الدكتور: الطاهر أحمد عبدالقادر .. رحمة الله تغشاك!

لا يساورني ادني شك انه في حال ما اذا كانت هنالك جائزة دولية تمنح لاكثر شخص تواضعا في العالم لكانت من نصيب المغفور له باذن الله الدكتور: الطاهر أحمد عبد القادر دون منازع.
شق عليّ نعيه وتسمرت كالمصقوع بالتيار الكهربائي .. فجعني خبر رحيله وقطع نياط قلبي عند سماعه مساء امس وانا أتجول داخل شبكة التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، لم اصدق عيني فيما تقرأ ولم أستطيع إستيعاب ذلك من قوة الصدمة .. وبعدها بقليل وجدت نفسي ابحث داخل الهاتف عن اقرب رقم متاح ليربطني بالاهل في قرية (كاب الجداد)، في الجزيرة الخضراء والتي ربما أجدبت نتيجة هذا الفقد الفاجع المزلزل ، وسريعا ما اتاني من قطع شكي باليقين من احد الاخوة الذي تكرم مشكورا بتأكيد الفاجعة وليته ما فعل……
الفقيد يجمع في شخصه كل الخصال النادرة في الادب وطيبة الخلق والاخلاق والتواضع.. كان مثلى الاعلى وقدوتي الاولى في عالم الانسانية المجرد من كل زيف.. جالسته كثيرا على هامش عصريات قريتنا الجميلة (كاب الجداد) وفي كل مرة اخرج من حضرته وانا اكثر علما وتهذبا وحبا لشخصه الكريم .. فهو يداخل الجميع بدون فرز (الصغير قبل الكبير) وبتواضع جم يصل حد الخشوع .. كان معياره في تعامله مع الناس هو (الانسانية) وحدها .. لا تعني الاعمار له شيئا ولذلك احبه الناس كله.
بكل فخر احسب نفسي طالب ضمن طلابه الذين لم يحاضرهم في جامعة امدرمان الاسلامية التي يحاضر فيها، إنما قدم لنا الدروس العظيمة والاخلاق الفاضلة في جامعة الحياة المشرعة الابواب دونما شهادات.
رحمة الله تغشاك يا دكتور.
سايمون دينق – جوبا