الرسالة الثانية إلى حمدوك على ضوء مليونية جرد الحساب # ١٧ أغسطس

التجانى حسين
عضو اللجنة الاقتصادية لقوى الحرية والتغيير
في رسالتي الأولى المفتوحة لك يا حمدوك والتي كان عنوانها (روشتة صندوق النقد الدولي تحول جماهير الشعب من (شكرا حمدوك) إلى نذر (ارحل حمدوك)
أوضحت لك أن السبب في ذلك هو انك خالفت مآ ورد في الوثيقة الدستورية من انك ملزم ببرنامج ثورة ديسمبر المجيدة وانزلقت إلى برنامج صندوق النقد الدولي.. وما هو ببرنامج.. وإنما هو سياسات محفوظة كاللوح لمن يتبنونها ولا فائدة منها سوى افقار الشعب واذلاله … وأوضحت لك بعد عشرة شهور من حكمك ارتفعت تكلفة المواصلات في اليوم للفرد الواحد من ما بين عشرة إلى ثلاثين جنيها لتصل إلى مابين مائتين إلى اربعمائة جنيه وارتفع سعر صابونة الغسيل من عشرة جنيهات إلى ماىة جنيه وكيلو السكر من عشرة جنيهات إلى ثمانين جنيها وكيلو الموز من خمسة جنيهات إلى ثمانين جنيها وصابونة الحمام من خمسة عشر جنيها إلى مائة جنيه وطبق البيض من خمسين جنيها إلى ثلاثمائة وخمسين جنيها وغيار زيت السيارة من مائة جنيه إلى ألفين وثلاثمائة جنيه وجالون البنزين من ٢٨ جنيها إلى ١٢٨ جنيها. . ولم يبق شيء إلا تضاعف سعره بمعدل عشرة إلى عشرين مرة.. وأوضحت لك أن الأدهى وأمر انك مقبل على ما هو أسوأ عبر ما يسمى بموازنة ٢٠٢٠ المعدلة وتطبيق نفس سياسات النظام المباد الذي يلجأ إلى جيوب المواطنين لسد العجز في الموازنة؛ مما يعني موجة جديدة عارمة من ارتفاع الأسعار لا تبقى ولا تذر.. وتلك هي محطة ارحل حمدوك.
اليوم جاءت مواكب ١٧ أغسطس _ مليونية جرد الحساب _ وليس فيها شكرا حمدوك لأن هذا الشعار قد انتهى تماما.. وكانت مطالب الثوار واضحة ومن بينها (إسقاط ميزانية الجوع وإقالة الطاقم الاقتصادي وتأكيد ولاية وزارة المالية على المال العام) بالإضافة إلى استكمال هياكل السلطة الانتقالية والقصاص للشهداء.. والشعارات بين قوسين تعني بوضوح إلغاء التعديلات التي تم إدخالها على موازنة ٢٠٢٠ وإبعاد المجموعة المرتبطة بروشتة صندوق النقد الدولي عن الملف الاقتصادي وإنتهاج سياسة حشد الموارد الداخلية لمعالجة الوضع الاقتصادي عبر برنامج قدمته لك قوى الثورة.. وعليك أن تتذكر العدد الكبير من الدول التي حصلت على قروض من صندوق النقد الدولي دون أن تطبق روشته أو تنكسر له لأن هذا حق من حقوقها .. وان لم تفعل ذلك ومضيت من اول سبتمبر القادم في تنفيذ الموازنة المعدلة فلتستعد لسماع ارحل حمدوك من كل الشعب.. وعندها ارجو الا تعتقد أن العنف المفرط الذي تم استخدامه اليوم ضد الثوار في موكب جرد الحساب يمكن أن يحمي اي سلطة تخالف مبادئ ثورة ديسمبر العظيمة .. إذ أن النظام السابق قد استخدم عنفا يساوي مائة ضعف هذآ العنف.. وجاءت عملية فض الاعتصام في شكل مجزرة بشرية مكتملة الأركان أشبه بحرب الإبادة بالرصاص الحي ولم تفت من عضد الثورة والثوار.. بل زادتهم إيمانا..
ونأمل أن تستوعب الدرس وتبدأ في التصحيح.. وقد أوضحت لك في الرسالة السابقة أن عليك لكي تنجح أن تغادر تماما محطة روشتة صندوق النقد الدولي ؛ وأن تلغي تماما الاتجاه لزيادة أسعار المحروقات والكهرباء وتخفيض السعر الرسمي للجنيه السوداني وزيادة أو تحرير الدولار الجمركي لأن هذا الفعل سيؤدي إلى ارتفاع تكلفة المواصلات للفرد في اليوم الواحد من ثلاثمائة أو اربعمائة جنيه إلى ثمانمائة جنيه وطبق البيض من ٣٥٠ جنيها إلى ٧٠٠ جنيه ثم الف جنيه وإلى مضاعفة الأسعار الحالية الباهظة لكل السلع.. ولذلك فإن عليك أن تعود للالتزام بالوثيقة الدستورية وأن تعيد قراءة المذكرات التي رفعها لك الثوار في مواكب ٣٠ يونيو الأخيرة؛ ومواكب ١٧ أغسطس والمذكرات والبرامج التي قدمتها لك اللجنة الاقتصادية لقوى الحرية والتغيير وأن تعمل على الالترام بها. فالبرامج المقدمة إليك من قوى الثورة هي بدائل واقعية لحشد الموارد لسد عجز الموازنة والنهوض بالاقتصاد الوطني وتقوية الجنيه السوداني.. وعليك أن تتأمل في كلمة (جرد الحساب) لأنها ليست كلمة عابرة.. فهي البديل المضاد لكلمة (انجازات الحكومة) .. فطالما أن الإنجازات غائبة والفشل هو الغالب تصبح العملية (جرد حساب..) وللأسف كان حسابا خاسرا .
هذا ما لزم توضيحه.. وعليك بالتصحيح ولا تكن كالذين لم يستبينوا النصح الا ضحى الغد.. ولك التحية
والله انتو لا تخلو حمدوك يشوف شغله ولاحاجة كل يوم مليونيه كفايه خرمجه وقد رحل قبله د اكرم قرفان من تدخلاتكم غير المبررة روحو ربنا يكفينا شركم