مقالات وآراء

قحت والدعاية النازية!

كانت الدعاية النازية من أقوى الأسلحة التي اعتمد عليها الحزب النازي، في الفترة ما بين عامي 1933 و1945 وكانت لها أيديولوجية سياسية تهدف لإثارة المشاعر والعواطف لدى الأفراد. وتغلب الدعاية النازية الصورة على التبرير والحس الاندفاعي على المنطق. واستخدمت تلك الدعاية، من خلال وسائل الإعلام في ذلك الوقت، حيث اعتمدت على المنشورات، والإذاعة، ومكبرات الصوت بشكل يثير الغرائز الأولية للتشهير بالخصوم وتشويه صورتهم في أذهان الناس وخاصة في أوساط الشباب! كما تحاول الدعاية النازية فرض الرؤية المقصودة، التي حددها جهابذة النازية وخبراء إعلامها، على الشعب كله سيما وأنها دعاية تعمل على تحريك الجمهور وتنطلق من مرتكز تجعله مهيئاً لتقبل تلك الرؤية أو الفكرة اللعينة!
في واقع الأمر، ركزت الدعاية النازية على ربط الشيوعية السوفياتية بيهود أوروبا؛ بغرض تشويه صورة الفكر الشيوعي وتكريه الناس فيه، ولكن قحت الآن، على الرغم من توجهها الشيوعي الفاضح، تسير على خطا النازية، وتستخدم ذات الأساليب التي لجأت إليها النازية؛ لتمرير أجندتها وفرض أفكارها المدمرة على الناس! وهل نسيت قحت ما فعلته النازية باليهود والشيوعيين وغيرهم، بعدما تمكنت من الوضع في ألمانيا؟ ألا تعلم قحت أن هتلر قد أعدم كل الذين لم يكونوا على طريقته ومنهجه النازي؟
قد لجأت قحت في بداية أمرها إلى دغدغة مشاعر الشباب باستخدام وسائط التواصل الاجتماعي لبث دعايتها، حتى انطلت توجهاتها وخططها على كثير من الشباب؛ خاصة الذين كانت لديهم مواقف وآراء ضد حكومة الإنقاذ، من مختلف المشارب السياسية والفكرية، ولكن ما أن تخلصت قحت من عدوها التاريخي المتمثل في التيار الإسلامي، حتى تنكرت لكل من وقف معها من تجمع المهنيين، وممن خدعتهم الدعاية القوية من غير أعضاء الحزب الشيوعي العجوز، وشرعت كوادر اليسار والبعث والعملاء من أتباع محمود محمد طه، أو إن شئت فقل المتردية والنطيحة، في تنفيذ تلك الأجندة الفكرية والحزبية دون مراعاة لذمة أو عهد أو ميثاق، ومزقت قحت حتى ما أطلق عليها زوراً “الوثيقة الدستورية” التي كان من المفترض أن تكون هي الميثاق الملزم الذي يضبط ويوجه كافة تصرفات الحكومة الانتقالية وقراراتها، إلا أن ما أقدمت عليه قحت مؤخراً من تعيين للولاة دون استشارة للجهات المتحالفة معها، قد أسقط القناع عن الوجه الكالح لقحت حتى ظهرت كل سوءاتها للناس.
السودان الآن يمر بوضع أقل ما يقال عنه أنه صعب وحرج للغاية؛ وكل ذلك إنما هو نتيجة لسوء نية قحت وغدرها بحلفائها واستعجالها لتنفيذ الأجندة عابرة الحدود؛ من تعديل للقوانين وتغيير المناهج ومحاولة شيطنة خصومها ودمغهم بالفساد والإرهاب، وما إلى ذلك من صفات يظنون أنها قد ترضي قادة العلمانية والصهيونية العالمية، ودوائر الاستخبارات الإقليمية والدولية، التي يدورون في فلكها أو أنها تبيع لهم الوهم بتقديم الدعم مقابل إبعاد بعض المكونات السياسية من الساحة السودانية، باستخدام الأساليب الدعائية التي أشرنا إليها.
وللأسف لم يجن السودان من ذلك الوهم إلا “شيلة الحال” لأن جميع الوعود البراقة قد ذهبت أدراج الرياح على الرغم مما عقد من مؤتمرات للمانحين أو الداعمين أو أصدقاء السودان وكل تلك الأسماء الرنانة التي انخدعت بها قحت! عموماً نجحت قحت في بث دعاية مضللة سيطرت بها على مشاعر وعواطف أعداد كبيرة من الشباب ودفعت بهم إلى الشوارع وساحة الاعتصام حول القيادة العامة للجيش السوداني حتى أسقطت تلك الجماهير حكومة الإنقاذ، إلا أن قحت تركتهم في تلك المحطة وشغلتهم أو ألهتهم باجترار ذكريات النضال والثورة وانصرفت هي لترتيب أوضاعها وممارسة السلطة، وتوزيع المناصب والمحاصصة، حسب خطط مسبقة الإعداد تولى بعضها عجائز الحزب الشيوعي، وجاء بعضها من العواصم الأوروبية وغيرها عن طريق عملاء لا يرمش لهم جفن وهم ينفذون ما يملى عليهم من سفراء أجانب من أمثال السفير البريطاني عرفان صديق الذي ظل يرعى “الثورة” منذ نعومة أظفارها. ومن المعلوم عن هذا الرجل أنه واحد من ألمع عناصر الاستخبارات البريطانية. ويكفي دليلاً على تدخله في الشأن السوداني مطالبته للمجلس العسكري بتسليم السلطة سريعاً لحكومة مدنية، إذا كانوا يريدون استعادة الثقة المحلية والدولية بعد حملة القمع الشديدة لحركة الاحتجاج على حد قوله!
والغريب في الأمر أن شبابنا لم يستفيق بعد من تأثير تلك الدعاية المغرضة، وهي أسلوب أو منهج أو طريقة لخلق اتِّجاه مشايع أو معادٍ نحو فكرة أو اتجاه سياسي بالكتابة أو الإعلان أو الخطابة أو نحوِها بقصد تمرير أجندة خفية أو تأليب الناس ضد السلطة أو القائمة أو الفكرة السائدة.
وإن كان لابد من نصيحة، فأوجهها لشبابنا، الذين خدعتهم دعاية قحت، فصاروا يرددون شعاراتها ويؤيدون مواقفها، وما تشيع من وعي تدميري، ليس لأنهم مقتنعون بالفكر الشيوعي أو العروبي أو الجمهوري، لكنهم فتنوا بما كان يأتيهم من أكاذيب زينها لهم أبالسة كبار. أيها الشباب لقد انجلت الحقائق وتكشف المستور؛ خاصة وأنكم لم تروا حانات الخمور والمواخير في شوارع الخرطوم.

