مقالات سياسية

لا لمصر (الفتوة) ومرحبا بمصر (الفتاة)

أسامة ضي النعيم محمد

جوار التأريخ حدده تواصلا مجري نهر النيل، بعضهم افترض عمره أكثر من عشرة الاف سنة، رئيس الوزراء المصري مدبولي جزم بأنه من بدء الخليقة الي يوم القيامة.

بين بداية أيما الاجلين، قبل عشرة الاف سنه أو من بدء الخليقة، تتكدر العلاقات بين شمال الوادي وجنوبه وتصفو قليلا ليعاود فراعنة شمال الوادي تجييش الحملات والغزوات، ذهب جبال بني شنقول وجلب الرجال الاقوياء الاشداء للجندية كان الهدف والمسعى، تدك بعض الممالك في جنوب الوادي وتفرض عليها المعاهدات المجحفة لينعم الحاكم في مصر وينام قرير العين ، جنده من جنوب الوادي أهل ثقة وأشداء علي الاعداء ، يخدم في قصوره خصيان منهم، أتي بهم من غزوات حملاته، فنام الفرعون أو الحاكم قرير العين مطمئناً، تحرسه تلك الاشبال سليلة أسود الغاب وتحمي أيضا ماله من كنوز ذهب جلب له من جبال بني شنقول وريش النعام وسن الفيل و تقوم ذات الاشبال علي حماية عرضه من حريم وجواري أيضا. ربما يرد قائل ذلك تأريخ قديم ، لا للحاكم المصري الوطني يد فيه، ويدحض القائل أيضا حملات الدفتردار التأديبية علي أهل السودان ويرجعها الي الدولة العثمانية التي بطشت بوادي النيل شماله وجنوبه.

حسنا، دفوع مقبوله، فلنذهب الى مقطع من تأريخ مصر الحديثة بقيادة الضباط الأحرار تصدق عليهم التسمية لأنهم كانوا تحت عهدة ملك من أصول غير مصرية، من يوليو 1952م يبدأ الرصد لتنمر مصر علي السودان، بدأه الصاغ صلاح سالم، رئيس المخابرات المصرية، هي بوابة وزارة الخارجية للنظر في شؤون مصر والسودان، بقية دول العالم يرفع قلم المخابرات المصرية عن العبث في العلاقات معها حيث تتولي ادارة التواصل مباشرة وزارة الخارجية المصرية، بعد تلك التوضيحات العرضية، نعود الي دور الصاغ صلاح سالم في السودان، وزع الاف الريالات المصرية لكسب التأييد لدعاة الوحدة مع مصرفي انتخابات 1953م، ذهب في مسعاه الي الرقص وهو شبه عار في أحراش الجنوب.

في العام 1958م تحتل القوات المصرية مثلث حلايب وبقية القصة ما زالت تمور بها الصدور. في العام 1959م وصل التنمر مداه في اتفاقية مجحفة ، استولت مصر علي أراضي وادي حلفا لبناء السد العالي، لم تستوف مصر الي ساعة هذا الزمان بكثير من بنود الاتفاقية، أقلها الوعد الكذوب بإمداد السودان بالكهرباء من السد العالي، راوح الوعد السراب مكانه ويوقظ اعلانه فقط عند مشارف زيارة مرتقبة لرئيس مصري للسودان.

شخصيا كنت أتوقع وفاء عبد الناصر بتعهدات مصر في اتفاقية السد العالي بعد مؤتمر اللاءات الثلاث الذي عقد في الخرطوم في 1967م، أعاد فيه المحجوب الروح الايجابية للزعيم المصري، ملأ المحجوب بحنكته خزائن مصر من أموال الخليج ويكفيه فخرا ذلك الصلح الشخصي الذي عقده بين الملك فيصل والرئيس جمال عبد الناصر، توقعت من عبد الناصر فتح اتفاقية 1959 م وقفل محاولات مصر أغتصاب مثلث حلايب، الا أن روح الفتونة تغلبت وبقيت الامور علي حالها. في عهد حسني مبارك وصلت مصر الفتوة في علاقاتها مع السودان حدا بعيداً، العون المباشر تأييدا لحركات الانفصال ثم دور عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية في تسويق انفصال جنوب السودان ثم فوق الكيل احتلال حلايب وشلاتين.

