل استخراج الاسلاك وبيعها خردة ، وهذه واحدة من نماذج التلوث التي نعاني منها هذا الى جانب الكثير من الظواهر السالبة ونحن لدينا اطفال وشباب نخشى عليهم ، وهناك مشكلة اخرى وهى عدم الاحساس بالامان وانتشار السرقات حتى اثناء النهار ، ولا تستطيع الاسرة جميعها الخروج من المنزل ولابد من وجود شخص لحراسة المنزل . وقد حاولنا بيع المنزل والخروج من المنطقة لكن يتم تبخيس الاسعار مع العلم ان هذا المربع من الاحياء الممتازة من حيث الموقع لكن عدم توصيل الكهرباء والمياه يؤدي الى التقليل من قيمته ، وهناك نقطة لابد من الاشارة اليها وهى ان اغلب ملاك هذا الحي من المغتربين والذين لا يقطنون في الحي اما لعدم وجودهم في البلاد او لان لديهم بديل آخر .
الازالة موقوفة!!
بعد تفجر ثورة ديسمبر المجيدة ملأ الامل قلوب الكثيرين ممن ضاعت حقوقهم في العهد السابق باسترجاع تلك الحقوق ومن ضمنهم اهالي حي الازهري مربع(18) والذين حاولوا مواصلة الجهد المبذول لتنفيذ عملية الازالة للمنطقة العشوائية قرب الطلمبة ، لكن تم اخبارهم ان تلك الاشياء موقوفة الى حين تشكيل الحكومة ، لكن اهالي الحي يؤكدون أن هناك ازالة تم تنفيذها في اماكن اخرى بالتزامن مع مطالبتهم ، وفي العام (2019)م تم اخبارهم ان المربع تم انزاله ضمن جدول ازالة المخالفات لكن حتى هذه اللحظة لم يتم ذلك ، وبعد ان طرق الاهالي كل الابواب ولم يجدوا ما تصبو له انفسهم نفذوا في الفترة الفائتة وقفة احتجاجية أمام مكتب ازالة المخالفات بشارع الستين للمطالبة بتنفيذ قرار الازالة ، ونحن عبر هذه المساحة نناشد الجهات المختصة بالنظر في هذه القضية وايجاد الحلول لها ليتمتع المواطن بحقه في الحياة في بيئة آمنة ونظيفة .
تقسيم الميادين!!
آلاف الاميال مترامية الاطراف في هذا الوطن خاوية على عروشها ، بينما يتزاحم المواطنون ويتقاتلون على شبر في ولاية الخرطوم ، وهذا الامر يبدو جليآ في مشكلة الميادين العامة التي( اعيت من يداويها ) ، واصبحت مثل مرض السرطان كلما تمت ازالته من منطقة ظهر في منطقة اخرى ، وهاهي المشكلة تتفجر في حي الازهري مربع (18) ، وحول هذا الموضوع تحدث الينا احد المواطنين الذي اعتبر التعدي على الميادين جريمة ، خاصة انها تعتبر متنفس للشباب يمارسون فيه الرياضة بمختلف أنواعها ، هذا الى جانب اقامة المناسبات العامة لاهل الحي . في نفس الاطار حاولنا عكس وجهة نظر المختصين في مجال البيئة حول اهمية الميادين والمتنفسات في الاماكن السكنية ومدى تأثيرها على الوضع الصحي للمواطن وتحدث الينا الاستاذ عيسى محمد (خبير في البيئة) والذي وضع اللوم على عاتق النظام السابق بانه اسس لاستراتيجية تمويل الولايات والمحليات في مختلف أنحاء البلاد باستخدام الاراضي كمصدر دخل اساسي ، وكلما احست محلية بانها على حافة الافلاس تاتي بخطة عمرانية لتوزيع الاراضي السكنية والتجارية ، ويتم ذلك دون مراعاة للتهوية ، وحرمة الميادين العامة التي تشكل متنفسآ للاطفال والشباب لممارسة هواياتهم المختلفة ، ولابد ان تعيد الحكومة الانتقالية النظر في هذا الامر ، والا يكون توزيع الميادين للاستثمار على حساب صحة وسلامة البيئة .
الوطن