محمد التجاني عمر قش
[email protected]

‫4 تعليقات

  1. عمر قش ولا عمر عفن حقدك علي الحزب الشيوعي والجمهوريين خلاك تهضرب، الكلكي اللابس ملكي، موت بغيظك.

  2. ما هذا الغثاء؟
    إقتباسات:
    حلفاء قحط؟
    ولكن قحت الآن، على الرغم من توجهها الشيوعي الفاضح؟
    وممن خدعتهم الدعاية القوية من غير أعضاء الحزب الشيوعي العجوز، وشرعت كوادر اليسار والبعث والعملاء من أتباع محمود محمد طه، أو إن شئت فقل المتردية والنطيحة، في تنفيذ تلك الأجندة الفكرية والحزبية؟
    هم ينفذون ما يملى عليهم من سفراء أجانب من أمثال السفير البريطاني عرفان صديق؟
    إنتهى الإقتباس
    إرحمونا يا ناس الراكوبة و لا تضيعوا أوقاتنا. كيف تنشرون هذا الهذيان و التخاريف. ماذا نستفيد من كلام مفكك لا يمكن ربطه (حتى بدبارة) كلام ينم عن جهل و تعصب مجنون و إدعاء…..
    و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.

  3. قحت طلعت اكبر ماسورة في تاريخ السودان الحديث والقديم. أما حمدوك للآن ما زار اي حتة في السودان ولا حتى اطراف الخرطوم وقد ضاعت أماني الشعب السوداني

  4. الكلام الذي أوردناه في تعليق سابق اليوم الاربعاء الساعة عشرة وتلت مساء، عن الشرح الاذاعي لطلاب الشهادة السودانية في إذاعة بلادي وهو الاستاذ سيف الدولة محمد ابراهيم والذي ختم شرحه بمووع اللواط ووأين ورد في القرآن وبماذا أشار إليه أو سماه وأجاب بأن سماه بالفاحشة ثم سأل عن عقوبته فذكر اجماع الفقهاء على الرجم لثبوتها بدليل في القرآن والسنة فمن السنة ذكر حديث قتل اللائط والملاط به ولو كان الأخير بهيمة!
    أما عن دليل الرجم من القرآن فقال إنه الآية (لِنُرۡسِلَ عَلَيۡهِمۡ حِجَارَةٗ مِّن طِينٖ (33) من سورة الذاريات!
    ۞قَالَ فَمَا خَطۡبُكُمۡ أَيُّهَا ٱلۡمُرۡسَلُونَ (31) قَالُوٓاْ إِنَّآ أُرۡسِلۡنَآ إِلَىٰ قَوۡمٖ مُّجۡرِمِينَ (32) لِنُرۡسِلَ عَلَيۡهِمۡ حِجَارَةٗ مِّن طِينٖ (33) مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلۡمُسۡرِفِينَ (34) فَأَخۡرَجۡنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدۡنَا فِيهَا غَيۡرَ بَيۡتٖ مِّنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ (36) صدق الله العظيم، سورة الذاريات.
    هذا هو منهج الأنجاس في التربية الاسلامية (الصف الثاني ثانوي) وماورد في شرح هذا المعلم مجرد مصادفة عرضية والناس غافون لا يعلمون شيئاً عما تُحشى به عقول أطفالهم في المدارس وحسناً فعلت الحكومة الانتقالية بمراجعة هذه المناهج.
    هذه المناهج هي فعلاً حشوٌ لا يمثل إلا الفهم الحشوي للاسلام من جهلاء دين المتأسلمين الأنجاس ولكم أن تتصوروا تفكير هؤلاء المعاتيه الذين يسمون أنفسهم علماء ولا يفرق أحدهم ولا يميِّز بين معاقبته تعالى للمجرمين في قصص القرآن وبين عقوباته تعالى التي شرعها وأمر بإنزالها على المجرمين من قبل الدولة في الدنيا طبعاً؟
    وهل يعقل القبول برواية لحديث يعاقب الانسان والبهيمة الضحية علماً بأن سياسة التجريم والعقاب المتبعة في جميع العالم بعد حمورابي وقراقوش والتي تعلمتها الانسانية من الأديان وخاصة الاسلام هي أنهما مناطان بالتكليف والاختيار أي الارادة الحرة وعليه فإن التكليف القرآني لايشمل الحيوان في أي ديانة سماوية كانت أم أرضية ولافي أي قانون عقوبات في العالم، عدا قوانين هؤلاء الأنجاس.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..