ذاك ما ظلت تفعله مصر الفتوة في عهد ربما لا تكون أصوله مصرية ، إلا أن روح الفتونة استمرت منهج عمل وممارسة كما رأينا في عهد مصر وطنية القيادة. واليوم تسعي مصر الي تعديل المسار وتعود الي دور مصر هبة النيل ، حيث عروس النيل تجهز في احتفالات سجلها التأريخ وتقدم الفتاة العروس قربانا للنيل ، ربما هو دور جديد لمصر تتخلي فيه عن روح التهديد لتنال قسمة أعلي في مياه النيل . نهج تصالحي مع مصر الامة العريقة ذات التأريخ من بدء الخليقة ، المأمول منها دور الريادة ، مشروعات حقيقية مشتركة تمتد من بحيرة فكتوريا الي دلتا النيل ، من بحيرة تانا الي السد العالي ، تقدم خبراتها الزراعية المصرية لأهل الهضبة الاثيوبية لحل مشكلة الغذاء وإرسال الخبراء في بناء وتشغيل السدود للعمل جنبا الي جنب مع رصفائهم الاثيوبيين في بناء وتشغيل سد النهضة بدلا من التهديد العسكري والذي يحمل في باطنه أيضا الدمار لمصر.
لا لمصر( الفتوة)، تتخلي النخبة الحاكمة عن سكرات السلطان والقوة والنظر لمصلحة الشعوب في وادي النيل ، الهضبة الاثيوبية والبحيرات الاوغندية والكينية ومجري النيل في دولة جنوب السودان والسودان ، كلها تحتاج الي مشروعات أعمار تتجسد واقعا لا كلاما يبذله الرؤساء في خطب موسمية. ولا نخص السودان بأفضلية تبذلها مصر في منح دراسية ومساعدات طبية ، بل مشاركة حقيقية تتوازن فيها الكفتان ، ترد الحقوق التأريخية في الاراضي للسودان وتصحح الاتفاقات المجحفة وتقام المشروعات المشتركة عبر شركات مساهمة عالمية تشترك فيها أمولا أجنبية وخبرات عالمية لضمان حسن الاداء ومراقبته من أكثر من جانب.

مرحبا بمصر (الفتاة) وهي الدولة هبة النيل سليل الفراديس ، الي أن يحين الاجل كما تفضل بذكره السيد رئيس الوزراء مدبولي ، يوم القيامة، نود مصر عروس النيل ، يتحول معها القربان الي عطاء ينفخ روح البقاء في وادي النيل لا يزهق روح العروس في ظلمات النيل.
وتقبلوا أطيب تحياتي .
مخلصكم / أسامة ضي النعيم محمد

‫7 تعليقات

  1. في زول فاهم حاجه. ؟
    المقال عبارة عن حشو انشائي.. ملئ بخلط الحقائق التاريخيه. دون سابق معرفة..
    السودان ليس في حوجه لمصر الفتاه اما مصر الفتوه سيتصدي لها الجيل الراكب راس..

  2. 1) إذا فتحنا المجال للإستثمار المصري في الزراعة و عقدنا إتفاقيات عادلة و سمحنا للفلاحين المصريين و المهندسين و الخبراء الزراعيين يمكن أن يتضاعف إنتاجنا الزراعي. أنظروا لنجاح إستثمارات الراجحي في القمح، و لو كان من أبرم الإتفاقية مع الراجحي ألزمه ببيع نصف الإنتاج للحكومة السودانية لما رأينا أي صف للخبز، لو ألزمناهم بأن يكون 60 في المية من العمالة سودانيين لوفرنا آلاف فرص العمل للشباب. ولكن ماذا نقول مع النفوس المريضة االغبية التي أبرمت الإتفاق.
    2) مشكلة إغراق منطقة حلفا لا يلام علىها المصريون.. هذه غلطة سودانية مئة بالمئة، نحن من أعطيناهم الأرض باختيارنا… غباء أسوأ من غباء الذين أبرموا اتفاقية الراجحي.
    3) إذا اتفقنا على جعل مثلث حلايب و شلاتين منطقة تكامل بين مصر و السودان و طوينا صفحة الصراع عليها يمكن للبلدين أن يستفيدا منها، (حلايب لن تعود للسودان… لا سلمياً و لا عسكرياً) ، و أرجو ألا تاخدنا الهاشمية، الجيش السوداني لا يقارن بالجيش المصري، عدداً و عتاداً، ثم أن مصر ستجد دعم دولي من دول الخليج يزيدها قوة إذا ركبنا راسنا و جازفنا بالحل العسكري…
    4) منذ أن كنت طالباً و إلى اليوم و أنا أسمع عبارة (مصر هبة النيل)، و لكني أرى أن تكون تلك العبارة (النيل هبة مصر).. هل الله وهب مصر للنيل أم وهب النيل لمصر؟ .. أكيد الله و هب النيل لمصر، و لذلك الصحيح أن نقول (النيل هبة مصر) .. ترجمة خاطئة عكست ما رمي إليه الرحالة الشهير. هيرودوت

    1. يا اخى عزيز القوم عزوز الاول
      تحيه طيبه
      اخوى لو وسعت تفكيرك شويه ابعد من توفير القمح بتفيد البلد كتير ببساطه دوله و شعب قاموا بإحتلال بلدك مرتين فى التاريخ القريب و عده مرات فى التاريخ القديم خالص أدى الى النظره بل التعامل بدونيه لشعبك ده الواقع المعاش اليوم.
      الإستراتيجيه الصحيحه فى مثل هذا الوضع انك لو غلبتك زراعه بلدك جيب ليك مزارعين من بلاد الواق…… الصين بيقروشم بنغلاديش اخوانا الافارقه.
      لانه المصريين ديل لو دخلت مليون بيجو عشرين مليون يعنى إحتلال بإختيارك !!!
      بعدين الشعب السودانى ما عندوا ريده مع الجماعه ديل … وسخ و جهل و لسان طويل فى الفاضى.

  3. علاقة مصر والسودان فيها الكثير مما يشوبها ولكن الشىء الذى يجب أن نحمد الله عليه كثيرا أن مصر تقع فى مصب النيل ونحن قبلها فى مجرى النيل …هذا العطاء الربانى أنا شخصيا بحمد الله عليه ليل نهار وليت قومى يعلمون …وليتنا نستفيد من هذه النعمة ونكون سلة غذاء لشعبنا أولا قبل أن نكون سلة غذاء للعالم ….

  4. علاقة مصر والسودان فيها الكثير مما يشوبها ولكن الشىء الذى يجب أن نحمد الله عليه كثيرا أن مصر تقع فى مصب النيل ونحن قبلها فى مجرى النيل …هذا العطاء الربانى أنا شخصيا بحمد الله عليه ليل نهار وليت قومى يعلمون …وليتنا نستفيد من هذه النعمة ونكون سلة غذاء لشعبنا أولا قبل أن نكون سلة غذاء للعالم ….

  5. في بداية التغيير إعتقدنا أن ثلاثين سنة كافية لكل مدرك أن من سيأتي بعد تلك الحكومة قد وقف على كل المثالب والسلبيات التي أقعدت البلاد ، الاقتصادية منها والإدارية ، وقد صرح أكثر من مسئول ولأكثر من مرة أنهم على علم بكافة مشاكل البلاد ويملكون الرؤية الصحيحة للنهوض ، ولكن إتضح أنهم لايملكون إي إرادة ولم ينجحوا في معالجة أقرب قضايا المواطن ليطمئن قلبه للحكام الجدد ، الحكومة الانتقالية المستوردة بالكامل من الخارج بإعتبار أنها حكومة كفاءات لم يثبت وزير واحد تلك الكفاءة ! وإستمر التخبط والعشوائية بوتيرة أعلى من الحكومة السابقة ، وإتضح أن معالجتهم للقضايا مبنية على رؤيا منامية بالإتكال على الحلول الخارجية فقط ، فلم تعمل الحكومة على وضع الخطط الكفيلة بزيادة الإنتاج الزراعي والحيواني والتعدين مثلاً بإعتبار أن هذه المرافق بها ثروة جاهزة للتعامل الصحيح معها ، يقول خبير في مجال الثروة الحيوانية أن قطاع واحد من الثروة الحيوانية المتنوعة في السودان وهو قطاع الأبقار إذا أحسن إستغلاله بطريقة عملية صحيحة يمكن أن تدر على البلاد أكثر من 100 مليار دولار سنوياً ! كما أن قطاع التعدين مازال وسيلة تصديره حتى الآن هو التهريب ! ولم تحرك الحكومة ساكناً حيال وقف هذا الهدر الرهيب وأبسط مواطن اليوم يعلم أن ثروة بلاده من الذهب يتم تهريب أكثر من 70% من إنتاجه . هذا التقاعس واللامبالاة دعمه موقف السودان المتذبذب في مفاوضات سد النهضة وكان الحلقة الأضعف في تلك المحادثات وسيتم الحل النهائي للقضية على حساب السودان . مثل هذه الزيارات وتوقيع أكبر قدر من الاتفاقيات وعدم تنفيذ أي شيء منها بدأت منذ عهد حكومة عبود ، حتى في عهد البشير رغم عدم توافق حكومتي البلدين فقد إستمرت السذاجة المعهودة وتم توقيع مئات الاتفاقيات ومن أشهرها الحريات الأربع التي تم تطبيقها من قبل الطرف الأضعف فقط . في عهد مايو تم توقيع إتفاقية التكامل لإقامة مشروع زراعي ضخم في الولايات الحدودية المتاخمة وأجريت دراسات الجدوى والمسح الجغرافي وأصدر كتيب يحتوي على مراحل ومكونات المشروع الذي قيل أنه ينتج كافة مكونات المائدة في البلدين والإكتفاء الذاتي من القمح! ولكنه كان مثله مثل المشاريع الوهمية الكثيرة ، وبينما مضت مصر في تنفيذ مشاريع تنمية عملاقة مضى السودان في تدمير ما بقي فيه من مشاريع هزيلة ورثها من الإنجليز وتراجع الإنتاج حتى توقف تماماً وأصبح يستجدي طعامه وشرابه ودواءه من أصدقائه إن شاءوا أعطوه أو منعوه . تأتي هذه الزيارة في هذا السياق فقد ضمنوا موقف السودان إلى جانبهم تماماً ( كعادته ) ولا بأس من تقديم بعض الأدوية والطعام هدية لهذا العبيط .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..